خِيانَة ⁵

48 6 23
                                    


☆ نجمة صغيرة بالأسفل لن تضر.

-
-
-

جالس بكُلّ وقار وتجبر فوق كرسيه الخشبي المُرصّع بالذهب والألماس وسط غرفته الكبيرة ذات الجوانب المظلمة وأضواء الشموع الخفيتة من حوله

ينفض طولَ عباءته السوداء القديمة من حوله بوقار، يستند يكلتا كفّتيه فوق كلتا ذراعيّ كرسيه الضخم في عظمة

" لقد طالبتني بإبرام صفقةٍ، فهل لي بمعرفة على أي أساس تكون؟ "

فاه زعيم القراصنة بنبرة حادة موجهًا حديثه نحو الغرابي المُتمجلس قِبالته

" على أساس أنكَ تتخذ من أهل الجزيرة رهائنًا لتحقيق مُناكَ، وأنا أعلم ما مُناكَ، لذا صفقتي ستكون بأن تُحرِّر أهل جزيرتي قِبال أن أدلَّكَ على مقبع كَنزِكَ، فأنا أكثرهم علمًا بمكانه "

تحدَّث جونغكوك بنبرة قوية، يوجه حديثه بكل ثقة نحو الآخر

" وكيف أكون واثقًا بقوة صدقكَ، أيها الغواص؟ فحسب علمي من حديث أهل جزيرتكم أنكَ مجرد غواص جرفته المياه فوق شاطئ هذه الجزيرة، فما شأنكَ بشأن كنزي؟ "

راوغ ذلك القرصان بمكرٍ، يلاعب لسانه ذو الأقراط الفضية داخل جوفه بتركيز

" قد أندم كثيرًا على ما أتفوه به أمامكَ الآن في ما بعد، لكنني مضطر لإنقاذ هؤلاء المساكين فوق الجزيرة، لقد أُرسِلت رفقة طليعتي في مهمة إنقاذ مجموعة من أسماك القروش حديثي الولادة بمنطقة بعيدة قليلًا بالمحيط الهادي كما تعلم، ولكن هذا لا يمنع كونه قد تم إرسالي بمهمة سرية أخرى للحصول على كنزكَ "

اندفع ذلك القرصان بغضب من فوق كرسيه، ملتقطًا طرف ملابس الغرابي بقبضته الخُطَّافية، بينما تكتسي حُمرة الغضب كلتا عينيه

" ماذا تقصد، أيها الحثالة؟ بكونكَ أتيت للحصول على كنزي "

" واه! اهدأ يا صديقي، لم أعهد إليهم قبلًا بعودتي الحتمية رفقة ما طالبوه مني ولن أفعل أبدًا "

فاه جونغكوك بتحدٍ مع نظرات باردة وماكرة اكتست محياه

" وما أراد بلدكَ اللعين من كنزي؟ "

" لا عِلم لي، أنا هنا فقط لتنفيذ الأوامر لا أكثر ولا أقل، ويال حظي جُرفتُ فوق أرض مُنايا ومُناكَ لنلتقي، ألا تظنه قدرًا؟ "

أفلت القرصان غرابي الخصيلات من بين سِن خُطَّافه، ممسدًا فوق ذقنه الطويلة بكفّته الأخرى في تفكير

الـثـلاسـوفـوبـيـا : سِـجـن الـيَـابِـسـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن