الفصل العاشر

6.8K 140 2
                                    


اليوم هو أسوأ ايام حياتى كابوس رغبت ان أفيق منه و لم استطع ليس لانه فقط اليوم الذى سيرتبط فيه من أحببته بمن خدعتنى و خانت ثقتى و صداقتى ليكتب بقلمه عقد زواجه منها و نهايه قصتى معه و لكن لان الحياه لم تكتفى بذلك فقط لتزيد من الامى و احزانى بما لم أكن اتوقعه او احسب ابداً  له حساباً  .
- هتفضلى  قاعده كده لإمتى   يا بنتى 
- امال عايزانى اعمل  ايه يعنى يا ماما
- نعمل اى حاجه بقولك ايه  تعالى نخرج انا و انتى نروح اى حته تعالى نسافر  دلوقت اى مكان و  نغير جو اى حاجه يا سما انا مَش مستحمله اشوفك كده و انا عارفه انك بتقطعى من جوه و مَش حابه انك تكلمى او تقولى حاجه عشانى انا شفت دعوه الفرح   و عارفه كل حاجه بس صدقينى دى مَش نهايه الدنيا يا  بنتى و ربنا وحده بس اللى يعلم الخير فين
- و نعم بالله يا ماما
- طيب ها  قولتى ايه ؟
- معلش يا ماما انا فعلا مَش قادره بصى خلينا  هنا النهارده  احسن ونخرج  بكره ان شاء الله
- طيب يا بنتى اللى تشوفيه
- ماما انا حابه انى اطلب منك طلب و عشان خاطرى متقوليش لا
- خير با بنتى
- انا حابه انك تتصلى بطنط  زينب و تطمنى عليها انتى عارفه النهارده ايه بالنسبه لها  و هيبقى صعب عليها  اوى زينا بالضبط و انا مَش حابه انها تكون لوحدها فى اليوم ده
  - يعنى يا بنتى بتفكرى فيها و مَش بتفكرى فى نفسك هو انتى هتفضلًى كده لحد امتى يا سما بتشيلى هم غيرك اكثر من نفسك يا بنتى ؟
- ماما طنط زينب بتحبنى زيك بالضبط و عشان كده انا كمان لازم اخاف عليها و احبها
- بس يا بنتى انا  عارفه ان وجودها  النهارده بالذات هيكون صعب عليكى خصوصا فى يوم زى ده كفايه انها هتفكرك ب.....
- انا منستش اصلا يا ماما عشان أفتكر و حتى لو حاولت مَش هاقدر 
- طيب يا بنتى خلاص كفايه عشان خاطرى انا بصى انا  هاروح اجيب التليفون واطمن على زينب عشان خاطرك
- طيب يا ماما و سلميلى عليها و قوليلها انها ممكن تطلع تقعد معانا  لو حابه بدل ما تقعد تحت  لوحدها
  - طيب يا بنتى  حاضر اللى تشوفيه ليمضى بعض  الوقت بطيئا وًيدق جرس الباب
- دى اكيد زينب مَش قادره تقعد لوحدها مصدقت انى كلمتها و جت عندك حق يا بنتى ربنا يكون فى عونها النهارده هى كمان لتفتح الباب و تفاجأ به واقفا ينظر اليها فى غضب  .
- محمود خير  ايه للى جابك دلوقت ؟
- ايه يا ست ثريا  طبعا مكنتيش عايزانى اجى عشان اشوف المصايب اللى عملتيها  انتى وبنتك
- مصايب ايه يا محمود انا مَش فاهمه انت بتكلم عن ايه و بعدين انت ازاى بتكلم معايا كده  انا مَش فاهمه باى حق
- انا اتكلم زى ما انا عايز يا ست ثريا بعد ما عرفت اللى عرفته بقى يا هانم انا تضحكى عليا انتى وبنتك وفاكرين ان الموضوع هيعدى بالساهل كده تقوليلى البنت مخطوبه و بعدين اكتشف ان كل الكلام  ده كذب و ان خطيبها ده بيتجوز النهارده و من واحده ثانيه
- و انت مين بقى اللى بلغك يا محمود بالكلام ده ؟
- انا وصلتنى  دعوه فرح يا هانم زى زى غيرى كُنتُى فاكره انك تقدرى تضحكى عليا انتى وبنتك لكن معلش حقى منكم انا هاخده دلوقت مَش بعدين
- اسمع يا محمود و افهم بقى اللى هأقوله لك  كويس و كويس اوى كمان  انت ملكش اى حقوق عندنا يا محمود و البنت كانت فعلا مخطوبه و الخطوبه اتفسخت من أسبوعين بس بتحصل و كل شىء قسمه و نصيب
- انتى فاكرانى عبيط والا هاصدق  الكلام ده ثانى  يا ثريا  هو فيه حد هيفسخ  خطوبته و هيتجوز بعدها بأسبوعين بس ولما الخطوبه اتفسخت امه بتعمل ايه بقى  فى البيت هنا بالضبط ؟
- دا بيتها يا محمود هنطردها منه يعنى
- انا ماليش دعوه بالكلام ده كله انا ليه دعوه بالهانم اللى سمعتها بقت على كل لسان
- اخرس
- انتى بتقولى ايه يا ثريا
- بقولك اخرس اوعى تجيب سيره بنتى على لسانك باى كلام أفتكر انها بنت محمد قبل ما تقول اى كلمه تندم عليها
- و هوًانا اللى بقول يا هانم  الناس كلها هى اللى بتقول 
- بتقول ايه يا عمى احب اسمع  انا كمان نطقتها فى مراره  و انا انظر اليه و أواجهه
- بتقول انك دايره على حل شعرك وكنتى  بتدخلى وتخرجى مع الدكتور ده و من غير ارتباط رسمى و لما زهق منك و خد غرضه  سابك  و اتجوز غيرك
  - محمود انت زودتها اوى و  انا مسمحتش ليك بنص كلمه ثانى كفايه كده
- سيبيه يا ماما و يسكت ليه مهو لازم يعمل كده و اكثر
- انتى من النهارده لا من الساعه دى هاتيجى معايا  و هتقعدى  فى بيتى و تحت عنيا  انا بقى اللى هاعرف اربيكى من اول وجديد يا سما
- انا متربيه كويس اوى يا عمى و لولا اسم بابا و سيرته الطيبه كان هيبقى ليا تصرف ثانى خالص مَش هيعجبك
- اخرسى يا بنت ليقوم بصفعها  على وجهها و جرها من شعرها بينما تصرخ امها فى رعب
  - انتى فاكره انى هاسيبك كده لا دا انتى بتحلمى و لو فكرتى بس تعترضى او تفتحى بقك او تتكلمى كلمه واحده  هيبقى اخر يوم فى عمرك  سامعه
- سيبها يا ظالم انت فاكر نفسك ايه بتستقوى علينا عشان احنا  لوحدنا بس محدش هيقف ليك غيرى يا محمود
- انتى فاكره انك تقدرى تعملى حاجه طيب انا هاخدها وورينى  بقى هتعملى ايه يا ثريا ليدفعها لترتطم بإحدى المقاعد و تسقط على الارض لاصرخ و انا اتجه اليها  و لكنه يمسك يدى بقوه  و يجرنى باتجاه الباب  و انا اصرخ و أقاومه فى شده ليضربنى  ضربات متواليه على وجهى بقسوه حتى اكاد ان افقد الوعى  لافاجا بطنط  زينب واقفه و مسدس فى يدها و هى تصرخ فيه بغضب
- سيب البنت بقولك سيب البنت لحسن افرغ المسدس ده كله  فيك دلوقت  و ملكش عندى ديه
- أرمى المسدس ده يا ست انتى  بلاش لعب عيال
- خليك مكانك على فكره انا بأعرف استخدمه كويس جوزى الله يرحمه علمنى استخدمه  و دا مسدس مرخص يعنى كل حاجه هتمشى رسمى  انا طلعت لقيت سما و امها بيصرخوا افتكرت انك حرامىً ضربتك بيه يعنى دفاع عن النفس  و ملكش عندى ديه ها قولت ايه هتمشى من هنا ولا انت حر و على فكره انا الداخليه كلها هتجاملنى فيك عشان جوزى دا غير انى هاحكى لهم انت بتعمل ايه فى الولايا و بتضربهم ازاى و تستقوى عليهم ليتراجع هو خائفا من كلامها  تجاه الباب و هو يقول غاضباً    
- طيب انا هاعرف شغلى معاكى كويس
  - اخرج من هنا احسن لك و بالذوق والا....  ليخرج غاضبا بعد ان ترك يدى و شعرى لأسقط  على الارض و الدماء تنزف من وجهى و شفتى كنت اكاد ان افقد وعيى  و لكنى اسرعت زاحفه  باتجاه امى لاجدها فاقده الوعى و تنزف من فمها لاصرخ بشده  و انا احتضنها و اناديها  و هى لا تستجيب لى لتسرع طنط زينب بطلب الإسعاف التى تحملنا جميعا الى المستشفى  . مضى بعد الوقت و انا جالسه ارتجف و انظر الى غرفه الطوارىء المغلقه التى حملوا لها امى منذ قليل لم استطع ان ادخل معها بعد ان منعونى من  ذلك  كنت اتطلع الى الباب فى ترقب و خوف بانتظار ان يخرج احد فيطمئننى عليها لتمر ساعه او اكثر علينا  ليخرج احد  الأطباء بعد فتره متجهماً  لاتجه نحوه مسرعه
- طمنى يا دكتور انا بنتها لينظر الى وجهى و حالى بدهشه و يسالنى؟
- هو ايه اللى حصل  بالضبط لاخفض عينى فى حزن  و حرج  فلم أكن ادرى بماذا اجيبه هل اتهم  عمى وادينه ام اصمت و لكن ماذا عن اسم ابى و سمعتنا هل سترضى امى ان افعل لم أكن اعلم كنت تائهه حائره لا اعلم ماذا على ان افعل   و لكن طنط زينب اتجهت الى الطبيب قائله
- دا خلاف عائلى و أتطور المهم طمنا يا دكتور انت شايف حالتها ازاى ؟  
- بصراحه انا لازم ابلغ البوليس
- طيب طمنا الاول يا دكتور و بعدين اعمل اللى حضرتك شايفه  
- المريضه كانت حالتها صعب اوى لكن الحمد لله قدرنا حالياً  اننا نسيطر على الوضع بس المشكله ان عندها مشكله فى القلب و ارتجاف بطينى و الانفعال سبب لها ذبحه صدريه و جلطه غير مستقره   هى حالتها خطره  بس لو عدى ٢٤ ساعه كل الامور هتبقى تمام  كنت فى حاله انهيار تام و انا استمع اليه كيف لى ان اتجاوز تلك الساعات انا لا أقوى على الاحتمال لدقائق اخرى تساقطت دموعى و انا اكاد افقد وعى من شده الالم و الصدمه لينظر هو الى حالى ثم يقول  لطنط زينب
- اعتقد الانسه لازم لها عنايه طبيه و راحه حالتها مَش طبيعيه  و اعتقد ان عندها هبوط و ممكن يكون عندها صدمه عصبيه او انهيار عصبى دا غير الكدمات و الجروح اللى مغظيه و شها و جسمها
- طيب حضرتك تنصح بايه يا دكتور
- أفضل اننا نديها مهدىء و نخليها ترتاح شويه احسن لِسَّه قدامكم انتظار  لساعات طويله و اعتقد انها مَش هاتستحمل الوضع ده كثير   و كاننى لم أكن استمع الى ما يقول او كأنه يتحدث عن فتاه اخرى غيرى انا  لاجيبه فى شرود
  - انا عايزه اشوف امى يا دكتور
  - هو حاليا الزياره ممنوعه لينظر الى حالى و ما انا فيه و نظراتى التائهه ايشفق على  ثم يقول
- طيب خمس دقايق بس و ممنوع تكلم كثير الزياره فى العنايه دلوقت  ممنوعه بس  انا هاعتبر انها لِسَّه فى الطوارىء لم استمع الى ما يقول لاتجه الى الداخل فى سرعه غير مباليه بنظرات الممرضات من حولى لانظر لها و الى جسدها النحيل ووجهها الشاحب  و الأجهزه التىًتحيط بها لتسجل نبضاتها و حاله قلبها لاتجه لها باكيه لتنظر هى الى فى حزن و ترفع يدها لتمسح  دموعى ثم ترفع قناع الاكسجين عن وجهها و تقول.
- سما يا بنتى عشان خاطرى انا  مَش  حابه انى اخر حاجه اشوفها فى الدنيا تبقى دموعك انا فرحانه انى هاروح لحبيبى هو مستنينى بس قلقى الوحيد و اللى كان مخلينى اتمسك بالدنيا هو انتى خدى بالك من نفسك يا بنتى ربنا يوقف لك ولاد الحلال و يسترك و يسعدك ثم لاحظت زينب التى تقف فى احد الأركان واجمه حزينه و دموعها تسيل على وجهها فى صمت
- زينب الحمد لله ان انتى اللى باقيه لها مَش انا خدى بالك منها يا زينب دى امانه هاسالك عنها قدام ربنا يوم ما نلتقى
- متقوليش كده يا ثريا ان شاء الله هتبقى كويسه و بخير يا حبيبتى و تفرحى بيها و بولادها كمان
- كان نفسى بس ربنا مَش  رايد يا زينب خدى بالك منها اعتبريها  بنتك اللى كُنتُى بتحلمى بيها و حافظى عليها
- سما  فى عنيا من غير ما تقولى  يا ثريا و انتى عارفه كده كويس   اطمنى انتى بس و شدى حياك كده    لتغمض امى عينيها و وتتشهد  ثم ترحل الى الأبد . لم استطع الصراخ لم تتجاوز صرخاتى حلقى كان جسدى كله يئن  و يصرخ دون صوت لم ابكى ظللت واجمه صامته و انا انظر الى جسدها الساكن المسجى امامى قى سلام لماذا تقسو علينا هكذا  الحياه دون اى ذنب جنيناه   ففى يوم واحد فقدت كل احلامى القادمه و ذكرياتى واخر سند لى فى الحياه يوم واحد فصل بين الحياه و الموت   لأظل اهتز فى صمت و انا لا أستطيع ان أتنفس شعرت انى اختنق لتنسحب انفاسى من صدرى و اسقط على الارض فاقده الوعى . كم ظللت فاقده للوعى لا ادرى كل ما  اعلمه اننى فتحت عيناى لاجد نفسى فى احدى غرف المستشفى على فراش صغير و بجوارى طنط زينب تبكى فى حزن و تحاول ان تكتم شهقاتها لاصرخ و انا احاول  القيام من مكانى و انا اناديها  لاتحرك بعنف و انزع المحلول المعلق بيدى فتتمزق الضمادهً  المحيطه بذراعى و صار ذراعى ينزف فى غزاره لتصرخ هى و هى ترانى بهذا الشكل و تنادى على احدهم ليمسك بى فى قوه  و يمنعنى من الحركه لأشعر بشىء حاد يخترق كتفى لأشعر بالدوار و افقد الوعى مره اخرى .
- اهى الحمد لله بدات تفوق ربنا يستر بقى المره دى حاولت الحركه اوفتح عيناى لكننى لم أستطيع لاسمع صوت امى تنادينى لا لم تكن  هى كان  الصوت قريبا منها و لكنه ليس صوتها لافتح عيناى مره واحده و انظر اليها كانت طنط زينب تنادينى 
- سما فوقى بقى  يا بنتى الله يرضى عليكى
- انا فين كان هذا هو كل ما استطعت قوله بصوت ضعيف ثم انتبهت الى حالى  و ما كان  لاصرخ  فى فزع و انا احاول القيام من مكانى
- فين امى انا عايزه اشوفها يا طنط لآخر مره اشوفها مره واحده بس عشان خاطرى
- العمر الطويل ليكى با بنتى اكرام الميت دفنه يا سما لانظر لها غير مستوعبه لما تقول
- يعنى ايه يا طنط  انتى يقولى ايه مَش فاهمه ؟
- يعنى أمك دلوقت فى مكان احسن ادعيلها بالرحمه يا بنتى ربنا يحسّن ختامنا  جميعا لتتساقط دموعى فى صمت لتحتضننى هى فى شفقه و حزن و انا اسالها
-طيب هى فين دلوقت ؟ 
  - دفنتها يا بنتى جنب ابوكى الله يرحمه لاغلق عيناى و نا اصرخ من الالم لم احضر جنازتها و لم اصلى حتى عليها لم أراها او أودعها لآخر مره
  - ليه يا طنط ليه تعملوا فيا كده طيب كنت أودعها او ادفنها و اخد عزاها
- مكنش ينفع نستنى يا بنتى و انتى حالتك  كانت صعبه اوى كُنتُى فى دنيا ثانيه   و ادهم قال لانظر لها غير مستوعبه لما  تقول و انا أكرر
- ادهم ادهم كان  هنا ؟
- ايوه يا بنتى فضل جنبك هنا  امبارح طول الليل
   - ازاى دا امبارح كان فرحه يا طنط؟
- فرح ايه يا بنتى و  احنا فى المصيبه دى  انا كنت لوحدى و مَش عارفه اتصرف او اعمل حاجه و انتى وقعتى منى اضطريت أكلمه  و الحمد لله مخيبش ظنى ساب الدنيا كلها و جه عشانك يا سما
- عشانى انا يا طنط  مفتكرش بس ليه يا طنط عملتى كده اى حد الا هو
  - يعنى كنت اعمل ايه يا بنتى   هو خلص الاجراءات كلها و تصاريح الدفن  وفضل قاعد معايا جنبك لحد الصبح حتى لما فقتى بالليل كانت حالتك صعبه اوى بس الحمد لله هو كان موجود و قدر يتصرف و ربنا بعت لينا اللى وقف  معانا و ساعدنا و ربنا أكرم  أمك اخر كرم الله يرحمها و كل حاجه كانت متيسره و الله يا بنتى  ادهم كان حابب انه يأجل   سفره  و يقعد معانا عشان العزا بس للاسف ملقاش تذاكر ثانيه وًمكنش ينفع  يلغى التذاكر فاضطر انه يمشى بس بيتصل بيا كل شويه يطمن عليا و عليكى
- شكرًا ليه لحد كده يا طنط كفايه اللى هو عمله معايا كثر خيره
- انتى بتقولى ايه بس  يا بنتى دى أمك كانت اختى و موصيانى عليكى  هتقدرى تقومًى يا بنتى عشان العزا.
- ايوه يا طنط  هاقدر  ان شاء الله  شعرت بالدوار و ان قدامى لا تحملنى الا اننى قاومت ذلك الشعور لم يعد فى قلبى  حزن او فى عينى دموع لقد فقدت كل  ما املك فى الحياه و بيوم واحد فقط     ارتديت ملابسى وجلست لاسمع طرقاً على الباب
   - مساء الخير اهلًا يا ابنى اتفضل  المهندس عثمان ابن عمك نظرت اليه بعينان متسعه من الصدمه لأقوم فى سرعه و اتجه اليه لاصرخ فى وجهه بغضب و ثوره
- انت ايه اللى جابك هنا مَش كفايه اللى عمله ابوك فيا و فيها خلاص معدش ليا حد انا مَش هاسامحه على اللى عمله فيا و فيها مَش هاسامحه ابدا اخرج بره مَش عايزه اشوف او اعرف حد منكم  ثانى كفايه اللى حصل لتحتضننى طنط زينب فى رفق و هى تقول
- اهدى يا بنتى عشان خاطرى كفايه و بعدين دا امر ربنا و ابن عمك ملوش ذنب فى اللى حصل دا هو اللى ساعدنا فى كل حاجه و جاب نسخه من مفاتيح المقبره و ساعد ادهم فى كل الاجراءات دا لولاه مكناش عرفنا نعمل حاجه انا حتى مكنتش اعرف مكان المقابر بتاعتكم فين بالضبط  لتتساقط دموعى و انا انظر له و اقول
   - دفنتها و استريحت  انت و عمى مَش كده خلاص بقيت لوحدى مَش دا اللى كنتوا عايزينه انت جاى دلوقت ليه عشان تطمن انى مَش هاجيب سيره ابوك ولا اللى عمله معايا ومع امى
    - معلش يا ابنى حقك عليا  انا  انت اكيد  عارف و مقدر  الظروف  و حالتها كويس لارد عليها فى غضب  و ثوره
  - انتى كمان بتعتذرى له  لتنظر هى لى بعتاب و تقول
- سما و بعدين كفايه كده يا بنتى
- سيبيها يا طنط انا عارف و مقدر حضرتك و حاسس باللى هى فيه انا مريت بيه لما والدتى الله يرحمها ماتت خليها لو  هى تعبانه و احنا هانتصرف  فى العزا لأجيب عليه بحقد و غلظه
- انت كمان مَش عاوز تخلينى احضر عزا امى
- انا بس خايف عليكى يا بنت عمى
- متجبش  سيره عمك  على لسانك ده ثانى ابدا  فاهم
- طيب يا بنتى قومًى الله يخليكى عشان نلحق نرجع البيت نغير هدومنا قمت و انا ارتجف من الضعف و الحزن لاتعثر  و اكاد ان اسقط لتمتد يده لتسندنى  فانظر له فى غضب و اقول  له بحده و انا ابعده عنى
- اوعى تلمسنى او تحط ايدك عليا  ثانى ابدا فاهم ليتراجع هو مفسحاً الطريق امامى الى خارج الحجره ودون ان ينطق بكلمه واحده و لم يتركنا حتى وصلنا  الى المنزل   لاتركه انا دون كلمه واحده و اصعد الى شقتى حزينه باكيه . مضت ايام العزاء ولم يتركنا عثمان وحدنا  ابداً رغم انى لم أكن اطيقه او ارغب فى وجوده من الأساس الا انه وفى اليوم الاخير طلب ان  يتحدث الى وحدنا للحظه  فلم اجيبه لولا ان استعطفتنى  ماما زينب ان استمع اليه لأجلس و انا انظر اليه فى غضب و احتقار
   - سما انا عارف انك مَش طيقانى ولا طايقه اى حد من طرفنا دلوقت و عندك حق تعملى كده و  اكثر من كده   انا حاسس بيكى و عارف قلبك محروق اد ايه بس انا قبل ما امشى كنت حابب انى اوضح ليكى حاجه  انا زيك بالضبط اتعذبت من ابويا انا و امى كثير اوى و هى كمان مقدرتش تستحمل كثير  الله يرحمها   و ماتت ربنا رحمها و افتكرها  وانا  لقيت نفسى مع طنط احسان و انتى عارفه كويس  هى ممكن تعمل ايه فى ابن ضرتها حاولت تكسرنىً بكل الطرق ضرب و تعذيب و اهانه لكن   انا قدرت اكمل حياتى و  أعيش رغم كل الظروف و دا اللى انا حابب اقوله حاولى انك تعيشى انا عارف ان ده صعب دلوقت بس هتقدرى و لازم تعرفى و تتاكدى انك مَش لوحدك فى الدنيا لِسَّه برضه ليكى اهل و لو احتجتى حاجه انا موجود وتحت امرك دى ارقام تليفوناتى  كلمينى فى اى قت  البقاء لله يا بنت عمى ليتركها حائره و يمضى هل تكرهه  ام تحترمه و تقدره لما فعل معها من المؤكد انه يختلف عن والده و لكنها ايضا لا تستطيع ان تنسى انه ابنه . مضت عده أسابيع كنت  اجلس  فيها وحيده مع الذكريات  لاغلق  على الباب بالايام دون ان  أتحرك  او اخرج  من البيت كنت فى عزله  لولا وجود طنط زينب التى تحاول ان تخرجنىً من عزلتى واكتئابى  لم يحاول عمى الاتصال بى مره اخرى   و خصوصا بعد ما حدث الا مره واحده و لكن طنط زينب كانت له بالمرصاد فقد  حرصت  على حمايتى منه  لتستغل علاقات زوجها السابقه لتقوم بإبعاد عمى و شره عنى و الى الأبد .  هل جفت دموعى  او قلت آلامى  لا و لكنى  تعلمت الصبر وقت المحنه  و عدم الجزع  لتمضى بى الايام متشابهه حتى كان ذات يوم بعد أسابيع طويله   لتأتي   مكالمه غيرت مجرى حياتى كلها

نعم أحبه و لكن ......الجزء الاول. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن