عندما عاد وويونق إلى منزله، لم يكن كما كان من قبل. تلك الحياة التي اعتاد عليها، الغرف الفاخرة، الطعام الشهي، الملابس الغالية، وكل شيء كان بين يديه... أصبح فجأة فارغًا بالنسبة له. لم يكن يشعر بالراحة كما كان سابقًا. كانت أفكاره دائمًا تعود إلى سان، إلى بساطة الحياة التي عاشها معه، إلى اللحظات التي ضحكا فيها وتناولا الطعام سويًا، إلى الصراعات اليومية التي بدت سخيفة حينها لكنها كانت مليئة بالمعنى.في اليوم الأول من عودته، استقبله والده بتوبيخ خفيف، لكنه كان سعيدًا لرؤية ابنه يعود. والدته، التي كانت تبكي طوال الوقت خلال مكالمته الأخيرة، قفزت عليه لتعانقه، "أخيرًا عدت إلى المنزل، وويونق. لا تعلم كم اشتقنا لك."
ابتسم وويونق بضعف، لكن داخله كان مشتتًا. لم يعد المكان نفسه يشعره بالأمان أو السعادة كما كان من قبل.
على الجانب الآخر، كان سان في منزله الصغير، مستلقيًا على السرير الذي اعتاد أن ينام فيه مع وويونق. لم تكن الحياة في منزله الفقير سهلة أبدًا، لكنها كانت أصعب الآن، بعد رحيل وويونق. كان يشعر بالفراغ والبرد في كل زاوية من المنزل، حتى تلك الزوايا التي كانت مليئة بالضحك والشغف.
استمر سان في عمله كالمعتاد. كل صباح، كان ينهض للعمل في مواقع البناء، حيث كانت يداه القويتان هي مصدر رزقه الوحيد. لكن كل يوم كان يشعر بأن هناك شيئًا مفقودًا. لم يعد يجد نفس الحماس في العمل الذي كان يشعر به عندما كان يعلم أن وويونق سيعود إلى المنزل بعد يوم طويل.
كان العمال الآخرون يلاحظون تغيّر حالته. "سان، مابك ؟ كنت دائما تضحك وتتحمل كل شي، ماذا حصل ؟" سأله أحد زملائه.
"لا شي أظنني متعب فقط ." أجاب سان بابتسامة ضعيفة، لكن الجميع كانوا يعلمون أن هناك ما هو أعمق من ذلك.
رغم أن وويونق عاد إلى حياته المرفهة، إلا أنه لم يتمكن من التكيّف مع حياته الجديدة. لم تعد الحفلات الفاخرة والمناسبات الاجتماعية تهمه. كانت كل لحظة يقضيها بعيدًا عن سان تزيد من شعوره بالوحدة. ورغم محاولاته للاندماج مجددًا مع أصدقائه المتملقين والذين كانوا يلهثون وراء ماله، إلا أنه لم يشعر بأي اتصال حقيقي معهم.