مرّت أسابيع وليلى تنتظر اللحظة التي تُفتح فيها المطارات، وفي الوقت ذاته لم تضيع أي فرصة مع فريد، فقد أصبح مختلفًا.
بات يتصرف بغرابة منذ تلك الليلة، وبدأت تلاحظ توتره الدائم أثناء حديثه معها، ومحاولاته المتكررة لفتح مواضيع أصبحت صعبة، وهي تعلم السبب.كانت ليلى تشعر في معظم الأيام بتعب شديد في جسدها، لكنها لا تعرف السبب. وفي نفس الوقت، ما دام التعب بعيدًا عن منطقة الصدر والفم، فهي تشعر بالأمان، لأن هذا يعني أنها لم تُصب بالفيروس.
أما فريد، فقد كان يذهب للتدريب ويؤدي امتحاناته بحذر شديد. على الرغم من تراجع أعداد الحالات، إلا أن الناس ما زالت تفقد حياتها.
.
."ليلى!" نادى فريد عندما دخل ووجدها نائمة على الأريكة، وبدت عليها علامات التعب.
وضع الأكياس والطعام الذي أحضره في المطبخ، ثم اقترب ليوقظها. لكنها استيقظت بفزع قائلة:
"نعم؟" وهي تنهض وتشعر بالتعب في جسدها.وأضافت بانزعاج:
"دائمًا تأتي في الوقت الخطأ، كنت أحلم، أيها الأحمق."رد ممازحًا:
"وهل هناك لحظة خطأ عندما أكون معكِ؟"انفجرت ضاحكة وقالت وهي تمدد ذراعيها:
"أوه، فريد، أحيانًا أشعر أنك تعيش في فيلم رومانسي!"نظر إليها بجدية هذه المرة وقال:
"ربما لأنكِ البطلة الوحيدة في هذا الفيلم."لم تجد ليلى ما تقوله، واحمر وجهها مرة أخرى، لكنها شعرت لأول مرة منذ فترة طويلة بخفة وسعادة في قلبها. كان هناك شيء في تلك اللحظة يعيد لهما جزءًا مما فقداه بسبب العناد والخلافات.
قالت بخفة:
"حسنًا، إذا كان هذا فيلمًا رومانسيًا، فلا تنسَ أن البطل دائمًا ما يقدم تضحية عظيمة في النهاية."ضحك وقال:
"هل هذا تلميح؟"ردت بابتسامة:
"ربما."دخلت ليلى المطبخ لتجهز الطعام، ثم توقفت للحظة ونظرت إليه قائلة بنبرة هادئة ولكنها واثقة:
"غرفتك من الآن فصاعدًا ستكون لك وحدك... لن تنام بعد اليوم في الصالة."نظر إليها فريد بصمت لبضع ثوانٍ وكأن الكلمات أثقل من أن تُقال، ثم أجاب بنبرة هادئة:
"هل فتحت المطارات؟"هزت رأسها بالإيجاب.
أكمل وقال بابتسامة خفيفة، تخفي ما في داخله:
"سأرتاح أخيرًا." لكنها شعرت أن كلماته كانت ثقيلة على قلبه.صمت للحظة وكأنه يريد أن يقول شيئاً آخر، لكنها لم تضغط عليه، واكتفت بابتسامة صغيرة بعدها جلسوا بصمت اثناء تناول الطعام
---
في اليوم التالي، تواصلت ليلي مع إيميلي قائلة:
"أريد أن أراكِ قبل سفري."
أنت تقرأ
عواقب الماضي
Romanceأحببته في وقتِ كانت فيه القلوب معزولة خلف أسوار الخوف، والأبواب موصدة بوجه كل غريب. حين كان الوباء سيد الوقت، وارتداء الأقنعة لا يخفي فقط الأنفاس، بل المشاعر أيضًا، وجدته هواءً نقياً أتنفسه وسط عالمٍ يختنق بالصمت.