*_الفصل السابع*

19 6 7
                                    

بعد أن أنهى [فهد] سرد قصته المؤلمة وعيناه كانتا حمراوتان نظر إلى [عبير] فوجدها تغطي فمها وتبكي بصمت... نظر إلى عيناها اللتين لم تعد تفاصيلهما واضحتين... وإلى رموشها التي رسمها الدمع بدقة... يدها التي تغطي فمها والدماء الجافة التي اختلطت بالتراب والطين لازالت عليها... أحس بالاختناق ففتح صندوق كبير كان بالغرفة وأخرج منه قوساً وبعض السهام... عندما رأت [عبير] ذلك وهي من تتمنى تجربتها مسحت تلك الدموع التي حاولت حبسها كي لا تشتته وهو يتحدث وسألته...

_عبير: إلى أين؟! هل ستتركني؟
_فهد: أنتِ متعبة وأنا أريد تفريغ غضبي قليلاً
_عبير ببراءة: علّمني...
_فهد: أعلمكِ كيف تفرغين غضبكِ؟
_عبير: لا يا أحمق... فأنا أفرغه بتمزيق الأوراق أو ضرب الحائط... أريد أن أتعلم الرمي بالسهام
_فهد: عندما تتحسنين سأعلّمك
_عبير: لا لا أنا بصحة جيدة... فقط أمهلني قليلاً لأصلي فقد غابت الشمس

خرج وأغلق الباب وذهب ليجهّز مكان التدريب... وعندما عاد بعد قليل كانت قد غيرت ملابسها وجهزت نفسها... كانت ترتدي بنطالاً واسعاً ومزموماً من الأسفل وله جيوب كثيرة لونه أسود... وقميص طوله متوسط ولونه أزرق... ربطت شعرها كذيل حصان ووضعت يديها على جانبيها وقالت مبتسمة (أنا مستعدة)... ابتسم لها وأشار لها أن تتبعه... وصلا لمكان التدريب والذي هو الساحة الفارغة بجانب البناء... أمسك القوس ووضع سهمه الأول وأصاب إحدى العلب التي كان قد وضعها على طاولة بعيدة... صفقت له بحرارة...

_فهد: دورك
_عبير: لكني لم أتعلم بعد
_فهد: ألم تشاهديني وأنا أفعلها؟... قلّدي ما فعلته فقط
_عبير: أعدْ ما فعلته مرة أخرى وأعدك أني سأحاول

رمى سهم آخر على العلبة الثانية وكانت [عبير] تنظر لحركاته بتمعن شديد... أخذت القوس منه وحاولت تقليد طريقته بالإمساك به... كان كبيراً بالنسبة لحجمها لذلك كان ذلك صعباً... ساعدها [فهد] قليلاً حتى توازن القوس بين يديها... أعطاها السهم وهي ثبتته جيداً ثم... أطلقت!... كان سهمها بعيداً عن الطاولة والعلب فقد انحرف مساره... ورغم ذلك صاحت بفرح طفولي ونظرت ل[فهد] تنتظر منه أن يصفق لها فهم عليها وصفق ضاحكاً... أعطاها بعض التعليمات لتحديد مسار السهم بشكل دقيق... حاولت عدة مرات لكن السهم لم يصل لأن الهدف كان بعيداً... اقترح عليها معلمها أن تقترب أكثر ففعلت ونجحت بشكل جزئي في الاصابة... ومع تكرار المحاولة نجحت في إصابة العلب وكانت تتراجع عدة خطوات مع كل مرة... أمضيا عدة ساعات بينما لم يكونا على علم بأن عينيّ الضبع كانت تراقبهما والنار مشتعلة فيهما.
في اليوم التالي كانت صحة[عبير] سيئة لأنها خرجت الليلة الماضية بدون ملابس ثقيلة والبرد كان شديد... لازمت السرير ولازم [فهد] الغرفة ليعتني بها فحرارتها كانت غير منتظمة... أما [ماركو] فقضى الليل بين داخل الغرفة وخارجها... فقد كان يحسم أمره... وفي النهايةاستئصل قلبه وسحقه وتغلّبت الرغبة بالانتقام... سينتقم من الاثنين معاً... [عبير] و[فهد]... لكن لا يمكنه المساس ب[عبير] قبل أن يقضي على [فهد] ويجب أن يرتب له مكيدة لتبقى صفحته بيضاء لدى الزعيم حفاظاً على حياته... في النهاية قُدّم له الحل على طبق من ذهب... فبينما هو يدخن جاءت إليه [مروة] وكانت خائفة ومفزوعة لأن زوجة الزعيم اتصلت بها... أشار إليها لتفتح الخط والمكبر...

العهد المقدسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن