•𝐩𝐚𝐫𝐭 𝐨𝐧𝐞•

353 18 151
                                    

جَلَستُ أَمامَ نافِذة غُرفَتي أَحتَسي كوباً مِن القَهوة بَينَما أقرأ كِتابي المُفَضل وَالهَواء يُلامس خَصلات شَعري البُنّي، مِما جَعَلها تَتَطاير لِلخَلف. 

أَما عَن زَوجي، فَكانَ يُمضي وَقته في عدَّ أوراقَ الجَّرائِد للتأكُد منها قَبل أنّ يُغادر إلى عَمَلِه. كانَ يَرتَدي سُترَتَه القَديمة ويتَوجه نحو الباب، و يقوم بِتوديعي مِن بَعيد، لأنَه يُدرِك أهَمية القِراءة بالنِسبةِ لي ولا يُريد أن يُقاطِعُني. هَمهَمتُ له ثُمّ واصلتُ قِراءة الكِتاب الذي يَتَحدث عن الأَساطير، حيثُ كانت الأحداث مَشوِقة للغاية

استَمريتُ في القِراءة حتى تَبَقى لي عَددٌ قَليلٌ مِنَ الصَّفَحات، لَكِنني قَررتُ إغلاقِ الكِتاب بَعد أنّ سَجلتَ الصَّفحة التي وَصلتُ إليها، ثم بَدأت في إِنجاز مهامِ المَنزِلية.

بَدأتُ بِتَنظيف الغُرف وَإزالة الغُبار عن الطاوِلات. وَبَعد أنّ أَنهيت ذلِك، تَوَجهتُ إلى المَطبَخ لِأَقوم بِتَنظيفَه وَتَلميعُ الأطباق وَالأكواب. كان التَّنظيف مرهقًا جدًا، لكِن بَعد الإنتِهاء، قَرَرتُ أنّ أُُكافِئ نَفسي بِفُطورٍ بَسيط يَتَكوَن مِن خُبز التوست مع مُربى الفراوِلة وَكأسٌ مِن عَصير البُرتُقال

وَضَعت الطَبق والكَأس على مائِدة الطَعام وَبَدَأتُ في تَناولِه، بَينَما كان عَقلي مَشْغولاً بِالتَفكير في وَضعِنا الحَالي وكيف إنَّنا نواجِه أزَماتٍ مالية، لِدَرجة إنَّني تَمَنيت لو كُنت أعيشُ في قَصرٍ بدلاً مِن هذا المَنزِل المُتهالِك.

مَرت ساعاتٍ على هذا التَفكير، وَلَم أشعُر بِمُرورِها إلا عِندما أفاقِني أدريان مِن شُرودي قائلاً
"سول؟ هل أنتِ بِخير، مَرجانتي؟"

تلاقَت عُيونه السَّوداء مع شَعرِهِ المُنسَدِل على جَبينَهُ.

"نَعم، نَعم، أنا بِخير. متى عُدت؟"

أَجابَني بِلُطف وهو يُمَرِر يَده على شعري
"عُدتُ الآن، وَ وَجدتُكِ شارِدة الذّهن. هل هُناك ما يُزعِجُكِ؟"

شَرَدتُ مُجَدداً في مَلامِح وَجهِه، في عَينَيه  السَّوداء القاتِمة ، وفي أرنَبة أنْفِه البارِزة. كانت تَفاصيلَ وَجهه تأسُرُني وتثقُلُني في آنٍ واحِد.

" مرةً أُخرى؟"
قالَ وهوَ يَبتَسِم بابتسامته الجانبية.

"ماذا... أوه، آسِفة، لقد شَردتُ. هل قُلت شيئًا؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 14, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

محيطي الازرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن