|الجزء الخامس والثلاثون |

468 24 9
                                    

________

وضعت أدوات الرسم جانبا بعد أن شعرت بتعب شديد في نهاية هذه الليلة ، ربما العمل لأيام طويلة
جعل منها مرهقة للغاية ، على الرغم من أنها تأخذ وقتا مستقطعا إلا أن كل شيء بدى متعبا للغاية .

هي لم تبدل ثيابها أو تأخذ أي حمام ، فقط رمت بجسدها على الفراش واغمضت عينيها على الفور ،
على الرغم من أن كل جزء من جسدها بدى مخدرا
إلا أنها أحبت ذلك الشعور .

بأنها أنجزت شيئا وتعبت وعملت من أجله ، مما جعلها نوعا ما فخورة بذاتها ، ولكن ليس إلى حد
الغرور .

لذلك أغمضت عينيها وحاولت أن تحلم بحقل من
الزهور .

________

موسيقى كلاسيكية من القرن الماضي  ، نوافذ مفتوحة وأشعة شمس ساقطة على جزيرة المطبخ
إبتسامات في كل مكان .

ومزاح  كريم الثقيل لكن والدته لم تمانع أبدا ، فقد
كان اليوم السبت بالفعل وكل شيء كان مسموحا ،
نوعا ما .

منامة قديمة ، وخصلات شعر مربوطة ومبعثرة بكل
عفوية ، هي لم تسمح لذاتها بأن تكون شانون لمدة
لذلك كان اليوم يوم هدنة بينها وبين ذاتها .

كان تقوم بصنع طبق من البيض فقد كان مكافأة لعملها في الليلة الماضية ، في الواقع هي تناولت نصفه قبل أن تضعه في الطبق حتى .

لكن لا يمكنها ردع ذاتها ولكن ما من مشكلة ، فقد اقترب التخرج بالفعل ، وسوف تعيش وحدها لذلك
هي تحاول الإستفادة من كل لحظة في هذا المنزل .

" يمكننا مشاهدة ( ملائكة تشارلي ) لاحقا  ، نحن لم نشاهده منذ مدة طويلة " .

تحدثت والدتها وهي تحتسي كوب القهوة الخاص بها .

" لا لن نفعل ، يجب عليك أن تتخطي هذا الفيلم أمي فقد شاهدناه مئة مرة ، لا أعلم ما سر حبك لهذا الفيلم " .

إعترضت شانون وهي تدير عينيها إلا أن والدتها ترغب في مشاهدته بشدة .

" لا أعلم ، يمكننا مشاهدة أي شيء آخر " .

هز كتفيه وهو ينظر إلى والدته التي تجاهلت النقاش .

" حسنا ، أنا ذاهبة الآن ، وفي طريق العودة قد أمر على متجر الأفلام وأجد شيئا مناسبا " .

___

ربطت شعرها في عقدة وخرجت ،من المنزل معطف
ذو لون أزرق وثياب بسيطة للغاية ، فقد خرجت للتمشية لا أكثر .

إتصال واحد من بياترس غير رأيها وقررت أن تذهب إلى منزلها فقد كانت بحاجة لإعادة صبغ شعرها فقد بهت اللون بالفعل .

بضعة دقائق أخرى وهاهي ذا تجلس في منزل بياترس وتنظر إلى اللوحات المعلقة .

" نتناول طعام الإفطار أولا؟  ".

You'll also like

          

اقترحت بياترس ولكن رفضت شانون فقد تناولت إفطارها بالفعل لذلك حاولت أن تستفيد من وقتها بعمل شيء آخر .

كالاتصال بزين على سبيل المثال .

_ " صباحك سعيد ، كيف حالك ؟ " .

تحدثت بروتينية إلا أن ابتسامته إتسعت للغاية عندما استمع الى صوتها .

_" بخير للغاية ، سررت بسماع صوتك ، بالمناسبة
يمكننا الخروج الليلة ؟" .

_" لا مانع لدي في الواقع ، يمكننا فعل ذلك بالطبع ".

_ " حسنا ، إلى اللقاء ، أحبك ، خذي حذرك واهتمي بذاتك جيدا " .

_ " حسنا ، وداعا إلى حين لقاءنا " .

أغلقت الهاتف وإذا ببياترس ترمقها بنظارت مشككة
إلا أنها إلتفتت إليها بمعنى " مالأمر " ، وهاهي ذا تترك طبقها وتجلس بجانب شانون .

" إذن ، مامشكلتك؟  ، هل من خطب ما ؟ "

سئلت بياترس وهي تريح ظهرها على الأريكة .

" لا ، ولكن في الحقيقة ، تعلمين ، لا أستطيع أن أحبه كما يفعل هو ، أعني أنا أمتلك بضعة مشاعر تجاهه لكن تعلمين أنني لا أزال مفتونة بشخص آخر الأمر مريع للغاية ولكن مالذي يمكنني أن أفعله " .

" لا أعلم مالذي يدور في مخيلتك شانون ، لكن يجب عليك أن تزيلي كل ما يتعلق بذاك الفتى ، هو لم يكن
جيدا بما فيه الكفاية ، أعتذر لكنك تبدين سهلة المنال ففي حال أصابه الملل من زوجته سوف تعودين إليه راكضة!  " .

رفعت كتفيها بلا مبالة وتظاهرات بالنظر إلى ساعة هاتفها مدعية أنها تذكرت موعدا مهما وانسحبت من عند بياترس بسرعة .

على الرغم من أن بياترس لم تخطأ بحقها ، إلا أن الأمر جد صعب عليها ، لذلك كانت مجبرة على الرحيل حتى تحصل على بعض الوقت مع ذاتها .

هي ذهبت إلى التلال بالفعل ، حيث يمكنها الجلوس لفترة من الزمان ،  أغمضت عينيها ومن ثم تنفست بعمق محاولة استجماع أفكارها .

أخرجت مذكرة صغيرة ورسمت عدة أشكال عشوائية متناسية سبب وجودها هنا منذ البداية ، ربما هي لا ترغب في التفكير في الأمر فقد شعرت بالسوء من أجل ذاتها ومن أجل زين بالفعل .

اقترح أن يأتي ويقلها لكنها رفضت واقترحت أن تلقاه في مكان في المنتصف .

أعادت ربط حذائها ورتبت خصلات شعرها المبعثرة،
ورسمت إبتسامة مزيفة على شفتيها وكأنما سرقت السعادة من بين يديها .

ذراعان مفتوحتين وابتسامة من القلب ، تنفس غير منتظم فقد سار مسافة طويلة ، إحتضنها بين ذراعيه وكأنها المرة الأولى في حين لم تشعر هي بذلك .

الأمر سيء للغاية ، وغير منصف تجاه زين ، لذلك اقترحت أن يذهبا إلى السيارة فورا في حين لم يمانع هو البتى .

" هل يمكنني ؟ " .
تحدثت وهي ممسكة بالسلك وترغب في الإستماع إلى بضعة أغنيات .

" بالطبع ولكن لا يمكنك تشغيل أي أغنية حزينة " .
تظاهر بأنه يحذر في حين ضحكت هي بخفة .

لطيف هو ، للغاية في الواقع ، لكن هذا جل ما عرفته عنه .

جالسان على كرسي خشبي عشوائي على الطريق .

كان يداعب نهاية ظهرها في حين أراحت رأسها على خشبة الكرسي .

" إذن ؟ ، هل أنتزع قلبك منك ؟ ، أخبريني لماذا تبدين جد تعيسة ؟ " .

أمسك بذقنها وداعب وجنتيها في حين قهقهت هي بعفوية .

" لا أنا بخير تماما ، لا تقلق " .
إبتسمت من جديد وهي تضغط على كفه .

" حسنا ، أظن أن الوقت مناسب الآن كي نتحدث عن الامر ، أقدر خصوصيتك وأحترم الأمر لكنني أعتب عليك لإخفاءك حقيقة شعورك تجاهه عني " .

" أعتذر ، لم أجد الوقت المناسب فحسب ، أشعر بالسوء للغاية زين ، لا أعلم مالذي يجب علي أن أفعله أشعر بأن كل شيء تجاهه يزيد حيرتي " .

" لا بأس في ذلك ، أعلم أنك لا تحبين أن تبدي ضعفك أمامي ،  لكن لا يوجد ما يستحق القلق
فمهمتي الأولى والأخيرة أن أكون بجاورك دوما "

" أحبك وأهتم بك ، ولكنك لا تدركين ذلك شانون،
تجعلينني أشعر بأنني دخيل ، لا تطيقين وجودي وابتسامتك تكرهين ، لا بأس في ذلك فأنا أريد روحك بأن تكون جواري " .

" لا تفسري تفهمي كعدم اهتمام مني ، فأنا أموت كل مرة يتحدث أحدهم عن علاقتك السابقة معه وأشعر بأني مضيعة للوقت "

" حياتي ليست مثالية كما ترين ، لا أملك العالم بين يدي ولكنني أمتلكك وأنا جد راض وشاكر لذلك " .

قبل كفيها واحتضن جانبها الأيمن في حين صمتت هي لوهلة إلى أن فقد هو الأمل بشدة .

" أشكرك ولكن يجب أن تتفهم أن الأمر صعب للغاية
لك مكانة خاصة في قلبي بالتأكيد لكن أنا واثقة بانك سوف تعيش به وحدك دون غيرك " .

" هذا كاف للغاية ، عزيزتي " .

نبض قلبها واتسعت ابتسامتها بسبب تلك الكلمة وكأن الليل حبب قلبه إليها ، لم تمس شفتاه الكحول منذ مدة فقد كان سكيرا بما فيه الكفاية .

سكيرا بعشقها.

قد يبدو ذلك جد مبتذل ولكنها الحقيقة وما من داع للكذب .

داعبت أصابعها خصلات شعره في حين أراح رأسه على فخذيها ، يوم عمل طويل وهو جد متعب
لذلك انتهز الفرصة فورا .

" هل لي بقبلة شانون فأنا بأشد الحاجة إليك " .

____________________

مساء الخير ، أو صباح الخير على حسب أي وقت
قمت بقراءة الجزء به .

شاكرة جدا لدعمكم المستمر.

وإن شاء الله نال الجزء إعجابكم. 💙💙

ًسًـمِرآء - BrunetteWhere stories live. Discover now