ارتجفت أناملها فوق شاشة هاتفها وهى تحدثها كل بضعة ثوانِ ، علها تخطئ ما قرأته أو يكون قد أرسل لها المزيد من التفاصيل التي تهدأ قلبها المرتعب الآن .
رفعت عينينها مجدداً نحوه تتأمل هدوءه وحركات يديه وكلامه الجاد الذي لا يصل لها مع والدته ، وتساءلت وعينيها تدمع خوفاً عليه ، لو عاد الوقت بها عدة أشهر للخلف ، هل كانت ستخبره أنه ربما يُسجن للأبد بسبب تجارته في المواد المخدرة المخبأة داخل سياراته القادمة من الخارج ؟ ، أم أن الفخ الذي ينشأه له زوجها السابق كان سيقع به أخيه كذلك كونه هو من وقع على استلام تلك السيارات ؟ .
منذ الليلة الأولى التي التقته بها وهى ثملة ، مُحطمة ، تائهة في حرب لا تحارب بها سوى نفسها وهو يحميها. حماها منه منذ الوهلة الأولى ، ربما لو لم تقضي تلك الليلة نائمة لا تدري شيئاً بما يدور حولها ..لكانت مُغتصَبة من جديد وهى ليست زوجته تلك المرة .
لولا تلك المرات التي تحمل بها غطرستها الغير مبررة تجاهه وغرورها الذي قابله بتقبل دون أن يدري سببه ، لم تكن برضا تام تخبره دون خجل عن ما عانته وما تريده ، لم تكن لتجلس تراضيه وتعتذر من أجل نقاش محتدم تدخل به عنادها .
طوال الليلة الماضية وهى تراقبه نائماً بمزيج من الخوف عليه و العشق الكامن بقلبها له ، تدرك تمام الإدراك أنه لم يكن زوجاً سابقاً بشعاً ، ولا رجلاً لا يشعر بزوجته ويقدرها ويراضيها ، لم تؤثر بها كلمات " دارين " شيئاً ، بل على العكس زادت مكانته بقلبها وهى تراه يدافع عنها ، يحترمها ، ويتحكم بغضب ٍ مكتوم باتت تعرف أنه يعرف كيف يوجهه .
والآن أدركت وهى تجفف دموعها بأطراف أناملها أن السبب الأول الذي دفعها أن تخفي عنه شيئاً هو الخوف عليه ، وما يخيفها الآن من معرفته ليس غضبه في المطلق بل أن يغضب منها هى أو يحزن بسببها لأى سبب كان .
سحبت هاتفها واتجهت لغرفتهما بالأعلى تسحب نفساً طويلاً وهى تهاتف " معتز" تنتظر أجابته بفارغ الصبر ليأتيها صوته بالفعل بعد لحظات بذبذبة مطمئنة لا تدري هل هى نبرته هكذا بالفعل أم أن حالفها الحظ أخيراً وتخلصت من أكبر خطأ ارتكبته يوماً.
" السلام عليكم !"
ضغطت شفتيها ورفعت كفّه الحر تمسد جانب جبهتها الأيمن وسألته بأنفاس مسلوبة
" أيه اللي حصل ؟!"
صمت لثوانِ مرت عليها سنوات وهى تنتظره أن يتحدث ، ولا تعرف ما قاله بعد ذلك هل طمأنها أم زاد من قلقها
" رحنا المخزن والأتنين اللي كانوا هناك اعترفوا عليه ، والشحنة اتصادرت وطلع حكم بالقبض عليه ... وطبعاً زى ما قلتلك في الأول أن جاسر لازم يدي أقواله ويحضر التحقيقات"
ابتلعت بترقب ثم سألته بشبه همس وعينيها مسلطة على باب الغرفة
" وخالد ؟"
أنت تقرأ
قيود من فولاذ( قيد التعديل اللغوي)
Romanceالأولى في #صحة بتاريخ٢٠٢٤/٢/١٤ الأولى في #نرجسية بتاريخ٢٠٢٤/٤/٢٨ كيفما تتسلل أشعة الشمس تُبدد جُنح الليل ، تسللت أنت لثنايا قلبي ، ببطء وتروي وجدتني أتتبع أناملك أينما أشارت عّن طيب خاطر ، وأنا التي تمردت على قيود الفولاذ...