الفصل الثاني والثلاثون

38.4K 1.1K 100
                                    


خرج عثمان من المطبخ مُقطب الجبين ولاول مرة يفكر بما تأكله!
نظر حوله بشرود وكل شئ كما هو لم تمد يدها علي شئ من الطعام !
ابتلع ريقه بإختناق لا يريد تصديق فكرة عدم تناولها لأي شئ
فكيف تتناول الادوية دون طعام!
اقترب من الغرفة ووجدها مُستلقية كما هي فوق جانبها منذ وضعها بنفسه بعدما استنشقت من الهواء قدر ما احتاجت
- تولين
ناداها ورمشت ناظرة للحائط امامها ورغم ان صوته أتي من خلفها حيث وقوفه عند الباب الا أنه تردد داخلها بقوة وكأنه يأتي من كل مكان في الغرفة
نفخ بضيق دالفاً للداخل وفتح الجرار ناظرة للادوية بصدمة ولم تتناول أياً منهم!!
اتسعت عينيه متذكراً حديث روسيل بأن أحدهم ادوية للالتهاب والتورم كنفس وظيفة الدهانات التي لم تستخدم ايضاً والاخر مضادات حيوية هامة !
ولكن كل شئ كما هو مثلما اشتراه يوسف عندما كانوا في المشفي
- تولين
هتف بها وتسارع تنفسها محاولة الاعتدال والنهوض وفشلت لتستخدم اسهل طريقة للتحرك وهي الاستلقاء فوق ظهرها
قضب جبينه بغضب يزداد كلما رأي وجهها ويكفي أنها مازالت بثوبها الممزق ولم تغتسل!
- انتِ مبتاخديش الادوية ليه ؟! .. كمان ليه متحممتيش لحد دلوجت!
رمشت تري اهتزاز صورته واغمضت عينيها تشعر بالنعاس وليته كان نعاساً !!
- انتِ مبتسمعيش.. ايه مش بتحدث معاكِ انا !
فتحت عينيها مجدداً بتوارب وما لا تعرفه انها في طريقها لفقدان الوعي وليس النوم
- انا اسفة
همست بوهن وصوتٍ خافت واقترب حتي جلس علي حافة الفراش الذي هبط بها اكثر من ذلك الهبوط الداخلي المسيطر عليها !
- بتتأسفي علي ايه؟!.. لهو انتِ مفكرة إن اللي عملتيه هيخلص بأسف!
لم تفتح عينيها في البداية وهبطت عيناه لحركة عنقها اثناء ابتلاع ريقها حتي نظرت له بصمت قبل أن تسيل العبرات علي جانبي وجهها
- انتِ كلتِ ايه من ساعة ما جينا الشجة؟!
رمشت من سؤاله وشردت لا تتذكر انها تناولت شئ .. حاولت مرة ولكنها فشلت من تورم اصابعها وذلك الألم الذي تشعر به من مجرد لمسها لاي شئ
- يعني ولا كلتي ولا نضفتي البيت وحتي الحمام مختهوش .. اومال الهانم بتعمل ايه عاد ؟!
- مش قادرة اعمل حاجة
همست ببكاء خافت وجز فوق ضروسه بضيق مجيباً
- ما طبيعي .. مدام مبتاكليش اكيد مش هتجدري وكمان هتوجعي من طولك زي ما وجعتي لما جمتي من السرير .. ايه عاوزة تقنعيني انك مش حاسه بالجوع !
نفت بشهقة خافتة من بكائها لتمسح عينيها بظهر كفها
- لا جعانة
اغمض عينيه بغضب وتابعت هي قبل أن يصرخ بها
- بس مش قادرة اكل ..
وهتف بحدة
- ليه مش جادرة.. اتشليتي !
نظرت له بصمت وأومات ببكاء بدأ يزداد تدريجيا
- اه
- هو ايه اللي اه.. هو عشان ايدك انكسرت خلاص تبجي اتشليتي .. انتِ هتستعبطي عليا ولا تكونيش فاكرة اني هوكلك بيدي !!
ضاقت عينيها ببكاء والتفتت مائلة فوق جانبها دون اجابة ليثور بغضب من تصرفها الذي رأه لامبالي
- بصلي انا بكلمك
ولم تلتفت حتي دفعها بقوة تحت صرختها المتألمة
- اتجي شري يا تولين .. انا وعهد ربنا ماسك نفسي بالعافية عشان مجتلكيش..
انتِ لسه متعرفنيش .. بس هتعرفيني جريب
ولو اللي بتعمليه ديه عشان تصعبي عليا فانتِ غلطانة جوي .. نهاية تصرفاتك ديه الموت وانا كتاب الله ما هيفرج معاي في حاجة
بالنسبالي هاملة وراحت جهنم اللي تنحرجي فيها ان شاء الله
شهقت ببكاء قوي من حديثه ودعوته الساخطة عليها
وتابع رافعاً جسدها بقوة حتي جلست بصراخ من ألام ضلوعها مع الحركات القوية
- دلوجتِ تفزي علي الحمام .. تتحممي وتخرجي تتسمي اي حاجة من التلاجة عشان انا هجرب منك النهاردة .. ومش عاوزك تموتي في يدي
اتسعت عينيها نافية بخوف، لن تستطيع التحمل
واومأ مؤكداً
- الله ينور عليكِ اظن انتِ فهمتي زين.. وبعدين اكيد عحسيتي بشدتي.
انا اجده اعتبريني مريض زي ما جلتها ال*** اللي جبلك .. ومتستنيش مني لا رأفة ولا رحمة لانك مرحمتنيش .. اتفجنا!
*********************

خيوط عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن