صراحة مدعومة..طارق اللبيب

١٤

قبل 17 سنة تقريبا .. كان الفاضل قمبور .. والد كمال  كان سواق سايق دفار بتاع شحن  ..
الفاضل قال انو ..يوم بالليل لاقي ليهو بت في مقتبل العمر ماشة بالليل في حتة مقطوعة والشوارع فاضية .. وقف العربية وسألها .. انتي منو قالت ليهو مريم . قال ليها جاية من وين قالت ليهو جاية من الجنة .. وماشة وين قالت ليهو ماشة جهنم .. عرف انو البت دي مخها ماتمام قال ليها اركبي ..
ركبت مشى بيها على اقرب مركز شرطة .. وبقى يتكلم معاها .. قلتي لي اسمك منو .. قالت ليهو نفيسة .. قال ليها قبل شوية موش قلتي مريم؟ مالك غيرتي اسمك سريع كدا؟ ..
طيب هسي اقول ليك مريم ولا نفيسة؟ . قالت ليهو لالا .. انا اسمي ماكدا .. بس ما متذكراهو كويس .. بجيني وبروح ..
اهلك وين؟؟ .. ماعرفت اهلها .. ابوك؟ . اي عنوان ليكم؟؟ برضو ماعرفت ..
المهم وصلا للشرطة .. وسلمهم ليها ووطلب منهم يكتب اقرار .. وكدا .. وعنوانو وبياناتو .. قالو ليهو يازول مامشكلة..  نحن بنلقى اهلها ..انت بس امشي خلاص ..
اها يازول الزول ده  .. حسى بالعساكر نظرتهم للبت ما طبيعية .. البت ماواعيه  ..  ودايرين يخارجوهو بس .. البت سمحة ونضيفة اصلو مابتقول عيانه .. وهم تلاتة شباب .. وشكلهم كدا معلمين في الصياعة .. قالو ليهو خلاص انت امشي..  سلمتنا البت وهي في يد امينة .
مشى   دور العربية وطلع.. ما مشى كيلو .. قلبه اكلو شديد .. وقال انا الا ارجع اشوف الحاصل علي  البت دي..  مابفوتها مع الناس ديل شكلهم ذئاب بشرية ..
لمن جا  راجع لقى البت مافي .. وفي اتنين بس من العساكر ..التالت فيهم مافيش ..
مشى طوالي يفتش للبت جوه المركز ..  والعسكريين ديل بكوركو فيهو يازول ثابت ماشي وين؟
اصلو ابا يسمع كلامهم .. سمع حركة في مكتب لزا الباب..  لقى العسكري بتصرف تصرفات ما كويسه مع البت ..والبت بتدفر فيهو كدا ومتضايفة وبتبكي .. بس مالحق يأذيها يعني ..
اها يازول الفاضل مسك البت .. وجراها من يدها ..وقال ليها يلا انا بسوقك معاي البيت ..
المكان ده هنا ما امان .. العسكري اتهاوش معاهو .. وداير يكفتو ..بس الفاضل شال الكرسي بتاع الحديد .. وطقه بيهو العسكري .. ضربة واحدة .. اصابه في مقتل .. العسكري وقع ميت مباشرة .. في اقل من عشرة ثوان ..
العسكريين البرة .. لمن جو عشان يحلو المشكلة..  لقو زميلهم ميت .. ماعارف الاخرهم بره شنو؟؟
الفاضل سلم ليهم نفسو .. طوااالي
دي الاقوال الحكاها الفاضل للمتحري ..
لكن اقوال العسكريين الاتنين مختلفة تماما ..
قالو نحن قبضنا الزول ده مع البت دي .. في دفارو .. وجيناهو هنا .. بي دفارو.. ولمن بنحقق معاهو  قعد يقل في ادبو .. وعمل مقاومة .. وضرب المرحوم بالكرسي ..
اها القاضي لمن سأل البت.. البت قالت نفس اقوال الفاضل.. لكن القاضي رفض يعتمد كلامها.. لانها غير مكلفة واقوالها كانت متضاربة .. بس كانت بتتكلم بي غضب عن العسكري .. واهلها مصدقين الفاضل .. لدرجة انهم شكروهو لي حفظ عرض بنتهم .. لكن القانون عنده عنده فهم اخر ..
المهم في النهاية الفاضل حكمو عليهو بالاعدام..  بتهمة القتل العمد
المادة 130 . واتنفذ فيهو الحكم ..
بس المشكلة في سمعتو .. في ناس مصدقين كلامو واقوالو .. وفي ناس صدقو كلام العساكر لانهم اتنين .. وفي النهاية الله اعلم بالحقيقة ..
سمعنا قالو الفال  ده اخر كلام قالو للناس .. قال انا مادام  حفظت شرف البت المسكينة..  كونه يحكمو علي بالاعدام .. ده شرف لي .. وبعتبرها شهادة في سبيل الله ..
وعلي الطلاق لو العسكري ده تاني قام.. ومد يدو على البت .. انا تاني اقتله ..
قصة الفاضل قصة طويلة ومعقدة .. محتاجة لرواية كاملة بس انا اختصرتها هنا للاشارة ..
المرحوم الفاضل عنده ولد وبت .. الولد ياهو كمال ده..  ابوهو لمن مات خلاهو شافع .. والبت اصغر منه .. رباهم عمهم الكبير  ..وكان بصرف عليهم لمن شالو حيلهم .. 
البت هسي متزوجة ماشاء الله وعندها طفل  .. وكمال شغال مقاول بنيان ..  .. في امان الله ووضعه مابطال .. ساكن في بيت ابوهو حدادي مدادي مع امه ..
اها يازول هسي كمال متحسس من الموضوع ده .. وكل مايمشي مجلس بحس بالكلام في عيون .. ماعارف يا اما حقيقة الناس لسه متهمين المرحوم .. ولا نفسيات من كمال بس ..
على كل حال..  في المجتمعات الزي دي ..قتل النفس ده بعتبروهو لعنة .. يعني لو ابوك كاتل روح .. مافي زول بزوجك باخوي واخوك .. حاجة كدا متأصلة فيهم  ..
بغض النظر عن القتل ده كان بحق..  ولابغير حق ..
.اسامة قال ليهو ياكمال .انت بس قول باسم الله واتقدم .. قال ليهو اتقدم كيف قبل ما اعرف  راي البت؟؟ احتمال ماعايزاني ..
اسامة قال ليهو طيب تمام .. انا بكلم ليك قناة الجزيرة بتاعتي..  تمشي تحكي ليها وتشوف ردة فعلها رايك شنو؟
قال ليهو انت قاصد منو سمية ؟ والله يكون تمام .. على الاقل نعرف رد البت.. 
بعدين تواجهنا مشكلة ابوها .. والناس البتخاسسو ويقولو عايز يعرس بتو لزول ابوهو كاتل روح ..
قال ليهو بس كدي اصبر..  يعني انت ح تقعد كدا لمتين..  خليهم يقولو ياخ .. الزمن ده هم غير القوايل عندهم شنو؟ ..
اسامة مشى البيت .. طوالي سمية جاتو..  قالت ليهو والله انا اسفة يا اسامة..  انا ماعارفة قدر ما اقول اصبر على خشمي ده .. بغلبني .. لكن تاني بس خشمي وعندي ..
قال ليها ما مشكلة .. بس هسي انا دايرك في خدمة .. قالت ليهو قول
عيوني ليك .. حكي ليها رغبة كمال..  وقال ليها امشي لي هنادي واتشمشمي منها من بعيد لبعيد ..
شوفي رايها في كمال شنو؟ لو لقيتيها مرتاحة للفكرة .. طوالي أساليها .. وقولي ليها رسلني ليك عديل .
قالت ليهو ماتشيل هم .. انا عندي افكار تقنع الجان ذاتو..  طوالي قامت لبست توبها واتبلمت ومرقت .. الكلام ده يوم الخميس العصرية ..
شوف بالله الاحداث دي متسارعة كيف ..
مشت لي ناس هنادي..  لقت هنادي معاها ابوها قاعدين في الضل..  ابوها قاعد فوق سرير..  وهي قاعدة في الارض بتضفر ليهو في رجليهو ..
سلمت..  ودخلت جوة..  لقت منى رابطة راسها .. قالت ليها هي كفارة ياست البنات . الحاصل عليك شنو؟
طبعا انتي لابتجي القهوة ولازولة قعدات..  متفلهمة وماقاعدة في الواطة عشان كدا مابنفقدك ..
والمشاكل الحاصلة كلها ماعندك فيها دور ..
قالت ليها مشاكل شنو يا سمية؟ ياكافي البلا .. انا اصلا خرافاتكن
وقوالاتكن دي بتجيب لي النفسيات.. عشان كدا مابحب القعاد معاكم ..
بس سمية  بدت تحكي لي منى ..بالتفاصل . والمشاهد ..
ومنى طبعا اول مرة تسمع بالكلام ده .. لانو هنادي ماحكت لامها اي شي .. عارفين ليه .. منى زولة صعبة وحمقاء .. وممكن تولع الحلة دي في لحظة ..
حكت ليها بالتفصيل الممل ..الخبر الانتشر في هنادي و حكاية المشكلة بتاعة العازة وام الحسين في نكران الكلام .. وقصة التلفونات.. ورسايل ليمياء .. ماااخلت ليها شي لي ورا ..
قالت ليها ده كلو اتقال في بتي وانا ماعارفة .. والصداع زاد عليها
وقعدت تبكي .. وكوركت لي هنادي .. هنادي حست انو سمية ح تكون حكت لامها القوايل دي .. قالت لابوها ابوي قوم تعال..  امي دي كوركتها دي ما طبيعية ..
طبعا سمية لمن شافت انزعاج منى ..ندمت ندامة شديدة انها حكت الكلام .. لانها كدا بتكون بوظت الموضوع الجاية من اجله ..
جات هنادي وابوها داخيلن على منى .. منى قالت ليها ياهنادي ده كلام شنو البتقول فيهو سمية ده؟ صحي انتي الباقر وامو قايلين فوقك كلام وانتي ما قلتي لي؟
قالت ليها لالا يا امي .. ده كلام فارع ساي مألفاهو العازة .. وام الحسين وقفتها في حدها ..
سمية هنا اتلفتت على هنادي .. قالت ليها ياحليلك يا النايمة على حيلك .. امشي أسالي اسامة راجلي ولاكمال .. قولي ليهو الباقر ماكان بفتش في تلفونات الاولاد .. عشان يلقى رسايلك فيها .. لانو سامع عنك كلام ماكويس .. وفي فتاشتو لقى رسايل الاولاد مع اختو ..
واخوها الكبير ضربها كان داير يكتلها .. انتي وين يا المسكينة ؟
العازة مصلحتها شنو تكضب فيك؟ .. دي المراة المطموسة دي عايزة تبرر لي ولدها خلاك ليه ..
طبعا ادريس يسمع في الكلام .. وبس شغال حسبي الله وونعم الوكيل.. 
يا منى انتي اول من تقومي من عياك ده بالسلامة . انا ح اسوقكم من الحلة دي..  ونرحل نشوف لينا بلد .. تاني هنا ماعندنا قعدة ..
سمية قالت ليهو هي يا الحاج قول بسم الله .. كلام الناس قاعد في اي محل .. الناس ياها الناس ..
هنادي قالت لابوها كلام صح يا ابوي..  طوالي ترحلنا من هنا .. ان شاء الله نمشي نأجر ..
منى قالت ليهو انا ما بتحرك من هنا .. الا أوصل الكلام ده لي حدو ..
والله كان ام الحسين كان العازة .. انا لازم اعرف الكلام ده جاي من وين .. اما مسخرة وقلة ادب بتاعة حريم ..
منو هي البتشبه هنادي بتي؟؟ قولي ليهن والله والله .. هنادي بتي مافيكن مراة بتلدها .. هنادي المن الله خلقها.. ماحابت ليها سيرة زول لابسمح ولابي كعب .. هنادي انا ممكن اختها وسط عشرة رجال.. وامشي وانا مطمنة عليها .. لانها ارجل من الرجال . فاهمة ولا ازيدك في الكلام ..
سمية قالت ليها انحن كلنا عارفين هنادي .. والحلة كلها عارفاها .. ديل ناس حاقدين ساي ..مافي داعي تقومي في الكلام ده يامنى وتندميني على جيتي ليكم ..
منى عاينت لي راجلها كدا وقالت ليهو قلت شنو؟ نرحـــل ؟ نرحل وين؟
عشان يقولو الكلام حرقهم .. وبقى ماعندهم وش يقعدو في الحلة؟
والله من هنا مابنمشي .. يرحلو هم..  وبرحلهم ليك انا..  اصبر لي النقوم على حيلي ..  نسوان ماعندهن شغلة غير النسنة والقوالة ..
كمان هسي جابت ليها رجال .. رجال يفتشو في التلفونات عشان يشوفي رسايل بتي مع الاولاد سبحان الله..
هنادي قالت ليها رجال شنو يا امي ..؟ قالت ليها ماياهدي سمية قالت قدامك .. الباقر وكمال واسامة راجلها .. بفتشو في التلفونات عشان يشوفو رسايلك مع الاولاد؟
ديل رجال ديل عليك الله؟
سمية قالت ليها انا راجلي مافيهو كلمة .. وعمل كدا عشان يبرء ليك بتك..  وفي النهاية طلعت بريئة ..
غايتو سمية بوظت الدنيا وقعدت .. بي سبب لسانها الخفيف وقوايلا الباقية ليها مرضة .. ربنا يجيب العواقب طيبة ..
الى اللقاء ..