1 تروي انطلاقة عبد الباسط الساروت نحو حلمه بكرة القدم

13 0 0
                                    


في حي البياضة الشعبي بحمص، حيث الحكايات بسيطة والحياة تمشي على هداوة، وُلد عبد الباسط الساروت، الولد اللي كان عنده شغف غير عادي بالكورة. عمره ما تعدى عشر سنين، لكنه كان يشوف نفسه حارس مرمى ما يتعدى كرته أحد.

حب الكورة والهرب من المدرسة
من صغره، ما كان عبد الباسط مثل باقي العيال. بينما عيال الحي يروحون للمدارس، كان عبد الباسط يخبّي شنطته وراء البيت، وياخذ كورة معه ويروح للملعب الترابي. كل يوم يسمع صوت أبوه، أبو عبد الباسط، ينادي عليه:
"يا ولدي! لا تخلي الكورة تضيع حياتك! ركّز بدراستك!"

لكن عبد الباسط، بابتسامة وعيون مليانة إصرار، كان يرد:
"يبَه، الدراسة ما بتجيب لي اللي أبيه، الكورة هي حلمي!"

رفيق الطريق: ماجد
عبد الباسط ما كان لحاله، كان معه دايم ماجد الخالدي، رفيقه اللي ما يفارقه لحظة. لكن الفرق بينهم إن ماجد ما كان يلعب كثير، بس كان يشوف في عبد الباسط شيئاً خاصاً. كان دايم يقول له:
"يا عبد الباسط، أنت موهوب، وصدقني يوم بيجي الكل بيعرف من هو الساروت."

مرت الأيام والسنين، وعبد الباسط يكبر، وكورته معه. صار معروف بين عيال الحي بمهارته بحراسة المرمى. كان ما يخلي كورة تعدي، وحتى الفرق اللي تجي تلعب ضدهم كانت تقول:
"لو ما عندهم الساروت، كنا فزنا عليهم من زمان!"

العيون تتجه لموهبة حمص
مع الوقت، بدأ اسم عبد الباسط يطلع برا الحي. المدربين اللي كانوا يجون يدورون على مواهب جديدة بدأوا يسمعون عن "الساروت". يوم من الأيام، جاء مدرب من نادي محلي يشوف المباريات اللي يلعبها عبد الباسط مع فريق الحي.

شاف عبد الباسط يصد كورة قوية، وقف وقال بصوت عالي:
"هذا الولد موهبة! كيف ما دخل نادٍ إلى الآن؟"

رجع المدرب للنادي وقال لهم:
"في حمص، فيه ولد اسمه عبد الباسط، لازم نجيبه عندنا."

صدمة أبو عبد الباسط
وفي يوم، كان أبو عبد الباسط جالس كعادته يقرأ الجريدة. فجأة، شاف صورة ولده مع عنوان كبير:
"موهبة شابة من حمص تبهر الجميع: عبد الباسط الساروت."

نادى أم عبد الباسط وقال لها:
"شوفي ولدنا! اللي كنت أقول له ركّز بدراستك، طلع اسمه بالجرايد!

جمع أبو عبد الباسط عياله وقال:
"عبد الباسط اختار طريقه، وأحنا لازم ندعمه. قدامه مشوار طويل، لكن أنا واثق إنه قدّه."

أبو ماجد يشتكي
ماجد، اللي كان دايم رفيق لعبد الباسط، بدأ يغيب عن بيته كثير. أبوه، أبو ماجد، ما كان عاجبه الوضع. في يوم، جاء لبيت أبو عبد الباسط وقال:
"يا أبو عبد الباسط، هالعيال، ماجد وولدك، هبلتهم الكورة! ماجد ما عاد نشوفه بالبيت، دايم مع عبد الباسط. شسوي أنا؟"

ضحك أبو عبد الباسط وقال:
"يا أبو ماجد، ولدك وولدي متعلقين بحلمهم. يمكن عبد الباسط جَر ماجد معه، لكن شفنا اليوم اسمه بالجرايد. يمكن هالكورة تكون فعلاً مفتاح مستقبلهم."

نجاح أول خطوة
عبد الباسط التحق بنادي الكرامة بعد ما شافوا موهبته. بدأ يتدرب ويثبت نفسه بين اللاعبين، وصاروا يتكلمون عنه أكثر وأكثر. ماجد ظل معه، يشجعه ويدعمه، رغم إنه ما كان لاعباً محترفاً.

المباراة اللي غيرت كل شيء
بعد شهر، جاء موعد أول مباراة رسمية لعبد الباسط مع فريق الكرامة. الملعب كان مليان، والجمهور يهتف. عبد الباسط كان واقف بحراسة المرمى بكل ثقة. أثناء المباراة، جات كورة صعبة، الكل حسب إنها هدف أكيد، لكن عبد الباسط قفز بكل قوته وصدها.

الجمهور هتف باسمه بصوت عالي:
"الساروت! الساروت!"

ماجد كان في المدرجات، يصفق بكل قوته، وقال بصوت عالي:
"أنا قلت لكم، هذا عبد الباسط اللي ما حد مثله!"

طموح ما له نهاية
في نفس الليلة، جلس عبد الباسط عند سور البيت مع ماجد. ناظر السماء وقال:
"يا ماجد، شفت شلون الناس صارت تعرفني؟ بس هذا مو كفاية. أنا أبي أصير أفضل حارس في سوريا!"

ماجد رد عليه:
"وأنا معك، وين ما تروح. بس لا تنسى إنك لازم تحافظ على روحك اللي خلتك توصل لهنا."


صل على النبي
ولا تنسون عبد الباسط من دعواتكم

يتبع

حارس الاملWhere stories live. Discover now