~ رواية حصون من جليد ~وضعت يدي على كتفه ونحن ننظر للثلاثة القادمين جهتنا ببذلتهم
العسكرية والنجوم التي تزين أكتافهم بأجساد بناها كثرة التدريب
الشاق لسنوات على الأرض وفي الجو وفي البحر في هذه البلاد
وخارجها لنصنع منهم ما نريد جيلا سيحمل رايتنا في المستقبل
فكل بطل عليه أن يورث البطولة لغيره كي لا يحدث شرخ لا
يمكن ترقيعه ويبقى التاريخ يحكي عن أمجاد القدامى ويتحسر
المستقبل عليهم
شددت على كتفه أكثر وقلت بفخر " ها هم عادوا كما نريدهم "
قال بابتسامة جانبية " لا أعلم لما أشعر أن الآمال التي تعلقها
على هؤلاء الضباط تحديدا وتجعلك تميزهم عن غيرهم هي
التي سترمي بك وبنا للهلاك "
ضحكت وقلت " سترى ما سيفعلون وكما تعرفني لا أثق بأحد عبثا "
وصلوا عندنا ليضربوا التحية بوقفتهم المستقيمة الصلبة ونظرتهم
الشامخة وابتسامة الفخر والانتصار على أنفسهم فبدأت بمصافحة
كل واحد فيهم بيد واليد الأخرى تقبض على الذراع الآخر بقوة وكأني
أقول لهم بها نعم هكذا أريدكم أجل أنتم من سيأخذ مكاننا في المستقبل
القريب جدا ومن سيسجل لكم التاريخ بطولات جديدة تضاف له
قلت بعدها بثبات " طبعا حفل التكريم سيكون غدا وأنتم على
رأس القائمة لكني فضلت استقبالكم هنا ما أن تنزل طائرتكم
العسكرية الخاصة لأنكم صنع يداي "
ازدادت ابتسامتهم التي أراها واحدة رغم اختلافها , ابتسامة القوة لدى
( آسر ) وابتسامة الثقة والاعتزاز بالنفس لدى ( إياس ) والابتسامة
الغامضة التي تُفَسر بملايين التفاسير فيها القوة والحدة والتحدي وحتى
الشراسة وهي لـ ( أواس ) فلطالما رأيت أن لكل واحد منهم من اسمه
نصيب , قال العقيد شاهين بجانبي " وطبعا العشاء على
شرف رئيسكم رفعت الليلة "
ضحكت وقلت " بالتأكيد فهناك مهمة مستعجلة في انتظار
فريق المهمات الصعبة فقد اشتاقت المداهمات لكم "
ثم نظرت لإياس وقلت " أما أنت فوالدتك لن ترحمني معك
إن لم تذهب لها أولا لتراك "
ثم نظرت للاثنين المتبقيان وقلت " ولنرى في ظروف البقية "
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...