أنتِ من أريد

300 13 21
                                    

-         مها أرجوك اريد الذهاب معك هيا لو سمحتِ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

- مها أرجوك اريد الذهاب معك هيا لو سمحتِ.

- (تأففت مها وعادت تواجه ندى بنظراتها ) قلت لك لا يعني لا .

- لن يعرف أحد أننا اختان لذا لا تقلقي هيا ارجوك .

- أختي صدقيني أفعل كل هذا من اجلك أنتِ وانتِ فقط ، تعرفين جيدا انه لا يمكنني ان أعرضك للخطر هكذا من الأفضل لكِ ان تبقي هنا ريثما انهي شؤون رحلتنا معا ما رأيك ؟ .

- تعبت من الانتظار إلى متى سأنتظرك أكثر أعرف انك لا يمكنك تعريضي للخطر بالقدر الذي اعرف فيه أنه لا يمكنك انهاء شؤون الرحلة سريعا فكيف تريدين مني ان ابقى هنا بلا حراك أنتظر وأنتظر وأنتظر إن الأمر ليس ...

قاطعتها مها : '' حسنا هذا يكفي " قفزت ندى فرحا وقالت : '' هل تعنين أنه يمكنني الذهاب معك إلى مدرسة الموسيقى ؟ '' قالت مها بملل : '' لا تتقربي مني كثيرا ولا تخبري أحدا أننا أختان هذا سيبقى سرا بيننا إلى نهاية هذا الشهر هناك فقط متى يمكننا ان نرتاح من هؤلاء الأوغاد فإن عرفوا أني أختك سيهددون حياتينا معا ولا أحد سيحمينا أو سيؤمن لنا المال الكافي للهرب بعيدا عنهم '' .

أحكمت مها قبضتها غضبا أمام مرأى أختها ندى التي كتمت في داخلها الشعور بالحزن والندم ولكن ما عساها تفعل فقط لزمت الصمت وسارت معها إلى المدرسة بهدوء إلا أنها حين اقتربتا من محطة الحافلات قالت لها : '' كل هذا بسببي لو لم أتدخل انا لكان كل شيء على ما يرام كنا سنعيش حياة هادئة بعيدا عن المشاكل بسببي انا انت تعانين ... '' حاولت ان تدفن دموعها الحزينة في الصندوق الضيق ذاك الذي لطالما امتلأ دموعا ومشاعرا شتى بكل الألوان إنه الصندوق الدافئ الذي يحمل مالا يمكن لبحر شاسع ان يحمله ..أجل انه عيناها مقبرة افراحها وأحزانها ! ولكن .. قد تعجز هذه المقبرة قد يعجز هذا الصندوق عن إخفاء أكثر من قدر كثير وتأبى في النهاية تلك الدمعة الصبر الشديد فتنهال ندى باكية وبلا شعور...

ندى فتاة بكاءة حساسة وسريعة التأثر فكان من السهل على أختها مها أن تكشف ما بها في كل حالاتها وهي ذي الان ككل مرة تحتضنها وتدري ما تخبئه شقيقتها في صدرها ، تابعت ندى بصوت متبوع برنة باكية : '' كان كل شيء سيكون بخير .. لما كنت مهددة أو خائفة كان سـ..'' توقفت عندما سمعت صوت ضحكات مها فرفعت عينيها اليها وهي لاتزال تحتضنها فقالت مها : '' يبدو أنكِ ما تزالين صغيرة يا أختاه فمن قال اني اعاني بسببك ومن قال انه سنكون بخير لو لم يحدث ما حدث ؟ ندى اعلمي ان هذه مشيئة الخالق فمن كان يعلم أن أبي استدان من تلك الجماعة مبالغ ضخمة كهذه ومات قبل ان يسددها ومن كان يعلم أنك ستلتقين بهم عند مقابلتهم لأبينا ؟ كل هذا حدث بدون علمك فكيف يكون بسببك يا عزيزتي كفي عن البكاء ايتها الصغيرة البكاءة وإلا لن آخذك معي بعد الآن '' ابتسمت ندى برضى ومسحت دموعها وانطلقتا معا نحو بداية جديدة ...

بيني وبينكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن