42

3.9K 128 3
                                    

..]]..الليلة الأخيرة..[[..

شهقت الجدة وهي تقول: من يوم ما طلع أمس وهو ما رجع... يا ويلي... يا ويلي على ولدي... راح وراحت معاه بنيتي الخنساء... ياربي وش هالمصايب إلي تجينا...
قالها خالد وهو يكفكف دمعته: أذكري الله يا يمه... أذكري الله...
همست الجدة بتقطيع: لا حول ولا قوة إلا بالله... لا إله إلا الله... لا حول ولا قوة إلا بالله...
اتصل خالد بسيف وقال له: الله يخليك يا أخوي.. تعال أنت وجلند خذوني معاكم...
سيف رد عليه لما شاف أخوه بيتجنن من الحال إلي بدوا يتدهورا فيها: إن شاء الله... إحنا على وصول...
وبكذا طلع خالد مع سيف وجلند... وتركوا هدى والجدة يبكوا وينعوا حالهم...
خالد بربكه: جلند اتصل على بدر وأسأله عن وليد...
جلند تجرع ريقه وهمس: يا خالي إتصلنا عليه أكثر من عشر مرات ما رد علينا...
سيف قال: لا تخاف يا أخوي... هذا يعطينا أمل إن بدر مع وليد... ولو إنه ضعيف...
وبكل إضطراب قال خالد: أرجع أسأل المستشفيات القريبة... وهاتي يا جلند أرقام أصحابه يمكن واحد منهم يعرف وين مكانه...
وبدون كلام نفذوا الإثنين أمره مع إنهم كانوا متأكدين إن ما في أحد يعرف خبر عن وليد... مثله مثل الخنساء...
.
.
: ألو... لجين؟!
شهقت وهي تبكي: أيوه... أيوه يا طلال... وينك يا طلال تركتني ورحت؟! أمي بالمستشفى وحالتها لا تسر صديق ولا عدو... نشوى تعيش فحالة لا وعي والسبب ضربك لها... أبوي يدعي علينا وصراخه مالي المستشفى...
ورجعت تشهق وهي تكمم يدها تخفي آهاتها...
طلال غمض عيونه بوجع...
وهمس: وانا... أنا يا لجين... حالي أزفت من حال أبوي وامي ونشوى....
لجين بوجع: طلال... متى بيطلعوك من الحبس؟!
طلال بطمأنينه: مدري... بس خالي خالد بيحاول عن قريب... لا تخافي...
همست لجين: طلال... أنا محتاجة لك... طلال... الله يخليك لا تتركني... أحس أهلي بيقتلوني بنظراتهم... أحس حالي وحيدة مالي أحد... وجلند... جلند يا طلال... تركني لحالي... تركني لحالي...
وتأوهت بصوت مسموع تغلغل لقلب طلال: أرجوك يا لجين... بكاك يقتلني... أدري أهلي وجلند يعاتبونا... بس هذا قضاء وقدر... لا تبكي أرجوك... أنتي تزيدين حالي أكثر...
حاولت لجين توقف بكاها وهمست: طلال... أحس بوحشة... أطلع من الحبس علشان أمي بتطلع من المستشفى وخوالي مستحيل بياخونها... أطلع علشان أخذها للبيت... رغم كل إلي صار هذي أمنا...
أرتجف طلال وهو يتذكر المشهد إل كان فيه يضرب أخته والضرب طاح نصه بأمه...
رجعت لجين تهمس: طلال... كلهم تخلوا عني صرت وحيدة... وحيدة... أرجوك أطلع بسرعة...
همس طلال وهو يمسح دمعته: إن شاء الله حبيبتي... ما صاير إلا الخير... أنتي أهتمي بنفسك وقوي نفسك...
بعبرة قالتها تطمنه: إن شاء الله... وأنت بعد طلال أهتم بنفسك... أرجوك...
همس: إن شاء الله... يلاااا مع السلامة بسكر... مضطر...
وما زاد كلمه وسكر السماعة... كل واحد شكى للثاني إلي فيه رغم قصر الكلام... إلا إنهم حسوا براحة... همومهم رغم كبرها وعمقها إلا إنهم مازالوا صامدين... والحمد لله على كل حال...
.
.
وصلوا عند محطة بترول... فيصل تنهد وهو يناظر الخنساء نايمه ولما جنبها تناظرها بشفقة... أما زوجته سعاد فكانت تناظرها وبعيونها ألم... كل إلي صار أمس خلا سعاد تترك الأكل والنوم وتتابع بعيونها حركات الخنساء... وكل ما يكلمها تنتفض وتمسك قلبها بخوف... وطبعاً الخنساء صح كانت تسولف لهم إلا إنها كانت تتجنب سعاد وترفض إنها تكلمها أو تحضنها... وحتى إذا رجعت لها حالة الهذيان سعاد تضمها بصورة لا شعورية... والخنساء كردة فعل تسحب نفسها من حضنها بكل شراسه...
رجع فيصل للسيارة وأعطاهم كيس فيه مشروبات وقال: أنتظروني هنا بروح أتكلم بالموبايل...
وتركهم رايح لزاويه هاديه... ضغط عالإتصال وجاه صوت خالد: ألو... السلام عليكم... الأخ خالد معي؟!
رد خالد: أيوه... عفوا أخوي ما عرفتك...
فيصل: أنا فيصل الـ... زوج سعاد الـ... أم الخنساء...
خالد عبس بوجهه وتحير لإتصال فيصل: أيوه... خير... إن شاء الله؟!
فيصل بربكة: أنا حاولت أتصل على وليد قبل كذا كم مرة بس يعطيني خارج التغطية...
رد خالد بوجع: أيوه هو له يوم ما رجع البيت... ندور عليه...
فيصل قال مهزوز: أكيد يدور على الخنساء... بس تطمنوا... الخنساء بإيد امينه وهي معي...
قاطعه خالد بصرخة مو مصدق: شو تقول؟!
فيصل قال: الخنساء معي وإحنا متوجهين للعامرات... أنا وأمها وبنتي... رايحين لبيت العم علي...
خالد قال بنفظه: الحمدلله... الحمدلله... الحمدلله والشكر... أنت متاكد؟! متأكد إن الخنساء معك؟!
رد عليه فيصل بلهفة: أيوه... من ليلتين أبوي بالصدفة حصلها هايمه بالشارع فأخذها عنده ولما وصلت من السفر حصلتها وسط اخواتي... فأخذتها لأمها... كنت أبي أرسل لوليد وأتصل فيه أخبره بس هي رفضت... تقول ماتبي وليد... إلا إني حاولت أتصل فيه أمس بالليل واليوم الصباح بس كله خارج التغطية...
تنهد خالد بكل إرتياح وهو يدعي ويدعي بقلبه: الحمدلله إن الله حط الخنساء بطريق أبوك... الحمدلله... طمنا يا فيصل أنت ليش رايح العامرات؟!
فيصل بربكة: والله من أمس والخنساء تصارخ وتبكي تبي تروح العامرات لبيت جدها...
خالد قال بتوتر: بيت جدها؟! غريبة تذكره...
فيصل بحيرة: أنا صراحة لاحظت الخنساء شكل عقلها... يعني...
خالد كمل عليه: أيوه من صار لها لحادث ومات فيه ولدها... صارت ما هي معنا... موت ولدها أخذ عقلها... وصارت تحسب ولدها هالدمية إلي ماتفارقها...
تنهد فيصل: لا حول ولا قوة إلا بالله... بس الظاهر إن الخنساء بدت ترجع لعقلها... وذكرها وتعلقها بروحتها لبيت جدها هو الدليل...
خالد قال: الحمدلله... أنت كمل طريقك للعامرات وإحنا لاحقينك... وبيكون بينا أتصال...
فيصل: إن شاء الله... يلااا فأمان الله...

أحرف مطمورة بين طيات الورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن