الرياء²

145 47 53
                                    

السلام عليكم ورحمة الله  نبدأ بأسم الله الرحمن الرحيم  :
القَسم الثاني من موضوع الذنوب

س/مَا الرياء؟، وما عقاب من يفعل الرياء؟، وهل الله يغفر لـ من يفعل الرياء؟

الجُوَاب:
١- الرياء هو فعل الخير؛ لكي يراه الناس بمعنى أنْ يكون الدافع إلى الفعل ليس هو التقرُّب إلى الله، أو أنْ تكون إراءة الناس فعله دافعاً إلى العمل ولو منضمَّة إلى قصد القربة، فلا يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى، وتبطل العبادة حينئذٍ، والدافع إلى العمل بهذا الشكل من المحرَّمات والكبائر، بل هو نظير الشرك في الطاعة.

٢-قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: هو الرياء يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤن في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء؟
وقال صلى الله عليه وآله: استعيذوا بالله من جب الخزي قيل: وما هو يا رسول الله؟ قال:
واد في جهنم أعد للمرائين.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٩ - الصفحة ٣٠٣

٣-۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
[ الزمر: 53]
وكفارة الرياء الاستغفار لله تعالى. وتخلص من الرياء بأن تقصد العمل قربة لله تعالى.

عن الرياء:
- الإمام علي (عليه السلام): اعلموا أن يسير الرياء شرك .
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وقد رآه شداد بن أوس في حال البكاء فسأله عما يبكيه -: إني تخوفت على أمتي الشرك، أما إنهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ولكنهم يراءون بأعمالهم
.
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء .

- الإمام الصادق (عليه السلام): كل رياء شرك إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس.

[1414] سوء عاقبة أهل الرياء - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن النار وأهلها يعجون من أهل الرياء فقيل: يا رسول الله وكيف تعج النار؟!
قال: من حر النار التي يعذبون بها
.
- عنه (صلى الله عليه وآله): ومن قرأ القرآن يريد به السمعة والتماس شئ لقى الله عز وجل يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم، وزج القرآن في قفاه حتى يدخله النار ويهوى فيها مع من يهوى .

- روي: أنه يأمر الله عز وجل برجال إلى النار فيقول لمالك: قل للنار: لا تحرقي لهم أقداما فقد كانوا يمشون إلى المساجد، ولا تحرقي لهم أيديا، فقد كانوا يرفعونها إلي بالدعاء،... فيقول مالك: يا أشقياء فما كان حالكم؟ فيقولون: كنا نعمل لغير الله، فقيل لنا:
خذوا ثوابكم ممن عملتم له.

- الإمام الصادق (عليه السلام): يجاء بعبد يوم القيامة قد صلى فيقول: يا رب صليت ابتغاء وجهك فيقال له: بل صليت ليقال ما أحسن صلاة، اذهبوا به إلى النار .

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أول من يدعى يوم القيامة رجل جمع القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال، فيقول الله عز وجل للقاري: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟
فيقول: بلى يا رب فيقول: ما عملت فيما علمت؟ فيقول: يا رب قمت به في آناء الليل وأطراف النهار فيقول الله: كذبت وتقول الملائكة:
كذبت
ويقول الله تعالى: إنما أردت أن يقال: فلان قارئ فقد قيل ذلك .

- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فاتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال جرئ، فقد قيل ذلك ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار.

(انظر) النية: باب 3980.
[1416] علامات المرائي - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما علامة المرائي فأربعة:

يحرص في العمل لله إذا كان عنده أحد ويكسل إذا كان وحده، ويحرص في كل أمره على المحمدة، ويحسن سمته بجهده .
- الإمام علي (عليه السلام): للمرائي أربع علامات:
يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا اثني عليه، وينقص منه إذا لم يثن عليه .

- عنه (عليه السلام): ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحب أن يحمد في جميع أموره.

- الإمام الصادق (عليه السلام): قال لقمان لابنه: للمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان الناس عنده، ويتعرض في كل أمر للمحمدة .

(انظر) وسائل الشيعة: 1 / 54 باب 13.
[1417]

بحث حول الرياء - الإمام الباقر (عليه السلام) - لما سأله زرارة عن الرجل يعمل الشئ من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك -: لا بأس ما من أحد إلا وهو يحب أن يظهر له في الناس الخير، إذا لم يكن صنع ذلك لذلك .

- جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إني أتصدق وأصل الرحم ولا أصنع ذلك إلا لله فيذكر ذلك مني واحمد عليه فيسرني ذلك وأعجب به؟ فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يقل شيئا فنزلت الآية - * (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا).

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الأخلاص مع الله
وحيث كان الاخلاص هو المنار الساطع، الذي ينير للناس مناهج الطاعة الحقة، والعبودية الصادقة، كان الشيطان ولوعاً دؤوباً على إغوائهم وتضليلهم بصنوف الأماني والآمال الخادعة: كحب السمعة والجاه، وكسب المحامد والأمجاد، وتحري الأطماع المادية التي تمسخ الضمائر وتمحق الأعمال، وتذرها قفراً يباباً من مفاهيم الجمال والكمال وحلاوة العطاء.

وقد يكون إيحاء الشيطان بالرياء هامساً خفيفاً ماكراً، فيمارس الانسان الطاعة والعبادة بدافع الاخلاص، ولو محصها وأمعن فيها وجدها مشوبةً بالرياء. وهذا من أخطر المزالق، وأشدها خفاءاً وخداعاً. ولا يتجنبها الا الأولياء الأفذاذ.

كما حُكي عن بعضهم أنه قال: "قضيت صلاة ثلاثين سنة كنت صليتها في المسجد جماعة في الصف الأول، لأني تأخرت يوماً لعذر، وصليت في الصف الثاني، فاعترتني خجلة من الناس، حيث رأوني في الصف الثاني، فعرفت أنّ نظر الناس اليّ في الصف الأول كان يسرني، وكان سبب استراحة قلبي.

نعوذ باللّه من سبات الغفلة، وُخدع الرياء والغرور. من أجل ذلك يحرص العارفون على كتمان طاعاتهم وعباداتهم، خشية من تلك الشوائب الخفية.

قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾(ص:82-83).

دُمتم في حفظِ الرحمٰن.

البداية مع الله ثم الحسين _رقية كريمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن