تمالكت كارولين اعصابها .ونظرت بهدوء الى وجه ادوارد الساخر و قالت :
بما أن مزاجك يبدو هادئا ، فمن الأفضل ان تطيعني و تخرج من هنا .)لم يكن يبدو عليه أي أسى بل كان الارتياح و الهدوء يبدوان على ملامحه وكأن الدنيا بألف خير ،وتابعت تقول:"ليس لدي وقت للجدل" تنهد بشكل مسرحي وقال:"ها أنت ذي تقفزين الى الاستنتاجات مرة أخرى دون أية شواهد."
ذعرت كارولين ولكنها كانت أكثر ذعرا ووهي ترى ملابسه.كان يرتدي بذله رمادية -فضية مخططة بأقلام وردية دقيقة.الى قميص وردي مع ربطة عنق ذات لون رمادي فاتح.من غير الممكن أن يرتدي أي شخص في العالم مثل هذه الملابس .وقال:"لقد كنت أتحدث الى سكرتيرك ذي المبادىء وقد أرسلني اليك للمشرة."
رفعت حاجبيها ساخرة :"ان ثقته بي هو اطراء يسرني .ولكن حالتك هي فوق مقدرتي."
قال معترفا :"ربما أنا كذلك حقا ."وابتسم لها هازلا وهو يتابع :"بالمناسبة، لقد أثار استغرابي ان أرى بابك مغطى بصور الهررة،ان ذلك لا يبدو له علاقة بمهنتك مطلفا."
أجابت :" بالعكس ، فهذا يظهر مدى مودتي ودفء عواطفي ،رغم أن ذلك موجه فقط نحوي، أولئك الذين يستحقون ذلك ."قالت ذلك في حالة اساءته فهم ماتقصد و لان سخريته من مهنتها قد جرحت كبرياءها.ثم قالت مفسرة ما حدث:"لقد قص الطلاب هذه الصور من المجلات لكي يدخلوا السلوى الى نفسي بعد ان ماتت هرتي ،كما أن واحدا منهم وضع صورت بينها ، ان ذلك نوع من تطور الأمور وتشعبها."
اومأ برأسه قائلا برصانة بالغة دون أن تعبر عيناه عن شيء:"ان الامور تحدث بهذا الشكل أحيانا، اذ تكبر وتتشعب حتى ان الناس ينسون كيف ابتدأت ، وما تزال تكبر وتكبر حتى تغطي ما كان يجب أن ..........."
قاطعته قائلة وهي تعلم تماما مايقصد :"اتريدني أن أبدد وقتي في أحاديث كهذه ؟انني مشغولة جدا."
قال:"لقد مدحك سكرتيرك كثيرا ." كان ادوارد يتحدث وهو يمعن النظر في لوحة تحوي صور طلاب سابقين لها كانوا ارسلوها اليها من سائر انحاء العالم ، ثم انتقل الى جدار تغطيه البطاقات البريدية تماما.فالتقط واحدة منها أخذ يقرأها ثم أعادها الى مكانها بينما كانت هي تختلس النظر اليه معجبة به ، الى أن التفت اليها فجأة فرأى نظراتها تلك فابتسم قائلا :"ان لك معجبين."
قالت رافعة الرأس :" انني أحب الطلاب يا ادوارد كما انهم يحبونني هم ايضا ."
قال ببساطة :"يبدو ذلك،لقد اوجدت لنفسك سمعة طيبة ان اعين الناس تتألق عند ذكر اسمك ."
قالت و هي تتساءل عن السبب الذي يجعله يذكر اسمها للآخرين ، قالت :"هذا حسن ."
قال بلطف :"فعلا، و انا اعتمد على كون الناس يكنون لكي التقدي و الاحترام."
ألقت عليه من تحت أهدابها نظرة قلقة و سألته :" ولماذا ؟" أجاب وهو يجلس على حافة مكتبها :" ان لدي عدد من أبناء عمومتي المراهقين منتشرين في الولايات ، بعضهم يتعلم و البعض الآخر يتدرب على مهن مختلفة."
قالت متظاهرة عدم المبالاة و هي تجذب بعض الملفات و الأوراق تدعي دراستها ، ولكنها في داخلها ، كانت تتحرق فضولا لمعرفة ما يعتزم عمله :" هذا حسن."
قال ببساطة :" إنني أريد أن أساعدهم في تعلم تجارة السيارات من أسفل السلم ، وعندما أفتح مزيدا من الفروع ، يمكنهم أن يتدربوا على الإدارة."
قالت بجفاء :" إن هذه محاباة ." ولكنها كانت تشعر بالتوتر ،مزيدا من الفروع ؟كيف؟ أين ؟أخذت تفكر بذلك وقد انتابها الضيق.
قال وهو يهز كتفيه :"سمي ذلك بما تشائين ، إننا في البندقية يساند بعضنا بعضا ، ويهتم الواحد منا بنجاح الآخر
لماذا نمنح عملا لرجل غريب في الوقت الذي يكون في أسرتنا شخص بمثل كفاءتك؟"فقالت غير واثقة من شعورها :"إنها طريقة غريبة في النظر إلى الأمور ، أظنك بهذا تخرق عدة قوانين.."
قاطعها قائلا :" إنني أدير عملا عائليا ، وهذا يعني توظيف الأقارب ، فالوضع الآن هو كما يلي ، لقد نشا أبناء عمومتي ، والذين هم في سن الدراسة ، في بيئة فقيرة.."
قالت بلهجة مؤنبة:" اه، انك اذا لم تساعده بوضع يدك في جيبك."
قال بلهجة متوترة :"اياك أن تشكي يوما في مبلغ وفائي وعطفي على أقربائي،و ليكن في ذهنك دوما أن ابن البندفية لا يمكن أن يقبل الصدقة،انهم أناس شرفاء."
فلم تجرؤ ازاء نظرته الصاعقة، على أن تنطق بأي تعليق على قوله هذا، ولكنها تمنت لو يفهم من عينيها انها لا تظنه من هذه الفئة، وعاد يقول:"ان أبناء بلدي الذين تقدما مني أو من شركتي بطلب عمل ، قد نالوا ما يريدون ، أو نالول منحا للدراسة ، هل أرضاك هذا ؟"
قالت عبسة :" لا أدري لماذاتخبرني بهذا كله." وغاظها أم رأته يعيد فحص سجلات الكليه التي سبق و أنهتها .
قال :" جئت لأرى المدرسة هنا حيث أن بعضهم سيلتحق بها، و كذلك لأقابل المشرفة الاجتماعية فيها،ذلك أن سعادتهم تهمني،"
أنت تقرأ
العريس الحاقد
Romanceمضت عشرة أعوام منذ قادت شهادة كارولين في المحكمه , ادوارد إلى السجن .. عشرة أعوام منذ حادث السيارة الذي ادى إلى قتل اختها.. عشرة أعوام منذ خيـانة حبيبها لها. ولكن السنوات كانت جعلت من ادوارد رجلاً اكثر قوة وعنفاً , لقد تجرأ على العودة إلى اورنتي مرة...