ربما يوما ما سأتغلبُ على مخاوفي ثم أواجه الألم ...
_______________
"أستطيعُ المشي كأي شخصٍ طبيعي كما تعلم!"
تذمرتُ على حملِهِ لي طوال الوقتِ على ضهره بينما هذا الكلب أو الذئبُ اللعين يتبعنا مُخرجا لسانه ، يُحركُ ذيلهُ بطاعةٍ و كأنهُ ليسَ ذاتهُ الذي حاولَ جعلنا عشاءهُ قبل بضع دقائق!!
"إن أنزلتُك أرضا تأكد بأن ماكس لن يتردد بعضك"
إستشعرتُ تلكَ السُخرية بنبرته
...هذا اللعين!و هل سمى ايضا هذا المخلوق للتو بـ'ماكس'؟!
"لما سيعُضُني و لن يعُضَك مثلا؟!هل أنا شريحة لحم مُحمصة بينما أنت مُخلل؟!"
هو قهقه بخفة و قد توقف عن المشي ليلتفِتَ برأسه نحوي مُبتسما بخِفةٍ
"ان لم تكُف عن الثرثرةِ فسأضطرُ لأخذك لبيتي بدل الحديقة العامة"
قلّبتُ عيوني مُتمتما ببعض الشتائم أسفل أنفاسي و هو إلتفتَ مُكملا طريقه حيثُ الحديقة العامة
حاليا لا أودُ أي مشاكل فيوما بعد يومٍ أتأكد بأن هذا المينهو غيرُ طبيعيٍ مثلنا...أعني لقد إشتم رائحة دمٍ؟!
هل للدم رائحة بحق الجحيم؟!
ماذا عن قوله بأن هاته 'أسطورة العائلة لي'؟
..و كيف جعل هذا الكلب اللعين يُطيعُه برمشةِ عين!للحظةٍ أردتُ لفَ يدايَ حول عنقه و خنقهُ حتى الموت! لاكني تراجعتُ و بدل ذلك أنا اتكأتُ برأسي على كتفه العريض مُتنهدا
و حينها صفع جيوبَ أنفي عطرهُ القوي الذي إلتصق بي سابقا و دون شعورٍ مني أنا أخذتُ نفساً بالقربِ من عُنقِه مغلقًا عيوني
...رائحتُه تُذكرُني بأمورٍ مُبعثرةٍ للغاية و كأنها دوامةٌ من الذكريات التي لم أعِشها يوما...