27.عالق بين زمنين

15 2 0
                                    


استغربت سوزان و قالت  ، مخاطبة ايمي  :

سوزان  : هاي ألم تفقدي صوتك  ؟ ماذا حدث  ؟

همت ايمي بالإجابة بكل فرح و سرور ؛ مطلعة سوزان على الخبر البهيج  :

ايمي  : في الحقيقة،  لقد استعدته اليوم  ، عندما كنا نسمع نتيجة التحدي النظري في المحيط الأطلسي كان الطبيب قد اتصل بفيكتور و أعطاه الدواء الذي ساعدني على استعادة صوتي  !

سوزان  : واو رائع ، أهلا بك مجددا بيننا  !

ضحكت ايمي على صبيانية سوزان و سرعان ما انظمت اليها هذه الأخيرة في ضحكها الهيستيري.

اكملتا المشي في صمت تستمتعان بجمال العمران العثماني القديم.

~~~~~~~

دخل المطبخ المظلم لينهي أعماله اليومية التي لا تنتهي  ، أشعل الأضواء و بدأ في ترتيب الصحون و إعادتها إلى اماكنها بحذر لكي لا يوقعها.

كان يعمل بجد و لكن اليوم كان هناك ما يشغل تفكيره على غير العادة  ، فهو لم يكن مطمئنا.

فهو يعلم أن لا دخان بدون نار   !

بعد انتهائه من الصحون اتكأ على حافة النافذة المطلة على البحر الزمردي. و هو يحمل في يده كأسا من مشروبه المفضل.

كان يحدق في نقطة غير مرئية يفكر في ماضيه. ..... يتذكر اليوم الذي عاد فيه من الثانوية ليصطدم بخبر أدمى قلبه. ...... خبر موت عمه. ...... سنده الوحيد.

لم تكن عائلة عمه قادرة على مساعدته ماديا بعدها و كونه أكبر أولاد المنزل اضطر لترك الثانوية و العمل كنادل في مطعم.

حلم يوما ان يغامر و أن يذهب حيثما ساقته قدماه. ....تمنى أن يكون حرا طليقا يحلق في سماء آماله. ....... بعيدا عن ظلمة أغوار احزانه.

تنهد تنهيدة حملت كل معاني الأسى و انعدام الأمل  ، فهو يعلم أن ما يحلم به ليس إلا ضربا من ضروب الخيال البعيدة  !

هم بالخروج بعد انتهائه من أعماله،  مشى ليعبر الباب و يخرج ليشتم الهواء بالخارج و لكنه فوجىء بوجود ظلين في الخارج  .

كان الشخصان يرتديان الأسود و يتحدثان بصوت خافت لا يسمعه غيرهما.

استند عصام على الجدار في صمت يتنصت على ما يقولانه حارصا على عدم إصدار أدنى صوت يذكر.

الشخص 1 : اسمعني جيدا عليك أن تخرب الشريط  !

الشخص 2 : حسن سأفعل  !

الشخص 1: انتظر  ، اجلب لي نسخة منه قبل تخريبه.

بعد برهة اومأ له محادثه ثم تفارقا يهرولان في اتجاهين مختلفين.

احتار عصام في أمر هوية الرجلين فقد بديا له مألوفين جدا رغم أنه لم يتمكن من تحديد هويتهما بشكل دقيق.

نحو الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن