...وإذ بالنافذة تُفتَح، وتطّل زوجة عمه محمد ثم ترمي لذلك الشاب غرضاً ما، ثم تدخل وتغلق النافذة بسرعةٍ وارتباك !🔹وضع هذا الشاب الفاسق ذلك الغرض في جيبه ثم ذهب مسرعاً ! دقائق سادَت من الصمت والذهول
فـ علي مذهولٌ ممّا يجري وأحمد لا يدري ماذا يقول لصديقه وهو يعرف تماماً خِبث هذا الشاب جيداً..🔸أخيرا إلتقط أحمد أنفاسه وقال : - 🔺علي ! أعتقد أن زوجة عمك واقعة في مصيبة ! فهذا الشاب أخبرني بلسانه يوماً أنه يتعرّف على النساء عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ثم يوهمُهنّ أنه من المؤمنين ويستدرجهُنّ بكلمات الحب، ويظهر لهنّ الإهتمام الذي قد يفتقدنَّه من أزواجهِنّ حتى يثِقنَ به ويتعلقْنَ به؟ ثم يطلب منهنّ ارسال صورهن بغير حجاب ويسجل أصواتهن بمكره وخِدَعه..
🔺بعد ذلك يمارس العادة القذرة وهو ينظر إلى صوَرهن، حتى أنّه قد عرض عليّ مرةً أن يُرسل لي بعض هذه الصور فرفضت ! وبعد هذا يقوم بإستدراجهن أكثر فأكثر ثم يهددهُنّ بفضحهنّ ونشر صورهن في مواقع التواصل الإجتماعي إن لم يستجبِن له ويبتزهُّن بطلب اللقاء المباشر أو الأموال والذهب مقابل أن يمحو هذه الصور والتسجيلات.. ولكنهنّ يكتشِفن من جديد أنه كاذب مخادع خبيث فيهددُهُن من جديد ويطلب مبالغ أكثر !
🔹إختنق علي بعبرته وبدأ يضرب بيده على رأسه وهو لا يكاد يصدق أن زوجة عمّه قد تكون وقعت فريسة هذا الخبيث.. مسك أحمد بيده وقال :-🔺 إهدأ يا أخي واستعن بالله.. دعنا نفكر كيف سننقذها منه..
🔸قال علي : - ▫️ماذا سأفعل يا أخي هل أخبر عمي؟ لا، لا يمكنني حتماً سيطلقها إن عَلِم بذلك !! هل أصارحها وأكلمها لا يمكنني أنا شاب كيف سأفاتحها بهكذا موضوع ؟؟
🔹وإذ بعمّه محمد قد وصل، نظر إلى علي قائلاً: - 🔻 ما بالك يا علي تقف هنا ووجهك مصفّر هكذا، هل حصل لا سمح الله مكروه ؟؟
-▫️لا يا عمّاه، ربّما أنا متعبٌ قليلاً من الصيام، لم أجد سيارتك فانتظرتك لأخبرك أنني سوف أتناول طعام الإفطار الليلة في بيت صديقي أحمد فارجو أن تسمح لي بذلك..
🔸قبّله عمّه ودعا له..ثم ذهب الصديقان إلى البيت، تناولا إفطارهما لكنهما لم يهنئا بطعامٍ أو شرابٍ فبالهما طوال الوقت مشغول بهذه المصيبة، وبينما هما كذلك تخطر على بالِ أحمد فكرة !
-🔺 علي لماذا لا نستعين بأختي فاطمة، فهي حتماً يمكنها أن تساعدنا..
يجيبه علي مستغربا : -▫️وكيف يمكنها أن تساعدنا ؟-🔺كل ما عليك فعله هو أن تدعوني للإفطار عند بيت عمّك وتذهب معي أختي فاطمة، وهكذا تتعرف على زوجة عمك وتصبح صديقتها، وبأسلوبها الخاص يمكنها توعيتها ومساعدتها للتخلص من هذا الفاسق !
-▫️وهل تقبل أختك بذلك ؟
- 🔺 حتماً ستقبل، فأختي فتاة مؤمنة وتحب الخير وحتماً ستساعدها من كل قلبها..
ثم ينادي أخته :- أختي فاطمة هل يمكنك أن تأتي قليلا من فضلك ؟🔹أقبلَت فاطمة وهي تلوذ بعباءتها وجلسَت قرب أخيها من دون أن تنظر نظرة واحدة إلى علي ! روى لها أحمد القصة وطلب منها إن كان بإمكانها مساعدة هذه المرأة المسكينة التي كانت ضحية هذا الفاسق، فتأثرت فاطمة لحالها كثيراً ودمعت عيناها، وأظهرَت عن نواياها الحسنة في مساعدة تلك المرأة من كل قلبها، ثم استأذنت بكل حياء وذهبت إلى غرفتها..
🔸عندها أُعجِب علي كثيراً بعفّة فاطمة وتقواها، قال في نفسه: -▫️ حقاً هذه هي الفتاة التي أحلم بها زوجةً لي وأُمّاً لأطفالي ! يا لشدّة تقواها وحيائها لم تنظر إليّ حتى نظرة واحدة !
🕌 عن الإمام علي (عليه السلام): 《الحياء سبب إلى كل جميل》
📚ميزان الحكمة ج٢ ص٩٥٢
أنت تقرأ
على باب الجامعة
Spiritualالسلام عليكم اخوتي الاعزاء ورحمة الله وبركاته، هذه القصة الواقعية التي تحكي قصة شاب مؤمن اسمه (علي) يذهب الى الجامعة حيث الإختلاط والسفور ويبدأ بمواجهة صراعات هوى النفس والشيطان.. القصة قصيرة لكنها تحمل الكثير من العبر وليس فقط للشباب بل لكل المؤمني...