لقد كان عصراً فاحماً بلون خصلاتها الغجريةِ الملساء.. والجَلَدُ صديقُ الإعصار .. يتواجدُ بجانبهِ كلّما قرّرت العواصفُ زيارةَ حياتي .. .
من الرّائع أن تتمزق َ وسكونكَ وهمٌ يتراءى للجميع؛ كواقعٍ لا يمكن أن يكذب ... أن تبقى شامخاً وتفشل كل ُ رياح ٍ في حتِّ حصاك المتناثرة ...رائعٌ أن تبقى جبروتاً في عيون الناس ولا تفارقكَ الهيبة ُ وتكونَ لعينيكَ الداكنتين نصيبُ الكون من غرور .. أن تحتبسَ أمطارَ الخطوطِ الاستوائيةِ داخلك َ؛لتحتويها حرارة ُ مشاعركَ المهدورة...
بالفعل لقد كان عصراً فاحماً بلونِ التويج الأخير وسط الوردة السوداء.حبيبتي: ذهبتِ أنتِ وعشتُ أنا عصراً من الفناء..لم أكُن موجوداً في تلك الأثناء .. لم أنتظر حياةً جديدةً حتى ،وأنت تعلمين يا "حبيبتي في عصر السواد" ؛أن العاشق بلا عشقٍ ..فناءٌ فناء ..، رحلتِ أنتِ .. وعشتُ أنا عصر اللا شيء حتّى انقضى ، مرت السُّنون والعصور والقرون حتى انقضى الدهرُ القديم .. بانت كينونتهُ حتى انقضى.. ،
ثم َّ بدون إذنٍ مني حييتُ.. مرّت أمامي حمامةٌ حمراء .. فلا فحمُ شعرك ولا ذهبٌ من شعر أخرى .. ولا حتى سواد قلبي وعَدمُ روحي ومشاعري استطاع دفع الأقدار عنّي .. ،كانت قَدراً أسطورياً.. لم تكُن احتلالاً ،لم تكُن ثورةً،
كانت موجودةً فحسب ، وأنني متأكدٌ لقد سبقت عصر شعركِ والسواد ..
لقد وُجِدَت فيَّ مُذ قُدِّر لي أن أكون..عندما كنتُ ذرّةً في فراغ... كنت أحتويها .. نعم يا حبيبتي السوداء .. لقد سبقتكِ الحمراء ،لم تُدمّر لم تحطّم لم تغضب مثلما فعلتِ يا "ذاتَ السواد".
هي وُجِدتْ فحسب ...عنوةً عني وعنكِ وعنوةً عن العنوةِ والعناد.. هي كانتْ وصارتْ ولن تزالَ مستحوذةً على حركة خلاياي ؛من انقسام نويّاتها وانشطار كلِ مكتنفٍ فيها إلى دوران جميع الالكترونات داخل كل ذرّة مني.
لعنتها الحمراء بدأت يوم مولدي ..فاعذريني يا كحلاء الشعر يا غجرية الخصلات .. فشعرها المجنون المشتعلُ غضباً المُتّقدُ باحمرار قد نثر عبيره بروحي فنبتت الفراديس،أدمنتُ عطرها إلى أن صار من المستحيل الاستغناء .. ، لم يكن ناعماً ، كان مجنوناً طائشاً متمرّداً.. حفر في تامور فؤادي حروفها،معالمها وملامح روحها.. حرفاً حرفاً .. خطّاً خطّاً .. نُقطةً نقطة.... مُستخدماً حِبرَ السّرمدِ.
فحينما قبّل شَعرُها الهواء المُحيط بثغري..طبعت ْ ذرّات الهواء غازات عطرها على شفتي ..واقتحم العطر أنفاسي باتجاه معاكس ليصل إلى شغاف روحي .. أسكرني بخُمرةِ الشذى الشّفاف لم تكن رائحته قرنفل، لا ياسمين ،لا منتور، لا جوري ولم تكن المانوليا ولا التوليب ..لا السوسن ولا النسرين.. ،والغريب أنها ليستْ رائحةَ عطر ٍفرنسيٍّ ولا دمشقيًّ .. رائحةُ جلدها أيضاً ..لم تكن .. إنها فقط ريح جلدٍ وشذى .. شعرها عقيقٌ نادرٌ مغلّفٌ بالماس ..كالبهار الهندي بألوان خريف ٍ وربيعٍ وصيفٍ وشتاءٍ ...شيءٌ لا يشبه شيئاً ، رائحةٌ لم يستطِع الوصف ُ إليها سبيل.. كلُّ ما أعرف أنها أسكرتني..أنستني كيف أقبِّل النّساء ..أنستني كيف يأخذُ الرجل من زوجتهِ حقّه حتى وصلتُ لنقطة ٍ لا يمكن أن تُتَجاوز..لا يمكن سوى الاستسلام ، وأن أستمر في أخذِ النّسيمِ المُنَمَّقِ بشعاعِ الشمسِ المدعوّ برائحتك إلى داخلي ..لأسكر فيما لم يُحرّمه الله تعالى ..أنسى حتى من أكون فقط أذكر أنني أتنفس وأوكسجيني ينتجهُ شعرك بثوراته.
في صدري فؤادٌ ..يدعوكِ باللاشيء.. موطنكِ هو يا عزيزتي.. وكفى بالله شهيداً ... لا أود لقلبي أن يستكين ولا لروحي أن تنفك .. فقط إبقي أسيرةَ روحي وحضني الذي لا وجود له إن لم يحتويك.. يا نفحةً من روح الله لي يا هديّة الرّب لي ... كيف لحالي أن أكون إلا إن احتويتِني وأنا أحتويكِ.. لألُفَّكِ بذراعٍ وأُطوِّقَكِ بأُخرى وتحتلّي أنت حضني بتملككِ الوقور .. لأنامَ أنا ألف ليلةٍ في حضن روحك بينما أنتِ تنامين في حضن يديّ كعروسِ الياسمين الفتي .. غضّةً تنافسين الجمال على صفاته .. وتنتزعي الصدارة من الرقة والبراءة.. لتصبحي دليلهما وعنفوانهما..
قد وصلتُ بكِ مراحل الهذيان فهنيئاً.
أنت تقرأ
شظايا
ChickLitشظايا المشاعر التي مزقت.. وقطعت بعض الأرواح إلى أشلاء.. مقطعات من خواطر دامية.. وأخرى زاهية... تعكس لعنة قلمي التي حلّت في وجداني.. ركامٌ أحلته إلى نصوص.. بقلمي الملعون بلعنتي الفضية 💔. مشتركة بحملة لندعم بعضنا