رسالة غير متوقعة

275 12 3
                                    

ركبت السيارة
القيت التحيه و طوال الطريق لم يحصل شيٌ يذكر الى ان قلت قاطعتاً الهدوء السائد

" احذررررررر امااااااامك " قلت بصياح ، و انا اشير لحفر كبيره عميقه في وسط الشارع

انعطف بسرعه و قوة شديده لدرجة ان رأسي قد ضرب الزجاج الجانبي للسياره

و فجأة دق قلبي دقه قويه يُسْمٓعْ صوتها بوضوح
وبعدها بدأت ارى اشياء و اشخاصاً امامي

( رأيت فتاتاً تُضرب بقسوه و جسدها مليئ بالخدوش بعدها تبدلت الصور بعقلي بسرعه لأرى رضيعاً يبكي بجانب جثه و بعدها رأيت فتاتاً يتم مهاجمتها من قبل ما يشبه بالاطياف الطائره بعدها رأيت ..... دق قلبها بقوة مره اخرى لقد رأت رجلاً يتكئ على امرأه كانت تحمل رضيعاً بيد و الرجل بيد ...و بسرعه خاطفه قامت هذه المرأه ... برمي الطفل بعيداً في حفرةٍ ما و بعدها دق قلبها بقوه منهياً جميع هذه الرؤى الغريبه )

شعرت بسائلٍ ما جاف على وجهها ، تلمسته بأناملها لتكتشف بانها دموعها التي اسقطتها من جوف عينها و هي ترى ذلك الرعب تواً

شعرت بيد تهزها من مرفقها ،، كانت يد فرانك
" سيلين ،، سيلين ،، سيلين " قال بيأس

" مم ما الامر ؟ " قلت مستفيقتاً اخيراً من تلك الكوابيس

" اني اناديك منذ نصف ساعه ، لما لم تجيبيني ؟ " قال متسائلاً بقلق

" ماذا حصل ؟ " قالت مستفهمه

" لقد كانت هنالك حفره امامنا من فعل الزلزال الذي اصاب المنطقه مؤخراً ، انبهتني عليها فتفاديتها و اخذت طريقاً آخراً ، و ها نحن الآن وصلنا ، اما انتي فبدأت تتمتمين بكلمات غريبه و الدوع قد اغرقت وجهك ، هل انتي على ما يرام ؟ "

" آآه...أجل ... أنا على ما يرام " قلت بهدوء

ترجلت من السياره بعد ذكره أننا وصلنا

ما الذي حصل للتو ما الذي رأيته ....هل كنت أحلم .. و لو كان حلماً فما تفسيره ؟

شبكت يداي و كورتهما ثم ضممتهما نحو قلبي لسبب ما اشعر عندما رأيت ما رأيت أشعر.. أشعر....بالحنين ...

ركضت إلى غرفتي بعد ان دخلت للمنزل ، بدلت ملابسي بسرعه و رميت بكامل ثقلي على سريري

ما الذي رأيته ؟ هل كان محض مصادفه ؟ و من كان كل هؤلاء الناس ؟ ، و ما بال تلك الفتاة ؟
لماذا كانت تضرب بقسوه ؟
وضعت يدي على قلبي
لقد آلمني بكاء تلك الطفله كأني .... كأني..كأني لا ارضى لها بالسوء
وضعت يدي على فمي لامنع خروج الكلمات ، نظرت للباب لاتأكد ان لا احد خلفه يستمع ، ثم
نظرت لنفسي بخجل :( لا ترضين لها بالسوء )
يا له من شعور غبي ، متى قابلتها لتشعري بهذا الشعور ،،، تذكرت تلك المرأه و كيف رمت بذلك الرضيع ، دق قلبي بقوه لتذكري هذا و اغرقت الدموع عيناي بلا سبب
ضممت وسادتي و ألقيت بظهري على السرير
هل ما رأيته كان طبيعياً ؟
هل علي اخبار احد بما رأيت ؟
من سأخبر ؟ ليس جداي بالطبع ، فيكفيهما كل
الهموم التي لديهما ، لا اريد ان ازيد عليها و اكيد لن اخبر جوان و كارمن فاحداهما ستضحك كثيرا و الاخرا ستبكي كثيرا
هل من الجيد عدم اخبار أحد ؟
هل هذا يسعدكما ؟
تركي هنا وحدي
ها انا الان ، اني احتاج مرشداً ، معلماً
شخصاً قلبه على قلبي و همه همي و خاطره خاطري و مصلحتي قبل مصلحته ، احتاج يد امٍ
حنون تمسح شعري مهدئةً و كلمات ابٍ شجاع ينير طريقي يمهد دربي ، كم انا في امس الحاجه للنصيحه الابويه
قلت في نفسي بغضب : الا ترون ان هذا يكفي كي تظهرا ؟ بلغت الرابعة عشر و إلا الان لا تزالون مصرين ان علي انتظار المزيد او لربما لا تظهران ابداً ، لقد انتظرت ثلاثة عشر سنه من الوحده و الخوف و الظلال ،،،جداي ...انهما فقط
...جداي ....لا يمكن ابدا ان يحلا محل والداي انكما .... انكما ...حياتي رائعه انها حقاً رائعه لكن بها شيءٌ ناقص ...فراغ ..فراغ شديد الاتساع لكنه بارد و دائما ما اقع فيه عند النوم و عند الاستيقاظ ، لا يمكن ان يملأه إلا انتما... لذا ..لذا
لم استطع ان اكمل جملتي لأن الدموع قد اغرقت عيني و خدي و غطت انحاء وجهي
و لكن لم يصدر عن فمي اي صوت
مسحت وجهي بسرعه حالما سمعت صوت جدي يناديني من الصاله ، و ما ان خرجت
‏*poov voice !!*
و للمره الثانيه لهذا اليوم تطايرت الاوراق الملونه على وجهي ثم قالا بصوت واحد:"كل عامٍ و انتي بخير " ليس بالصوت الصاخب الخاص بتايلور لكنه صوت هادئ و حنون يدعو من يسمعه إليه فلبيت دعوته و ركضت لاحضان جدتي
ما الذي كنت افكر فيه ؟
هذا الحضن هو من احتاج إليه
والداي فعلاها مسبقا و تركوني
فلماذا لا افعل المثل ؟
لقد عشت من دونهما 13 سنه بالفعل و كيف لا اقدر على الاكمال و المضي قدماً من دونهما ؟
سانسى ان لدي ابوان اصلاً !
و على الرغم من عدم صدق ارادتي هذه لكنني ساحاول العيش من دون النوران اللذان لم اراهما في حياتي قط !

 Between Two Worlds [ قيد التعديل ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن