الفصل الثاني

14.4K 406 23
                                    

اذكر الله قبل قرائتك للفصل 💜
الفصل الثاني :
(غيرة)
قالت سما بتبرم : مخلاص ي ست زفتة انتي هو كان قتلك ؟؟!!
قالت ليلي بغضب : انتي مشوفتيش كان بيكلمني ازاي ؟؟!! ده من اول م جه مش عاملي أي اعتبار ..
حاولت عائشة تهدئة الوضع قائلةً : يا بت يا هبلة مش قصده ...وبعدين م انتي عارفه انه في حكاية الحرام والحلال دي من يومه وفعلا من صغره مبيسلمش علي ستات وانتي وقتها كنتي عيلة انما دلوقتي ما شاء الله عروسة فكل حاجة هتتغير ولا أيه ؟؟!! يلا يا حبيبتي قومي نجهز السفرة عشان عمك لما يرجع من الصلاة هيطين عيشتي لو ملقاش الاكل وكمان اخوكي زمانه راجع من النادي تعبان ...قومي اغسلي وشك ويلا بينا ..
ـ أه طبعا مهي فرخة بكشك عندك ..
ـجرا ايه يا ست سما م تتهببي تشوفي ابنك الي زمان لما مموتاه ده وشوفي جوزك اتصلي بيه استعجليه يلا ..
ـ حاضر يختي حاضر مهو أصل انا ليا الزعيق وهي ليها الحب ...
ضحكت ليلي علي تعبيراتها ثم قالت : هتفضلي طول عمرك كده بس شوشو حبيبتي انا روحي ربي عيالك ..
ـ رايحة يختي رايحة هو انا حد عاملي حساب في الدنيا دي ...
.................................................
ذهبوا الي الشقة المقابلة و بدأوا في إعداد طاولة الغداء ...انتهي الغداء بعدما مرت دقائقه كسنين بالنسبة لكل منهما فهو كان يتحاشي النظر لها وهي فعلت المثل ولكل منهما اسبابه الخاصة ...علي قدر اعجابها به للوهلة الاولي حينما رأته ...هي بالطبع توقعت تغير شكله بالكامل ولكن ليس بمثل تلك الدرجة ...قد صار وسيماً بدرجة فتاكة بل الأدهي انه يمثل المثال الحي للرجل الذي لا يوجد به خطأ ...بنية رياضية تجعلك تجزم انه لايترك صالة الألعاب بتاتاً ...عينان تشبهان عيون الصقر في حدتها مما يبعث للنفس المهابة منه ...حضور طاغٍ ...شخصية يتضح قوتها بدرجة كبيرة ...تدين بدي لها واضحاً مما جعلها تستعجب منه فهي توقعت ان يعود متزوجاً من أجنبية شقراء تلبس ثياباً تفضح أكثر من الذي تستره ولكنها رأت العكس ...أنه بالفعل فتي أحلامها ......مــاذا ؟؟!! ما هذه التراهات التي تفكر بها ؟؟!! بالطبع قد جنت انه اخوها وسيظل ولا وجود لذلك الغباء علي ارض الواقع ...قامت بسرعة كي تخرج لخارج المطبخ الذي كانت تغسل فيه الصحون حتي تشاركهم جلستهم التي لم تتكرر منذ سنين وأيضاً تتخلص من أفكارها الغبية التي أوشكت علي ان تفتك بها ...
.........................................
كان جالساً مع والده وزوج أخته يتحدث معهم تارة عن عمله والغربة وتارة أخري عن استقراره بمصر ووجوب زواجه !! كان ملقي تلك الجملة زوجة أخته احمد وصديقه منذ الصغر : بس يعني انا شايف يا كريم انك لازم تتجوز ..يعني انت ما شاء الله ربنا كارمك أخر كرم وكمان قربت علي التلاتين مستني ايه يا راجل ده حتي الفيلا بتاعتك الي خلتني اشتريهالك جاهزة من مجميعه مش ناقصها الا العروسة ...
لكم فتحت تلك الجملة جروحه فقال متصنعاً المزاح : ده انت متابع وبتقر بقي يا بو نسب ...
خطر علي ذهنه ان  الأخر يعلم جيداً مكنون صدر رفيقه فهو قبل ان يكون اخو زوجته فهو صديق طفولته ...حقاً من ذا الذي لا يعلم بحبه المجنون  لها سواها!! فإن جئنا الي الحق عائلتهم كلها تعلم بحبه الشديد لها منذ ان كانت طفلة وان كان حديثه حديث اطفال وقتها حينما كان يقول " محدش من العيال دي هيلعب مع ليلي عشان هي مراتي انا لوحدي " كانت وقتها لم تكمل عامها الثاني بعد ولكن جذوة الحب في صدره كانت مشتعلة اقصي اشتعال ...وقتها علي الرغم من عمره الصغير الذي لا يُأخذ فيه كلامه علي محمل الجد الا انهم عرفوا جيداً ان مصير الاثنين واحد ...عرفوا جيداً ان ما بينهما ليس أخوة بل هو عشق يضاهي عشق قيس لليلي ...
ـ ياعم انا بس خايف عليك تعنس بدقنك دي ...
ـ ريح انت بس وطلع دقني من دماغك وكل حاجة هتبقي فل ..
نظر له أحمد بتلاعب ثم قال : يعني هتخلي البت ليلي الزقردة دي تتجوز قبلك ...ده حتي تالت عريس لسه جايلها من يومين وعمو حافظ رفضه عشان صغيرة وقعد يترجاه لحد م قاله انه هيفكر في الموضوع تاني ..
احمر وجهه كأنما تحول الي جمرة من نار ثم قال بصوت عالٍ جعل أباه يجفل : نعـــم ؟!! الكلام ده بجد يا بابا ...
ود حافظ لو يضحك ملئ شدقتيه الان لكنه حاول بضراوة ان يكتم ضحكاته وهو يقول بجدية مصطنعة : يا بني الصراحة البت اتقدملها كتير وده بالذات مفيهوش عيب واحد يتعايب بيه دكتور وساكن قريب مننا وانا اعرفه واعرف عيلته من زمان ناس محترمة اووي ده انا لما قولتله اني مش موافق كان هيرمي نفسه من الشباك اصله بيحبها اووي  صمت قليلا ثم أطلق الكلمات التي كان يعلم انها ستجعل ولده يجن بلا شك دهاء الاب مهم في لحظات كتلك :والصراحة مخبيش عليك البت شكلها هي كمان بتحبه ودي بنت المرحوم الي امانة في رقبتي ولازم اطمن انها هتبقي مرتاحة في حياتها ومتجوزة الي قلبها يختاره ...
أرأيت حبة الطماطم في موسم نضوجها كان ذاك هو لون وجهه في تلك اللحظة ...عينيه تشكلت فيها مجموعة من الشعيرات الحمراء تجعل من يراه يهوي صريعاً من فرط الخوف قال بصوت أشبه بفحيح أفعي : بابا ...كل الكلام الي سمعته ده هعتبر اني مسمعتهوش ...انت عارف كويس اووي ان محدش هيتجوزها غيري عشان وصية عمي الله يرحمه مش اكتر ...انا مش فاهم انت ازاي وافقت يتفتح كلام في الموضوع ده اصلا ...
تصنع التذكر وهو يقول بمكر أبوي محكم : يوه تصدق نسيت موضوع الوصية ده خالص ...ايوه  وانت الصادق انت اصلا عمرك م كنت هتفكر تتجوزها الا بس عشان الوصية انا عارف ...يلا ملكش نصيب يا محمد يابني ...
نظر لوالده بغضب شديد من كلامه الذي استفز غيرته العمياء ثم تقدم من احمد زوج اخته ولكمه لكمة قوية علي حين غرة وقع علي أصرها الاخر متألماً بشدة علي الارض ...تركه وانصرف دون ان يلقي له بالاً ....
قال احمد متألماً بشدة : اه ....يخربيتك خرتيت ضربني ...ثم نظر ل "حافظ" قائلاً : يا عم انا مالي انا يعم بيكو ياكش تولعوا كانت جوازة الشوم والندامة ...خلي بنتك تربي العيال لوحدها بقي ..
ـ انت هتستهبل يلا قوم واسترجل كده ...وبعدين عاملي فيها سبع رجالة في بعض ورايح تفتح الموضوع ده قدامه و اول يوم يرجع فيه كمان ...اشرب بقي تستاهل احمد ربنا ان مراتك مشافتكش و انت بتتضرب كان زمان هيبتك راحت في الارض ...
ـ يا عم م انت استحليت الحكاية وقعدت تعصب فيه وتستفزه بالكلام لحد م قام عليا انا ...وبعدين انا و انت عارفين كويس اننا لو مكناش عملنا كده كنا هنستني يجي سنة عشان يتكلم في موضوع جوازه من ليلي ده ..
ـ والله معاك حق اهي دي الفايدة الوحيدة الي شوفتها من وراك يا بوز الاخص انت هو اه مكانش ينفع نعمل كده اول يوم رجوعه بس يلا اهو علي الاقل هنضمن انه ميفكرش يرجع يسافر تاني ونقعد سنين منشوفوش غير ع البتاع الزفت الي اسمه نت ده ...قوم خلي مراتك تشوفلك تلج تحطه علي وشك ده ...ثم أخذ يضحك علي شكله ..
ـ انت بتضحك ؟!! صحيح يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته ...انا ماشي يا عم ..
..............................................
خرج وهو يكاد يفتك بكل من يراه في وجهه لما سمعه من كلمات أثارت براكين غيرته المشتعلة دوماً بلا سبب يذكر فما بالك الان !!...لكم يريد ان يري ذلك الاحمق الذي فكر ولو تفكير في امتلاك صغيرته ... صغيرته التي صكت بحق ملكيته منذ ولادتها ...اهٍ لو لمحه لقطعه إرباً وتركه للطيور الضالة تأكل منه كيفما تشاء ...ولحظها العثر كان مطلوب منها ان تدخل المشروبات للحجرة التي كان يجلس فيها مع والده وزوج اخته ...وما ان كادت تدخل حتي رأته علي باب الغرفة بوجهه الاحمر الذي جعل فرائسها ترتعد من شدة الخوف ...ودون سابق إنذار سقطت الصينية التي بيدها علي الأرض وتهشمت الاكواب الي قطع صغيرة من الزجاج ... حتي جرحت يدها ...اما هو فكان في صدمة شديدة لان الامر لم يستغرق سوي لحظة !!!

لعنة حبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن