Part 6 "هُدنه"

2.8K 240 6
                                    

كنتي مثاليةً كم اعهدتك ماري والآن شخص ما غيرك لشئ لطالما رفضته...
______________________________________
إستيقض الجميع وإبتدأ الروتين المعتاد والذي يسير في حلقة متكرره ليكشف عما حدث بالامس وما سيحدث بالغد...مُمِل حقاً
إتخذ كُل فرد مِقعدَهُ على المنضدة بينما اخذت ماريآن تعبث في محتويات طبقها مبتسمه
"لما لاتَكفِّين عن العبثِ لوهلة وتتناولين طعامك؟"
قالت جيني بحنق بينما نظرت ماريآن نحوها ولم تثبط ابتسامتها لثانيه ثم قالت بتأن "لما العجله؟ هل هناك نشاط سنمارسه بعد الفطور؟"
كان حديثها ساخراً نوعاً ما مما اصمت الجميع وانبعثت اجواء متوترة في الحجره

انتهت وجبه الفطور بلا احداث مهمه وكالعاده خرجت ماريآن من المنزل واخذت تجري عبر الحقل طويل الحشائش مع خصلات شعرها البنيه المتطايرة بفعل الرياح القويه...سرعان ما حطَّت اقَدامُها على مشارف الغابة حيث اخذت اعينها تبحث عن الحارس ذو الزي الرسمي والاعين الخضراء

لأول مره لم تجده لذا اخذت تسير بهدوء عبر الاشجار الطويلة والمخيفه
"ليسَ من النُبل ان تتركَ فتاة وحدها في غابه!"
قالت مُمازحه وقد خُيل لها انه يمازحها بأن اختبأ خلف الشجيرات او ماشابه
"لكِنك كنتي تأتين هُنا كل يوم قبل ان يَكْشِف عن حُلتة اليس كذلك؟"
لم يكن هاري بل كان صوتاً مختفاً تماماً...صوتاً ذو لهجه فرنسية واضحه...لهجه قد يمتلكها الملازم "خوان"

خرج مُبتسماً من خلف الشجيرات مع سيفه ذو النصل الحاد والذي نشر الرعب في نفس ماريآن
استطاعت قراءة جسدِة وعلى ظل ذلك استطاعت حزر انه لاينوي خيراً على الإطلاق...
اقترب بعده خطوات بينما اخذت ماريآن تبتعد عنه بقدر ثلاث امتار لكنه اقترب حتى كانت المسافه الفاصلة بينهما مايعادِلُ إنشاً واحداً
"خائفه؟" قال مبتسماً بينما نظرت ماريآن نحوه بإستصغار ومهانه
ضحك حتى اتضح بياض اسنانه وعاد يقول وهو يحدق في سيفه الفضي
"لِنعقد هُدنه حسنا؟...لن اؤذيك ولن تخبري عشيقكِ انني كنت هنا؟ لكن الا تشعرين ان هذا ليس سبباً كافياً لكي اقطع هذه المسافه وصولاً لك؟"

لم تنبس ببنة شفه وقد حدقت نحوه في خليط من الحقد والإشمئزاز من تصرفاته المُقيته
"ربما اكون سيئا في نظرك...لكن صدقيني عزيزتي انا أسوأ كابوس سيخطر في ذهنك ذات يوم...انا احد جواسيس الملك ستيڤن وانا انوي على ان اخبرة بأمر عشيقك لانه ظل يتمادى حقاً فكونو مستعدين في اي لحظه يا طيورَ الحُب حديثي الولادة"
دفعته بكفها وابتعدت عنه وصرخت "توقف عن ذلك! نحن لسنا عشاقا ً،وبالمناسبة انت غبي حقاً هل انت واثقٌ من اني لن اخبر هاري عن ذلك؟"

كان واثقاً حقاً وقد اشهر سيفه ووجهه نحو عنقها لترفع رأسها فجائيا بينما همس وهو يقترب
"هكذا سيكون مصيرك ومصير عشيقك الهارِب"
اعاد سيفه لجعبته وابتسم ثم غادر المكان تاركاً المساحه لماريآن بأن تفرغ مكنون صدرها المكبوت منذ اسابيع...اخذت تضرب بذارعها على جذع الشجره وتصرخ "تباً لك خوان! تباً لك!" بينما اخذت الدموع تتساقط على وجنتيها المحمرتان بشده
كانت تملِك كُل الحق لفعل ذلك فما حدث قبل قليل كسرةٌ روحٍ لايُستهانُ بها..

غَيرُ مَغْفورْ | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن