قامت من سريرها ببطء غير مبالية باليوم، بالوقت، والزمان والمكان وكل ما يحوم في رأسها هو التساؤلات.
توجهت لدورة المياه وبدأت تغسل وجهها الذي يعكس مزاجها المتعكر من سلسلة الأحلام الغريبة أو لنقل الكوابيس الغريبة.
حاولت تهدئة نفسها وذكَّرت نفسها أنها على الأقل حصلت على المفتاح وما إن استذكرت تلك الكلمات خرجت من دورة المياه ركضاً وفرشاة الأسنان لم تكمل مهمتها في فمها، بدأت تذكر نفسها بصوت مسموع لكي لا تنسى مكان المفتاح غير مبالية بتلك الرغوة التي بدأت تحاصر شفتيها ودلفت غرفتها مفتوحة الباب وبدأت البحث حول سريرها عن مفتاح أحمر.
كانت تبحث بجنون حتى عثرت على مثلث أحمر صغير! تعجبت من شكله غير المألوف خصوصاً وأنه ينبض بوهجٍ أحمر كرزي وبدأت تفتش في نفسها مستذكرة وجوده في الغرفة قبل سلسلة الكوابيس المزعجة فلم تستوقفها ذكرى ملفتة، تناهى لسمعها صوت والدتها التي تحذرها من التأخر فوقفت على عجلٍ ووضعت القطعة في درج مقتنياتها فتذكرت وهي تبرح الغرفة وضعه تحت الوسادة ففعلت واستحضرت ذلك الموقف المخزي لها مع الفتاة الصغيرة فبصقت الرغوة الكثيفة في المغسلة علَّ تلك الذكرى تخرج أيضاً.
ارتدت ثيابها معتمدة على قيادة عقلها الذاتية إذ أن التفكير قد أخذها لعالم يشبه عالم الأحلام المرعب وعادت الأسئلة تعصف مجدداً وما إن سرحت شعرها على عجل حتى عادت تفكر بيومها مجدداً.
نزلت الدرجات وحيت والدتها وبدأت بتناول الإفطار الذي كان خبز البطيخ الذي تحبه بجنون وتحب عبق رائحته في المنزل والذي كان يعجب كورو الراحل.
ذكرى كورو وهي تأكل الخبز طغت على الأفكار المزعجة للأحلام، كانت تستذكر قطها مع كل لقمة وتذرف الدموع في هدوء بينما والدتها تنصت لأخبار الطقس.
وأخيراً استعدت للمدرسة وحزمت حقيبتها وما إن همت بالخروج حتى نادت والدتها عليها لأخذ مشروع نادي الفنون معها!
كانت يومي مولعة بالفنون وقد أثر والدها الذي يعمل في فرنسا عليها لأنها كانت تراه وهو يرسم اللوحات منذ صغرها ويحثها على التجربة.
أخذت المشروع والذي كان عبارة عن محاكاة للوحة "عاصفة في بحر الجليل" التي رأت نسخة لها قبل 3 أيام في بيت السيد فوجي وقد كانت ذات الرسمة التي تعمل عليه منذ أسبوع! كل تلك الصُدف الغريبة تذكرها بشيئين: كورو وتلك الكوابيس البغيضة...
لم يحدث شيء مثير للإهتمام إلا أنها قابلت صديقتها أيامي وقد كانت يومي مشتاقة لها وودت لو تبوح لها بكل شيء لكنها آثرت الصمت لكي لا تضغط أكثر على صديقتها المقربة.
في المدرسة وخلال وقت الغداء توجهت نحو نادي الفنون لتسليم مشروعها للمعلمة (ناتسومي) التي كانت تنتظره منها بفارغ الصبر فهي تحب أعمال يومي المتقنة.
سيقام معرض لعرض الأعمال خلال أسبوعين وقبل سلسلة الكوابيس تلك كانت يومي متحمسة لعرض عملها ومشاهدة الأعمال المنافسة أما الآن فهي متحمسة للاشيء.
كانَ يوماً مدرسيا شتوياً متعباً، عادت لمنزلها خائفة تترقب هبوط ستار الليل بحذر وما إن دخلت المنزل وحيت والدتها حتى نادت عليها والدتها وبدأت تحدثها قائلة:
-مالكي يا ابنتي؟ هل كل شيء على ما يرام؟
تنهدت يومي وأجابت والدتها وهي تصعد الدرجات:
نعم، كل شيء بخير.لم ترغب أن تقلق أحداً من أحبتها فقد قاموا بما يكفي في ما يخص كورو، والدتها ظلت تحمل نفسها المسؤولية عما حدث له خلال آخر يومين حتى عاتبتها يومي بمحبة، كل ما أردته يومي هو تجاوز هذه التجربة لوحدها وتَعلمِ أن أن تبقى كتومة قليلاً.
نظرت إليها والدتها وقالت بحنان:
-أعددت لكي الحمام، لا يزال دافئاً.
-شكرا أمي أقدر ذلك.
نادتها وهي تصعد الدرجات فقالت وهي تضم كفيها:
-يمكنك إخباري بأي شيء... اتفقنا؟
لتجيب يومي ودموعها توشك على التسلل:
-حسناً أمي، ستكونين أول من يعرف.
وسارت نحو غرفتها بهدوء حذر.دخلت الغرفة وبدأت تبكي واقفة بصمت، قلبها رهيف للغاية على خوض هذه الأحداث المتتالية كما أنها بلغت ربيعها 16 مؤخراً، وما إن هدأت ورفعت رأسها حتى وجدت نفسها أمام سايا والجرس بين يديها قد رَن تزامناً مع رفع رأسها!
حاولت يومي إستيعاب ماحدث أولاً ثم جالت بعينيها أرجاء المكان فبدا مألوفاً للغاية.
إنه ذات الحلم، وذات الفتاة المتغطرسة بذات العباءة الزرقاء.
سألتها يومي بهدوء وقالت بصوت خائف:
-ماذا حدث؟
-لا لا شيء، كنت أجرب الجرس وحسب لأني لم أجربه منذ أمد بعيد.
-لا... أعني أنني لم أخلد للنوم حتى! كنت جالسة في غرفتي بعد عودتي من المدرسة.
قهقهت الفتاة الصغيرة بهيستيريا حتى أنها قامت بتقطيع بعض دمى القطط بين يديها وتحديداً دميتين، ذات لون بني وأخرى بيضاء بشامة سوداء على ظهرها.نظرت سايا ليومي ودموع الضحك تغرق عينيها وقالت وهي تبتسم:
ومن قال أنك استيقظتي!
أنت تقرأ
مملكة القطط
Mystery / Thrillerيومي طالبة في الصف الأول الثانوي تفقد أعز صديق لها قطها (كورو)، لتبدأ بعدها سلسلة من الظواهر الغامضة والمريبة والتي تظهر لنا عكس ما توقعنا!