الفصل الخامس والثلاثون :
لجـــأت إلى منزلهما الذي كانا دوماً يلتقيان خلسة فيه قبل أن يتم زواجهما الرسمي ..
من وجهة نظرها كان يعد المكان الآمن لتحمي نفسها من بطش ديــاب إن اكتشف خدعتها له.
تزينت كعادتها ، وتغنجت بجسدها البارز أسفل قميص نومها الشفاف – ذو اللون السماوي - أمــام المرآة.
وضعت اللمسات النهائية من مساحيق التجميل ، ثم جلست على الأريكة في انتظار عودة زوجها مـــازن.
انتبهت لصــوت غلق الباب بالخـــارج ، فنهضت من جلستها لتتجه إليه قائلة بحماس :
-حبيبي ، حمدلله على آآ..
قطمت عبارتها قبل أن تكملها حينما رأت حالته المزرية أمامها.
اتسعت مقلتاها في صدمة ، وشهقت واضعة يدها على فمها مرددة بذهول :
-حصل ايه ؟
مررت أنظارها على ثيابه الغير مهندمة ، وعلى وجهه العابس ، وتلك السجحات البارزة في ذراعيه وحول عنقه.
لم ينطق بكلمة واحدة ، فقد ظل متسمراً في مكانه حادجاً إياها بنظرات نارية مشتعلة .. كان بركانه الثائر يتأجج بداخله ، لم يظن أنه سيتعرض لتلك المهانة ويذل من جديد على يد عائلة غريمه الدائم.
لم تدرك هي حجم الغضب المستعر بداخله ، فاقتربت منه قائلة بتوجس :
-مين عمل كده فينك ؟
كز على أسنانه قائلاً بصوت مختنق يحمل الكثير صارخاً فيها بإنفعال :
-كل بسبب عمايلك انتي
قطبت جبينها مندهشة ، ونظرت إليه بعدم فهم وهي تتساءل :
-أنا ؟ ليه ؟
قبض على ذراعها ، وغرز فيه أظافره بقوة مسبباً الآلم لها وهو يرد بصوت مهتاج :
-طبعاً ، انتي تخططي مع أمك وتنفذوا ، وأنا ألبس في مصايبكم وأتبهدل عشان خاطركم
تأوهت بأنين واضح وهي تحاول تخليص ذراعها قائلة :
-أنا.. مش فاهمة قصدك ايه
دفعها بعنف للخلف صائحاً بعصبية :
-انتي فهماني كويس ، ماتستهبليش على اللي جابوني !!
فركت ذراعها بكفها برفق لتخفف من حدة وجعه مرددة بنبرة عالية :
-مازن في ايه ؟ اتكلم على طول ، مش لازم الألغاز دي وآآ....
قاطعها قائلاً بشراسة مقلقة :
-عاوزة تعملي نمرة على سي زفت بتاعك يبقى بعيد عني ، مش تكسبي بونط على حسي !
أنت تقرأ
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...