عينان مألوفة

47 3 0
                                    

و أخيراً قد بدأت أجوان في الاعتياد على مقر عملها الجديد،و أن تبدأ بتجميع ما تملك لإكمال دراستها العليا و تحقيق أحلامها الأخرى...
لكن كانت تلمح وجه مألوف،ترى تلك العينان الزرقاء من بعيد و تفكر في داخلها،أين رأت تلك العينان المألوفة من حولها...كأنها تعلم من بعيد،لكن تخونها الذاكرة مجدداً في تحديد أين و متى رأتهم...
حاولت كثيراً التذكر و أطالت التحديق في الفضاء البعيد لعل تبصر من ذاكرتها اللعوبة قليلاً شيئاً،لكن فشلت و أحاطها الإحباط،لذلك قررت بأن تتناسى صاحب تلك العينان و تركز ملياً في عملها و دراستها...
مرت شهور و سنين و اجتازت أجوان دراساتها العليا بامتياز و بكل أريحية و بعد أن انتهت من إجراءات التخرج للمرة الأخيرة في حياتها بعد حصولها على أعلى شهادة في مستوى الدراسات العليا ،قرر مدراء عملها في اليوم التالي بإقامة اجتماع طارئ و مهم يخص العمل على مشروع كبير،لم يذكروا لها محتواه لكن أخبروها بأن كبار العمل سيكونون موجودين!
استعدت أجوان بلبسها و كامل أناقتها لتظهر بذلك قوة تحملها و مسوؤليتها في تنفيذ العمل،و عندما فتحت باب الاجتماعات العملاق الداكن اللون لترى نوراً مشعاً جداً لدرجة عدم قدرتها لفتح عيناها و كانت الصدمة بأن زملائها و مدرائها و جميع من يعمل معها قاموا بتحضير حفلة في مقامها بمناسبة حصولها على البروفيسوراة،ليعم الهدوء فجأة و يخبرهم رئيس العمل بأن بعد مشاورات طويلة،قرر مجلس الإدارة تعيين أجوان في أعلى منصب لها في مركز العمل لتفوقها و جهودها الجبارة التي أدت إلى ازدهار أعمالهم و الإقبال عليهم بكثرة في جميع أنحاء البلاد!
و بهذا أصبحت أجوان ثاني أصغر مديرة في مجال عملها،لكن كانت المفاجأة الكبرى أن سيكون عملها في مجموعة و رئيس هذه المجموعة قد تم تقديمه لها من قبل رئيسها و عندما رأته قالت في صوت خافت لا يسمعه أحد غيرها كأنها تهمس...
أجوان:أنه هو!صاحب العينان المألوفة...
ليقطع حديثها الداخلي و هو يقوم بالتعريف عن نفسه بابتسامة لتذكره لها و هو يقول...
يوسف: إذاً أنتي أجوان!سررت كثيراً بمعرفتكِ،دعيني أعرفكِ عن نفسي اسمي يوسف و أنا أول أصغر رئيس في الإدارة من هذه المجموعة المتواضعة....يسرني كثيراً أن ألتقي بمنافسة و نظيرة لي في هذا المجال...
و هو يهمس في داخله...
يوسف: الآن و أخيراً سأعلم سبب ضجركِ في تلك الحفلة منذ سنين...
ليقطع حديث نفسه و يختم حواره بسبب صمت أجوان الغريب و هو يقول...
يوسف:سنصبح فريق رائع جداً...يا أجوان...
لترد فقط بابتسامة و تهز رأسها اختصاراً لنعم و أنا كذلك...
ليبدأ بعد ذلك مغامرة الفضول العجيبة بين أجوان و يوسف،لكن مع الوقت بدى لهم الوضع كتحدي لمن سينجز أعمال أكثر تخدم مجال عملهم أسرع،و المضحك في الأمر أن كلاهما لديهم نفس الأفكار...
نفس قدرات العمل الجبارة،لدرجة أحسوا بالغيض من بعضهم ظناً أن كل منهم يحاول تقليد الآخر و أصبحت بينهم معركة شديدة جداً لمعرفة من هو الأفضل...

هاربة من كلمة...نصيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن