في هذا العالم تنقسم الأحياء الى أربعة ، البشر، الحيوانات، النباتات ، و الكائنات السحرية.
يتفرع من الكائنات السحرية إثنان، الكائنات السحرية من الدرجة العالية، و من الدرجة المنخفضة.
من الدرجة العالية تكون الكائنات السحرية تمتلك قوة سحرية عظيمة و قدرات تتجاوز الخمس قدرات، و من بين تلك القدرات تغيير شكلها الى حيوان طبيعي أيًا كان كنوع من التخفي .
أما الكائنات السحرية من النوع المنخفض فتمتلك نسبة متوسطة من القوة السحرية و قدرات لا تتجاوز الثلاثة قدرات، و لا تقدر على تغيير شكلها مما أدى هذا الى انقراضها في السبع سنوات الأخيرة ، وذلك بسبب طمع البشر و رغبتهم الشديدة باصطيادها و جني المال في السوق السوداء ببيع جلدها و عيونها و كل جزء من جسدها بمبلغ باهض في مملكة هارت .
و الكائنات السحرية من الدرجة العالية فقد تعايشت في هيئة شتى أنواع حيوانات في أعماق الغابات، الجبال و حتى في البحار ، لتتجنب حروب مدمرة و مهلكة ضد البشر حفاظًا على ما تبقى من بني ملتها .
هاوية الزمن ، كائن من الدرجة العالية، لديه العديد من القدرات تفوق السبعة قدرات .
من بينها رؤية ما يخفيه الشخص و ماضيه السعيدة و الحزينة ، و يمكنه أيضًا رؤية كل الأشخاص الذي يعرفهم ، من بينهم الشخص العزيز عليه بنظرة واحدة في عينيه .
و القدرة الثانية، هي قدرة تغيير المظهر و الشكل و مطابقته بذاك العزيز لذلك الشخص الذي أمامه ،
لكن عندما يتم تفعيل هذه القدرة، يختفي الشخص الحقيقي الذي أُخِذ منه شكله و يدخل في سبات في الفراغ ما بين الواقع و الأحلام، بعيدًا عن الواقع الذي نعيش فيه .و عن القدرة الثالثة هي إختيار أي سلاح يرغب فيه من أي خط زمني يريده ، سواء كان من الماضي ، الحاضر ، و المستقبل .
و أما الرابعة ، فهي عن تجميد و توقيف الزمن بفرقعة أصابعه فقط .
______________________________________
مارك في هيئة ليام، إبن جورج، واقف عند باب الغرفة التي تركته فيها ميرا سابقًا، ينظر الى سيباستيان المستلقي على السرير بعد أن جره بكامل قوته على طول الرواق الطويل المظلم و وضعه هناك...
لقد كان ينظر إليه في صمت... يريد البقاء بجانبه حتى يستيقظ لكن الوقت غير مناسب لذلك .
هو مجبر الآن على إكمال ما بدأه ، لا مجال للعودة عن ذلك الآن .
فأغلق الباب و عاد الى حيث جثة جورج على أرضية الرواق جالسًا كما تركه .
لقد كان مارك على ثقة تامة بأنه لن يمر من هناك أحد ، فقد رأى من عيني جورج سابقًا ، في ذاكرته ، أنه قد أمر جنوده و كل من يعمل تحت إمرة الدوق المجنون بمنع أي أحد المرور من ذلك الرواق الذي عُلِّق فيه رأس الكائن السحري القوي خشية من السرقة .
و عرف أشياء كثيرة أخرى من ذاكرة جورج...
- يبدو أن ميرا لا تخشى منه أبدًا، فهي حفيدة الدوق ، يناسبها ذلك .
تمتم مارك مع نفسه ، غير متفاجئ من ذلك ، فميرا فتاة يناسبها المكانات المرموقة و الغنية في هذه المملكة... لكن...
- لماذا قصر جدّها بهذه البرودة و الظلمة؟ لقد سمعت من جدّي أن القصور مشعة من الداخل طوال الوقت....
تساءل مارك... ينظر الى كل جانب من الرواق... ثم أعاد نظره الى الذي كان أمامه...
و بقي واقفًا أمامه... في صمت... ثم أدار رأسه ناحية النافذة الطويلة المفتوحة .... بعدها تقدم ناحيتها... ثم أدخل يده في جيبه و سحب منها قطعة حادة كان قد وضعها هناك بعد أن وجدها في الغرفة، ثم قربها من حافة النافذة الخشبي و خدش عليها.بعد أن انتهى ، رمى القطعة من النافذة خارجًا و عاد الى جثة جورج ، ثم انحنى و جلس أمامه على ركبتيه.
لتتشكل في عينيه الدموع ممسكًا بذراعي جورج، و يصرخ بأعلى صوته ثم ينادي قائلاً :
- أبيييييي!!!!
و بقي يبكى بصوت عالٍ كأي طفل يبكي على فراق والده.
ثم عانقه و بقي يبكي منتظرًا ظهور أي شخص في هذا القصر الكبير، واضعًا لحيته على كتف جورج.
ليسمع خطوات سريعة لشخصين في الرواق قادمة نحوه .
لقد ظهر أربعة جنود يعملون تحت إمرة جورج قادمين مسرعين ناحيته، ليتوقفوا في تفاجأ، و مارك يبكي بكل حرقة كما لو أن جدّه الذي مات هذه المرة .- سيدي الصغير؟! ماذا تفعل هنا؟؟
نطق أحدهم عندما رأى ليام، ليصرخ ليام قائلاً :
- أبييي!!! ماذا كنتم تفعلون؟!؟! لقد خسرته بسبب إهمالكم!!!
صرخ ليام على الجنود، لقد كان مارك يطبق كل حركة رآها من ليام في ذاكرة والده جورج.
- ما الذي تعنيه؟...
سأل أحد الجنود، ليتقدم واحد منهم و يرى هوية الجثة الجالسة على الرواق، فتتسع عيناه و ينزل واضعًا إحدى ركبتيه أرضًا .- سيد... جورج؟....
تفاجأ البقية، ليصرخ الذي كان بجانب جورج آمرًا و ليام لا يزال يعانق والده باكيًا...
- إستدعوا الطبيب بسرعة!!!
ذهب الاثنان بسرعة مطيعين أمر زميلهم ، و بقي إثنان بجانب مارك الذي كان في هيئة السيد الصغير، إبن جورج . لينطق الجندي مرة أخرى لزميله الذي بقي معه :
- أكتب رسالة على ما حدث و أرسلها الى المملكة بسرعة .
فهز رأسه و ذهب و بقي الجندي بجانب ليام... مارك الذي بقي يبكي مقلدًا ليام، الإبن الوحيد لجورج، محاكيًا لكل حركاته التي رآها في ذاكرة والده سابقًا .
كما لو أنه داخل مرآة يطبق كل حركة يقوم بها الآخر خارجها أمامه .