في أعماق الظلام

28 5 8
                                    


أغمض يوسف عينيه بإحكام، محاولًا التخلص من الرؤى المزعجة التي كانت تراوده منذ كسر اللعنة. لم يعد القصر القديم موجودًا، ولم يعد هناك رجل غامض، ولكن الظلام الذي كان يعيش بداخله لم يزُل.
كانت الليالي بالنسبة له كابوسًا متكررًا. يرى وجوهًا مشوهة تطل عليه من الظلام، ويسمع أصواتًا همسات تردد اسمه. كان يشعر وكأن قوى شريرة تحاصره، تحاول أن تسحبه إلى عالم مظلم.
في أحد الليالي، استيقظ يوسف من نومه فجأة. كان الجو باردًا ورطبًا، وشعر برهبة غريبة تملأ الغرفة. نظر إلى النافذة، فرأى ضوءًا أحمر غريبًا يتحرك في السماء. كان الضوء يتوهج ويخفت، وكأنه إشارة من عالم آخر.
خرج يوسف من المنزل، متجهًا نحو الضوء الغريب. كان يمشي بخطوات مترددة، قلبه يدق بعنف. كلما اقترب من الضوء، زادت الرؤية المزعجة. وصل إلى حافة القرية، ونظر إلى السماء، فوجد أن الضوء الأحمر قد تحول إلى شكل غريب يشبه العين.
فجأة، شعر بألم حاد في رأسه، وكأن أحدهم يغرس مسمارًا في دماغه. سقط يوسف أرضا، وبدأ يصرخ بصوت عالٍ. عندما فتح عينيه، وجد نفسه في مكان مظلم جدًا. لم يكن هناك ضوء، ولا صوت، سوى صوت نفسه وهو يتنفس بصعوبة.
بدأ يوسف يتحرك ببطء، يمد يده أمام وجهه محاولًا لمس شيء ما. شعر ببرد شديد، وكأن يده تمر عبر الماء. فجأة، لمس شيئًا ناعمًا، وسمع صوتًا همس في أذنه: "أهلاً بك في عالمنا".
نظر يوسف حولَه، فرأى وجوهًا كثيرة تطل عليه من الظلام. كانت الوجوه مشوهة وقبيحة، وعينها حمراء لامعة. بدأوا يتحدثون بصوت واحد، وكأنهم كائن واحد: "أنت الآن واحد منا".
شعر يوسف بالرعب الشديد، وحاول الهرب، ولكنه لم يستطع. كان محاصرًا في هذا المكان المظلم، ولا يوجد مخرج.....

"صندوق الحقيقة الملعون"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن