الرابع عشر "مذكرات ســـــــارة"

8.1K 315 11
                                    

الفصل الرابـــــع عشر
" مذكرات ســـــــارة "

حملها عبد الرحمن بين ذراعية ولم يحاول اخفاء أي مشاعر للذعر والاسي هذه المرة ، تبا للجميع ! فهو يرغب في حملها والهرب بها بعيدا عن كل هؤلاء الوحوش مددها برفق علي اريكه بالحديقة ، وحاولت كل من أمل وأية ايقاظها ، ربتت والدته علي أية " هاتي برفان من فوق عشان نفوقها " ركضت أية لتلبي رغبه حماتها وحاولوا ايقاظ سارة برش المياه علي وجهها ورش البرفان ولكن لا شيء يفلح حتي الان .
كان أحمد يطرق براسه في السيارة " ليه انا يا رب؟ ليه بيحصل معايا كده؟ ليه كل حاجه بتروح مني؟ " كان أحمد منهك للغاية من كثره الصراخ " دي حتي مش قادرة توجهني ، مش عارفه ترد عليا وتقولي لا مفيش حاجه من دي هتحصل ، مش هسيبك " واخذ يطرق برأسه ولكن هذه المرة بوهن " اكيد عاوزة ترجعله ايه اللي يخليها مع واحد عاجز زي يا عالم هيشوف تاني ولا لاء " .
لم يستطع حسام تحمل المزيد " افهم يا حيوان بقي بقالنا ساعة بنفهم فيك مش عاوز تسمع هي مبتتكلمش ، مبتتكلمش فقدت النطق هترد عليك ازاي يا بني ادم حلال فيك انها تسيبك اصلا " وتركه وذهب لرؤيه سارة .
بعد ان استوعب أحمد كلمات اخية انزلق ظهره ببطيء علي السيارة الي ان جلس علي الأرض وضم ساقيه وظل صامتا .
" انا عاوزة اموت .. بكرهه .. رجع عشان يدمرني تاني .. يا رب خودني انا عاوزة اموت " .
كانت هذه هي الكلمات التي ترددها سارة بهستيرية وبكاء واحيانا تستيقظ واحيانا اخري تتكلم وهي غائبه عن الوعي ، ولم يعرفوا ما العمل؟ .
أمر عبد الرحمن حسام بجلب الطبيب فورا وامسك بذراع أمل صائحا بها
"عنوانه إيه؟"  " عاوز العنوان ليه يا عبد الرحمن؟ " سالت والدته بفزع ،
" محدش يدخل " صاح عبد الرحمن ، نزع حسام ذراع أمل من يديه " اهدي يا عبد الرحمن " ، صاح مرة اخري ب أمل الخائفة ولكن أية هي من اخبرته بالعنوان من بين دموعها الغاضبة .
توجهه الي الخارج ووقف أحمد وتوسله ان يأخذه معه ، رجع عبد الرحمن الي اخيه يمسك به " انا انتهيت يا عبد الرحمن كل حاجه راحت " كانت نظرة الشر في عين عبد الرحمن لا تحتمل ، امسك برأس اخيه بقوة شديدة كاد ان يسحق راسه بين كفيه وضغط جبينه علي جبين اخيه بشدة رهيبة ، وقال من بين اسنانه بصوت ملئه الحنق " هجيب حقك اوعي تقلق يا أحمد متخفش طول ما انا معاك ، يا هرجعه مطرح ما جه يا هجيب اجله " وترك اخوة وذهب وركض كل من حسام ومحمد خلف عبد الرحمن ، يا له من يوم لا يريد ان ينتهي .
جاء الطبيب واخبرهم بانخفاض ضغطها وان اعصابها تحتاج الي الراحة التامة ، اخذت السيدة وفاء سارة وسط اعتراض السيدة نور بشدة ولكنها اخذت بناتها وعادت الي المنزل .                     
_قبل العنوان بشارع وجد عبد الرحمن علي يسير في الشارع ببطيء كان الجو هادئ نسبيا ويبدو ان علي قرر العودة سيرا علي الاقدام كي يفكر فيما يحدث معه ، ولم ينتبه الي صوت الفرامل القوي خلفه الذي دهسها عبد الرحمن بكل قوته وخرج مندفع من السيارة دون ان يهتم بغلق بابه حتي وخلفه كل من محمد وحسام .
امسكه عبد الرحمن من ظهره بعنف والصق وجهه بالحائط وهو يكبل يديه ونظر الي اخوته بحنق " اللي هيدخل فيكو هنيمه جنبه " لم يكن هذا عبد الرحمن مطلقا ، لقد كان الشيطان نفسه بعين عبد الرحمن ، تلك العين المحمرة من الغضب لم يسبق لهم ان رأوا شيء كهذا من قبل ابدا .
قاومه " علي " والتفت له بغضب هو الاخر ، ثبت عبد الرحمن رأس " علي " بالحائط وهو يحكم الخناق علي رقبته " عاوز منها ايه؟ راجع ليه الوقتي! " ولكمه لكمه قوية ، كان علي هو الاخر مشتعل غضبا من كل ما يحدث معه من احداث وقرر ان عبد الرحمن هو فرصته كي يشفي غليله من ذلك العالم القاسي ، ولكنه بالطبع اختار الشخص الخطأ ، فبصرف النظر عن عبد الرحمن الغاضب فان طوله وجسده القوي الذي اصقله قوة طيلة الشهور الماضية ليس بالهين .
لم يكن علي بالقصير هو الاخر ولكن جسده يفتقد الي تلك القوة التي لدي عبد الرحمن .
" سارة كانت مراتي وانا جيت عشان ارجعها لأني احق واحد بيها ولأني عارف ومتأكد انها بتحبني " كان غضب " علي " وعصابيته في قمه أوجهم .
ولكم عبد الرحمن هو الاخر لكمه إلا انها لم تؤثر فيه كثيرا ، امسك عبد الرحمن " علي" من مقدمه ملابسه " سارة اتجوزت يا حيوان ، ارجع مطرح ما جيت وإلا اقسم بالله مش هيطلع عليك شمس مرة تانيه " تخلص علي من قبضه عبد الرحمن وانهال الاثنين علي بعض باللكمات والضرب ، قال علي اخيرا وهو ينهج بشدة لكنه تحدث بثقة مريبة " انا متأكد انها هترجعلي وكتب الكتاب ده هيتلغي ، اللي يجبرها تجوز واحد .. عاجـــــز " وقال الكلمة بتحقير بالغ "واحد بعت اخوة بدل ما يجي يوجهني .. واحد جبان ، وهي بتحبني اصلا " .
وهنا هجم كل من محمد وحسام عليه وانهال الثلاثة عليه بالضرب المبرح وتركوه ملقي علي الأرض ولكن عبد الرحمن عاد مرة اخري ورفع رأس " علي " المضجر بالدماء " قدامك يومين علي ما تلم نفسك لو التالت جه وانت لسه في مصر هحرقك انت وعيلتك كلها فاهم ولا افهمك بطرقتي؟! " ، لاحظ عبد الرحمن دفتر وردي صغير سقط من " علي " اثناء الضرب ، التقته ومن اول كلمه عرف صاحبه الخط وضعه بحزامه من الخلف وكأنه يخفي سلاح ما وركل " علي " ركله اخيرة وعندها صاح حسام الذي جلس خلف مقود السيارة   
" كفاية يا عبد الرحمن بقي! ".
ركب عبد الرحمن بالخلف وهو ممسك برأسه، هل هذا ممكن ؟ هل لازالت سارة تحب زوجها الاول هل هذا صحيح ؟ كم يلعن هذا الحقير و كم يلعنه من كل قلبه فلولاه لما صار أي مما يحدث الان ، لقد كان غل عبد الرحمن من " علي " غير طبيعي ، فهو اخذها منه في المرة الاولي وعذبه ، وعندما تركها كان سبب في عذاب عبد الرحمن ايضا فلو لم يتركها لما احبها أحمد ولما اصبحت امام ناظريه طوال الوقت .
صاح عبد الرحمن بحنق بالغ " الله يلعنه! " "حرام بقي يا عبد الرحمن " حاول حسام تهدئه اخيه ، نظر حسام ومحمد كل منهم الي الاخر فهم يعلمون كم يحب عبد الرحمن أحمد ويخشي عليه .
تحسس الدفتر بيده دون ان ينتبه اخوته وتأكد من انه موجود حسنا ان ما في هذا الدفتر سوف يفسر كل شيء ، ثم سال بما يشبه الهمس " هو عرف منين انو كتب كتاب ؟ " ، قال محمد وهو يحاول ان يجد طريقه " جايز سارة قالت له " هز حسام راسه نافيا " لا ما اعتقدش " .
ولم يجد أي منهم اجابه لهذا السؤال الذي طرحه عبد الرحمن .
***
كان أحمد منهك القوي القي بجسده علي سريرة وتكور علي نفسه وهو يشعر بانه يخسر كل شيء ، لما لا يستطيع ان يشعر بالأمان ؟ بعد كل ما مر عليه الي الان ، لقد تحطم من الداخل .
ان سارة ليست مجرد فتاة يحبها ويريد الزواج بها ، انها تمثل له اكثر من ذلك بكثير انها بكل بساطه المستقبل ، أجل المستقبل ولا شيء أخر فهو لا يعلم اذا كان سوف يري مره اخري ام لا .
ولا يعلم الي متي سوف يظل اخوته معه ، كل منهم سوف يتزوج ويصبح له عائلة "وانا ما الذي سوف يحل بي بعد رحيل ابي وامي اطال الله عمرهم ، وعبد الرحمن سوف يتزوج هو الاخر يوما ما و وانا سوف اظل وحدي انا وظلامي ، لن اجد من اتحدث معه ، لن اجد من يهتم بي ، انا اكره الوحدة واكره الظلام" ، كل ذلك كان يدور برأس أحمد المسكين .
_ "انا في هذا الظلام منذ اكثر من ثلاثة سنوات ، بعد الحادث لم يقف الي جواري سوي القليل وعندما تمكنت من المشي مره اخري والعودة الي حياتي الطبيعية بعد ان كنت بالمنزل ل ستة اشهر لا افارق الفراش وتخلي عني من تخلي وتركتني خطيبتي ولم يعد هناك من اصدقائي سوي اثنين وللأسف احدهم هاجر الي كندا والاخر سافر للعمل في استراليا ، ولم يتبقى لي أي شيء ظللت اقاوم ولكن لا شيء ، لا مستقبل لي وحسرة امي وابي علي كانت تجعل قلبي ينزف حزنا ، فانا ليس بيدي أي شيء ، ظلام قلبي ، ظلام عقلي ، وظلام روحي ، كل حياتي اصبحت ظلام .
واصبحت لا اثق بأحد لم اخرج من غرفتي إلا نادرا ، وقبل ان القها بسته أشهر اخيرا اعطاني الطبيب امل بانه يمكن ان اجري عملية جراحية بعد سنه او اثنين ، لم اشعر بالأمل والحياة مثلما ظننت فانا لازالت علي حالي افكر بمن استطيع تذكر وجوههم فقط .
كنت بحاجه الي الشعور بالأمان رغم محاولات عبد الرحمن العديدة الا انني كنت اشعر بأمان لحظي فقط ، يزول بمجرد زوال عبد الرحمن وذهابه الي العمل او سفرة او خروجه حتي ، وكلما فكرت بالمستقبل وجدته مظلم كحياتي البائسة .
اما عن سارة" ، تنهد وهو يتذكر اول مرة التقي بها وكيف امسك خصرها لقد شعر بشيء واراد الاحتفاظ به ، ولما اثر فيه صوت بكاؤها هكذا ؟ لقد داعب كل ذرة بجسده هو نفسه لا يعلم لماذا ؟ لا يعلم أي شيء عدي انه ينسي الظلام كلما تكلمت هي ، " قد يكون هذا صعب التصديق ولكن اقسم ان هذه هي الحقيقة ان صوتها يخرجني من الظلام ".
حتي الاحلام بعد ان اصبح كفيف لم يحلم ولو لمرة واحدة وهو نائم ، وكم تمني لو يحلم كي يزيل جزء من هذا الظلام الذي يغلف عالمة ، تمني ان يري أي لون غير الاسود أي وجه أي صوت داخله لكن لا شيء ابدا ، ليس هناك من احلام وكأن الظروف تتعمد عقابه .
لكن بعد ان تعرف عليها ، اصبح يحلم وقد ادهشه الامر كثيرا ، لكنه اصبح يحلم هذه هي الحقيقة ورأي وجه أخوته وامه وابيه وكان يستيقظ فرح لأنه رآهم لأنه اشتاق الي رؤياهم ، وكان احيانا يحلم بها ولكنه لم يستطع رؤيه وجهها مرة واحده حتي ، كم تمني رؤيته كم شعر بالأمان عندما وافقت ان تصبح زوجته ، لن يكون وحيدا في العالم بعد الان " فصوتها اخرجه الي النور " وهي من سيهتم به بعد ذهاب الجميع .
وعندما كاد يفقدها مرة من قبل ، كاد يجن كان كالنمر المحبوس في قفص حديدي يأن ويزأر لان الاحلام غادرته واللون هاجره، والظلام اشتد سواد وحلكه .
لم يكن احد ليشعر به ابدا الجميع يصيح به كي يهدا ، ولكن لا احد يشعر به هو "كيف يكون شعورك اذا وضعك احدهم في صندوق اسود واغلقه واذا بك ترضي وتتعلم الا تخاف الظلام  وفجاءة تشعر بجدران هذا الصندوق تضيق وتطبق و تطبق علي صدرك من كل صوب ونحو ، ما الذي عساك ان تفعله ؟ و ما الذي عسي أي احد ان يفعله سوي الصراخ والصياح والتكسير! ، اجل تكسير القيود تكسير أي شيء عله يوقف أطبقاك هذه الجدران علي ، لكن لا احد يشعر بي ابدا .
وها انا وحدي في الظلام مره اخري ولكنه ظلام بطعم المرارة وليس ظلام عادي ، ظلام بخلاصه الخوف ، خوف رهيب من كل شيء .
كيف لأي احد ان يشعر بي فانا رجل لا استطيع الصراخ ، لا استطع البكاء ، ما الذي سوف يحدث اذا فعلت اذا صرخت واذا بكيت اذا حكيت ما بداخلي .
لا استطيع ان افعل ذلك امام أي احد ، فانا لا اريد ان ادمر من حولي اكثر من ذلك" .
***
قادته السيدة وفاء الي غرفه سارة بحذر وهو يعلم انها مغتاظه منه لما فعله بابنتها وهو لا يلومها ، لأنه هو نفسه يمقت نفسه لما فعله بها .
اجلسته السيدة وفاء الي كرسي بجانب سرير سارة الصامتة .
" معلش يا طنط ممكن تسبيني مع سارة شويا عاوزها في موضوع خاص " " عاوزة حاجه يا سارة؟ "، لم يصدر عنها أي شيء ، " طنط ممكن تقفلي الباب عشر دقايق بس من فضلك "  " أحمد سارة تعبانة و... " كانت لهجتها محذره ،
" صدقيني يا طنط انا اسف علي اللي حصل امبارح ، انا عاوز اكلمها بس شويا واوعدك مش هضايقها " خرجت وهي مكرهه واغلقت الباب علي مضض .
تحسس طريقه كي يجد يدها ، لكنها سحبتها سريعا منه ، ازدرد لعابه وازداد توتره انها غاضبه منه للغاية وهو يعلم جيدا انها قد تنهي هذه الزيجة الان ورغم علمه بذلك اراد ان يودعا ، ان يضمها الي صدره مرة اخيرة ان يملئ رئتيه بعبير ها .
جلس الي جوارها وحاول الامساك بيدها مرة اخري وشدد قبضته هذه المرة كي لا تستطيع سحبها بعيدا عنه .
كان متأكد انها تبكي بصمت كعادتها فمسح دموعها برقه شديدة وضمها الي صدره وظل هكذا لمده لا يريد أي شيء أخر ، ولكنها اجهشت في البكاء ولم تتحدث بكلمه واحده ، ندم كثيرا لان حالتها النفسية السيئة هذه بسببه حاول ان يهدئها ويربت علي ظهرها كي تهدأ الا ان صوت بكاؤها علي للغاية وشهقاتها تلاحقت
" انا حيوان ، انا اسف  اعملي أي حاجه يا سارة بس كلميني ارجوكي ردي عليا ، انا اتجننت امبارح والغيرة عمتني ارجوكي سامحيني يا سارة " كان صوته يقطر ندما .
سمع طرقه عنيفة علي الباب ودخلت أية التي لم تستمع الي كلام محمد وجن جنونها عندما علمت بأن سارة مع أحمد وحدهما .
ركضت نحو اختها وصاحت ب أحمد " انت عملتلها ايه ؟ مش كفاية بسببك بقت مبتتكلمش ، عاوز منها ايه تاني ؟ " تلعثم أحمد " والله انا ما عملت ليها حاجه يا أية .. انا والله بعتذر منها " ، بغضب صارخ " ايوة ما هو واضح اهه " ازدادت حده سارة في البكاء ، واشفق محمد علي اخيه وهو يوضح موقفه ل أية ، امسكها كي يخرجها " أنتِ مالك ؟ هما قادرين يحلو مشاكلهم لوحدهم " اغتاظت أية أكثر
" طبعا مهو اخوك لازم تدافع عنه " ، امتقع وجه أحمد من الواضح ان لا احد يريده في المنزل بعد الان ، ولكنه لا يستطيع ترك سارة في هذه الحالة امسك بكفها واخذ يربت عليه كي يهدئها .
دخلت أمل وحسام ايضا علي صياح أية " عيب يا أية سارة اختنا بردو وأنتِ عارفه كده كويس " لامها حسام ، " طبعا طبعا شايف حالتها بقت عامله ازاي ؟! " .
نظر حسام نحو سارة واخفض صوته " حرام عليكي يا اية مينفعش اللي بتعمليه ده قدمها " " أيـــــــــة " جاءها الصوت الغاضب من خارج الغرفة ، قال السيد شاكر بحزم " محمد خد اية واطلع برا " ، لم تنتظر محمد ومضت غاضبه في طريقها
" يالا يا حسام انت وأحمد كمان من فضلكو " ، كان أحمد مطرق الراس يشعر بخجل شديد من السيد شاكر وتركها علي مضض ومشي بوهن " استني في الانتريه انت يا أحمد عاوزك شويا " لم يعد الامر فيه أي شك لقد انتهي امرة مع سارة الي الابد .
ثم قال لأمل " ساعدي سارة تغير هدومها وطلعيها تعد برا " .
توجه نحو أحمد الغارق بأحزانه " اقدر اعرف اللي حصل امبارح ده كان ليه؟! " .
لم يكن لدي أحمد أي شيء يخسره فاخبر السيد شاكر بكل شيء يختلج قلبه حتي عن اموره الخاصة وعن وحدته وكيف اخرجته سارة من ظلمته وكل شيء وكيف احس بالضياع عندما علم برجوع زوجها السابق وشعر بالعجز لأنه لا يستطيع تلقينه درس ما ، وانه كان يظن انها صامته عندما سألها ، لأنها سوف تعود له ولم يعلم بانها لا تستطيع الكلام .
واردف بآسي " انا عارف ان حضرتك بتحب سارة ، واكيد عاوز جوزها يبقي احسن واحد في الدنيا وهفهم لو .... " .
ربت السيد شاكر علي ركبه أحمد " بس ، بس ، انت دماغك راحت بعيد اوي ، اولا يا أحمد " علي " ضر سارة فوق ما حد يتخيل ومعتقدش لو هو عمل إيه هي ممكن ترجع له تاني ، وثانيا بقي انا شوفت فرحتها وهي بتتجوز اول مرة وشوفت قد إيه هي كانت طايره من السعادة يوم كتب كتابكوا ومفيش أي وجه مقارنه بين الاثنين ، سارة بتحبك بجد مش مجرد اعجاب ورغبه في الزواج ، بس انت لازم تسمع اللي هقولك عليه انا عارف هي ساكته ليه هي لما بتزعل بتكتم زعلها جوها وتحبس نفسها وده طبع ، احنا بقي لازم مندلهاش الفرصة دي عشان تفوق بسرعة ونخلص منكو بقي " تهللت اسارير أحمد " يعني حضرتك لسه موافق عليا ! " " هههه طبعا يا أحمد " حضن أحمد عمه وقبله بغبطه وقال بفرح " وانا هعمل كل اللي تقولي عليه بالحرف الواحد " " كملوا عادي خالص وهي وحده وحده هتفوق وتبقي كويسه ان شاء الله " .
خرجت سارة مع أمل وهي مطرقه الراس وجلست ولم تتحرك حركه واحده او تتكلم كلمه واحده ، بينما العائلة كلها تكلمت بشأن الزفاف وكأن شيء لم يكن .
وفي اليوم التالي مر عليها أحمد صباحا واخذها الي الشقة كي يريها مفاجأته ، رحب بها السيد شهاب والسيدة نور ولكنهم حزنوا علي حالها كثيرا ، وكان عبد الرحمن اكثر المشفقين عليها فهو الوحيد بينهم الذي يعلم ما عايشته تلك المسكينة .
حاول الجميع جذبها في الحديث او لفت انتباهها بأي غرض ولكن لم يفلح احد ابدا .
اخذها أحمد واجلسها في الشرفة علي الأرجوحة التي تحبها " قولي لي رأيك بقي في المفاجأة دي انا عارف انك بتحبيها جبتلك واحد زيها بالظبط وركبتها هنا ، اممم بس دي اصغر عشان مبقاش كداب ها عجبتك ؟ " كانت سارة تسمعه جيدا ولكنها لا تشعر بأي رغبه في الكلام ، تعلم انها لو تحدثت سوف يخرج الكلام منها ، لكن المشكلة انها تشعر بفراغ من الداخل وليس لديها القدرة علي اخراج صوتها ، لا يوجد ما يدعي اخراج صوتها من فمها .
ضمها أحمد ولف ذراعيه حولها كم يشعر بأنه مذنب في حقها ، لما تبكي كلما ضمها الي حضنه؟ هل هي مشتاقه له؟ هل هي غاضبه منه؟ هي نفسها لا تعلم هي فقط تشعر برغبه في البكاء الشديد عندما يضمها .
حاول ان يهدئها ونجح محمد في كبح جماح أية وجعلها تبتعد عنهم محذرا اياها ، تكلم عبد الرحمن كي يحل النزاع " امل خدي أية واطلعي فوق وانا هخلي فاطمه تيجي عشان تساعدكوا لسه في شغل كتير ، لازم يخلص " هزت أمل راسها وتحركت أية وهي مكرهه .
ظلت هكذا حوالي النصف ساعة تبكي وتبكي ولكنها احست بتنفس أحمد اصبح غريب ، نظرت له لتجده يبكي هو الاخر وتتساقط دموعه علي خده بهدوء ، لم تستطع تحمل رؤيته يبكي هكذا ومسحت دموعه بهدوء ، امسك يدها وقبلها
" سارة! " ، فرح أحمد للغاية فهذا اول رد فعل يصدر منها ضمها اكثر وقبل راسها ظل معها لساعات طوال هذا اليوم يحدثها عن أي شيء ويخبرها كم يحبها وكم هو مشتاق اليها كي تكون معه تحت سقف واحد .
كفت عن البكاء وشعرت بالراحة والهدوء مره اخري وقبل الفرح بعده أيام وبفضل الاهتمام والرعاية الفائقة التي احاطها بها أحمد اصبحت افضل حالا واول اسم نطقته كان             
" أحمد " ... .
***
صعد عبد الرحمن الي غرفته واغلق الباب خلفه بالمفتاح ووضع الدفتر علي السرير واخذ يلف ويدور حوله ويفرك براسه ويعبث بشعره ، هو يعلم إنه ليس من المفروض ان يفعل هذا ، إنه اشد الخصوصيات التي يمكن ان يقرأها المرء .. إنه خطا فادح ولكنه لم يستطع ان يمسك نفسه عن هذا الخطاء!.
ليتمركز الشيطان " لازم تعرف هي لسه بتحبه ولا لاء ولا هتسيب اخوك المسكين يتجوز واحده مش بتحبه؟ " طرق الباب ووالدته تساله عن حاله " انا كويس يا ماما " ، ثم صاح بغضب لنفسه " مستحيل اعرف اقراها هنا " ، خبأها اسفل سترته مره اخري ونزل سريعا وقاد لساعتين ثم حجز غرفه بفندق واكد علي عدم ازعاجه وطلب كوب كبير من القهوة .
وضع الدفتر علي السرير وخلع سترته واخذ يدور في الغرفة ثم فك قميصه وخلعه ورماه ارضا كان يشعر وكأنه سوف يقترب من قنبلة ما ، ولكن تلك القنبلة لم تفجر شيء سوي مشاعره هو .

الصفحة الاولي لم يكن بها شيء سوي اسمها
" سارة شاكر عبد الحليم "
الصفحة الثانية :
" اممم اول مره اعمل كده ، بس ده اكيد احسن من لما اتكلم مع نفسي ،
اعدت اكلم العروسة اول امبارح وعلي دخل عليا وبصلي  بصه غريبه فاشتريتك عشان اكلمك ، ايوة متستغرابيش أنتِ الوقتي صحبتي وهحكي لك كل حاجه عني بس يا رب متزهقيش مني .
الجواز مش زي ما انا كنت فاكره خالص ، وعلي واحد تاني غير اللي كنت رسماه في خيالي .......
واسترسلت بالحديث كان خطها ناعم ومنمق شعرت بانها كانت هادئة وناعمه في تلك الفترة والصفحات هي الأخرى كانت انيقة ، واسترسلت في القراءة وانا اتعرف عليها اكثر واكثر ولكن بعد شهرين تغير خطها كثيرا واصبح همجي ويبدوا انها كانت عصبيه للغاية في تلك الفترة ، وهناك كلمات لم استطع قراتها كانت ملطخه بدموعها ، الصفحة والكلام كانوا كارثه حقيقية .
" ليه هو مش شايفني مع اني بحاول بكل الطرق ، انا عارفه اني وعدتك اني مش هزهق في يوم من الايام ، بس انا بجد تعبت الوحدة هنا صعبه اوي وانا من 7 الصبح ل 11 بالليل لوحدي ، مع ان دوام علي بيخلص الساعة 5 ، يعني في ست ساعات عنده يقدر يديني منهم ساعة واحد غير ساعة الغدا .
انا بدأت اشك معقول هو بيكون مع اصحابه طول الوقت ده ، معقول في حد في حياته ؟! .
رتبت الشقة زي ما اتفقت معاكي ولبست احسن قميص نوم عندي وعملت شعري وحطيت برفان بوصي من الاخر كنت مظبطه نفسي علي الاخر ، انا عارفه اني مش جميله ولا حاجه بس المثل بيقول " لبس البوصه تبقي عروسه " ، حضرت عشا جميل وولعت شمع كتير وطفيت النور واستنيته
دخل بص عادي ولا كأن في حاجه قمت عشان اساعده وهو بيقلع الجاكيت بتاع البدلة وقولت له " مساء الخير يا علي يالا عشان نتعشي " " انا اكلت برا يا سارة كلي أنتِ تصبحي علي خير مش عاوزة حاجه ؟ " ، اتصدمت بس معيطتش مسكت نفسي قولت عادي جايز مرهق او زعلان من حاجه دخلت وراه الاوضه
" علي هو انت زعلان مني في حاجه " " يوووووووة " كان صوته عالي اوي وفزعني " كل يوم علي انت فيك حاجه ، علي انت كويس ، ارحميني بقي شويا قولت لك انا كويس ميت مره!! " مقدرتش امسك دموعي المرة دي وخرجت من الاوضه اعيط بره ، استنيت شويا وقولت اكيد هيجي يصالحني انا معملتش حاجه ليه ، بس شويا وملقتوش جه قلقت عليه روحت له ويا ريتني ما روحت لقيته في سابع نومه وواخد السرير كله كأنه عمل حسابه اني هنام برا خلاص زي ما يكون ما صدق !! .... .
حسيت بقهره فظيعة بقالي خمس ساعات بجهز نفسي وبجهز الاكل والبيت وهو مبصش علي أي حاجه من اللي عملتها عشانه .
انا عارفه اني قولت لك اني مش بلومه بس دلوقتي خلاص معتش عارفه حاجه
ربنا يسمحه .
صفحه اخري ....
انهارده في المول هشام قابلني مع الشلة المصرية اللي بنتجمع معاها، كنت سرحانه
لقيته نط فجاه قدامي " اللي واكل عقلك " " هااه " " لااااا ده أنتِ شكلك كنتي في مصر كده " " ههههه لا ، بس عاوزة اعمل مفاجأة ل علي وعاوزة حد يساعدني " " تدفعي كام ؟ " " هو انت مبتعملش حاجه ببلاش لحد ! "
" انجزي الفيزيتا بتاعتي " ، " امم الاول اشوف هتعرف تساعدني ولا لاء "
" عاوزة تجيبي إيه يا سيتي ؟ نضاره ! " " لا جبت قبل كده " " برفان؟ " " جبت "
" ساعة  " " بردو جبت ، بص كل الحاجات العادية دي خلاص جبتها ، انا عاوزة اجبله حاجه مختلفة يتفاجأ بيها ، انا عاوزة سبيكة دهب "
" يخرب عقلك وجبتي الفلوس منين !! " " الصبر ياااارب ، مش الكبيرة طبعا في زي ما انت عاوز ، وانا معايا فلوس تكفي تلاته صغيرين ، بس معرفش اجبهم منين ولو جبتهم من هنا اكيد علي هيشوفهم والمفاجئة هتبوظ ، ولو قلت لوحده من اللي اعدين دول ، الطرابيزة كلها هتعرف ما انت عارف ! "
" الفزيتا " " خلاص هعزمك علي مكرونه بشاميل ولو لفتهم لفه حلوة هديك صنيه في ايدك وانت ماشي " " قشطه اوي انا موافق عاوزاهم امتي " " انا معايا الفلوس الوقتي وانت اول ما تجبهم تعالي زي ما بتزورنا عادي وحطهم تحت أي حاجه وانا هبقي اشيلها " " أنتِ كنتي بتشتغلي في عصابه قبل كده ؟!! " .
ولما اديته الهدية بعد ما عملت له مفاجأة وتورته وطلع عيني في تجميع الفلوس وتلات صواني بشاميل للطفس هشام ! ،
كل اللي عمله انو ابتسم كأني جبتله مصاصة  " شكرا يا سارة مكنش في داعي تتعبي نفسك " واكل حته التورته و قالي " معلش بقي اصلي مواعد الشباب اشوفك بالليل " .
هموووت والله من القهر قوليلي اعمل ايه ؟ انا عملت كل ده عشان يتفاجأ، ينبهر ، أي حاجه مفيش رده فعل ! ده مصنوع من ايه؟!! ، انا بقالي معاكي اربع شهور ومن قبل ما اتكلم معاكي ب تلات شهور وقبل كده في الخطوبة وفي شهر عسلنا
مفيش أي امل اعمل ايه ؟؟  قولي لي و متقوليش غيري من نفسك عشان مقطعكيش ميت حته فااااهمه
كان خطها بمنتهي العصبية بالكاد استطعت ان افهم الكلمات .
انا عملت كل حاجه بتتعمل ، لونت عيني ، ولونت شعري ، وطولت نفسي ، ورجعت قصرتها تاني ، وغيرت لبسي ، وادلعت ، وخصمته ، وسبته في حاله ، وزنيت عليه ، عملت كل حاجه بتتعمل مفيش موقع اسمه ازاي تخلي جوزك يحبك الا ودخلت عليه .
لما هو شايفني وحشه اوي كده اتجوزني له ؟ هموت واعرف هو اتجوزني ليه ؟
ده ساعات بيعد بالأسبوع ميتكلمش معايا ولا كلمه ، ده بيرد صباح الخير ومساء الخير عليا بالعافية ، ليه مش راضي يكلمني ليه ؟ انا عملت ايه بس ...... .
لم استطع قراءة ولا كلمه اخري لأن الصفحات كانت غارقه بالدموع ،
ادار عده ورقات .
انهارده عيد بكل معني للكلمة علي اداني بوسه كبيره في خدي ، كنا عند الدكتور وقالي اني حامل فرحت اوي وعلي كمان فرح وباسني مكنتش مصدقه نفسي وقالي " معتيش تتعبي نفسك في البيت " معقول يكون خايف عليا ؟!  جايز هو من النوع اللي بيحب لجوا! ، انا متأكدة ان ربنا هيوقف معايا وهيحبني ان شاء الله عشان البيبي حتي لو عشان البيبي انا راضيه ، المهم يحبني .... .
وبعد مرور شهر :
رااااح ،، وخد كل حاجه حلوة معاه من كام يوم نزلت البيبي ، غصب عني والله انا اغمي عليا ومحستش بنفسي غير وعلي بيصرخ فيا " أنتِ ايه اللي خلاكي تطلعي علي الكرسي ؟ " مفهمتش ايه اللي حصل وبعدين لقيت هدومي كلها دم ، بس والله انا مطلعتش علي الكرسي انا كنت ماسكه فيه قبل ما يغمي عليا ، ليه هو بيزعقلي كده انا مش فاهمه ! .
محستش بالدنيا غير في المستشفى وهما بيفوقوني ، وقالو لي ربنا يعوض عليكي البيبي نزل خلاص ، اعدت اعيط مش مصدقه انو راح دي حياتي كلها كانت هتنور بيه ، اخيرا كنت هلاقي حد يحبني
بس مشي وسبني لوحدي ، كنت لوحدي خالص طلبت اشوف علي كان نفسي اترمي في حضنه عشان يقولي ربنا هيعوض علينا متقلقيش ، كنت هموت من الخوف ده انا في الغربة مفيش ام ولا اخت جنبي مليش حد غيره هنا .
مجاش غير بعد ساعة ومكنش راضي يبوص في وشي اعدت اعيط وانده عليه ، رمي عليا نظرة وكأني حاجه مقرفه " أنتِ السبب أنتِ اللي موتيه " اعدت اعيط واهز في راسي واحلف له اني مطلعتش علي الكرسي قال لي " أنتِ كدابه " ومشي وسبني لوحدي في المستشفى ، في الغربة ، في الدنيا كلها لوحدي .
تاني يوم جالي حامد ومراته دينا وهشام المستشفى ، اترميت في حضن دينا واعدت اعيط ما صدقت لقيت حد يقولي معلش ، مش معقول هكون السبب في اني انزل ابني بايدي ، طب ازاي ؟ وانا مستنيه انو يجي بفارغ الصبر .
سالت هشام عليه " معلش يا سارة هو اعصابه تعبانه شويا "
واليوم اللي بعده جم التلاته خدوني وروحوني وهو مجاش لسه .
الساعة 12 جه دخل الاوضه ومبصش عليا ، خد هدومه ونام علي الكنبة بره ، خرجت واعدت احلف ليه اني مش السبب واني معملتش حاجه
مصدقنيش خااالص .... .
_  بقالنا شهر الوقتي من بعد ما خرجت من المستشفى وهو لسه بينام علي الكنبة عملت كل حاجه تخطر في بال حد وهو بردو لسه مبيكلمنيش .
لبست كويس وحطيت ميك اب خفيف واستنيته . جه الساعة 12 " علي ارجوك كفاية كده ده قدر ربنا اسمعني عشان خاطري "
بصلي بقرف " ما هو واضح جدا انك زعلانه ومتأثره " ، " انا جايه علي نفسي علشانك عشان اخفف عنك مش عاوزة ا شيلك همي ، ليه مش قادر تحس بيا ؟  لما انت بتكرهني كده اتجوزتني ليه ؟ " .
وشه اتغير وصرخ فيا " الأسطوانة المشروخة دي مش هتخلص بقي ؟ أنتِ ايه يا شيخه مبتزهقيش ! " ودخل ورزع باب الحمام وراه .
حلفت اني مش مكلماه تاني هو لو عاوز كان كلمني ....وبس ..
ليه هو مبيحسش بيا مع اني بحبه ومستعده اعمل أي حاجه عشانه وعمري ما كسرت كلمه له ...
انا حامل تاني بقولك وانا خايفه ومرعوبة ، كان نفسي علي يفرح زي المرة اللي فاتت ، لكن لقيته بيزعق فيا ونبه ميت تنبيه لو البيبي جراله حاجه مش هسمحك كأن انا مش عاوزة اكون ام  ! هو ازاي شايفني كده ؟! .
مبخرجش بقالي شهر وهو مفيش مره يحس بيا ويعد معايا لو يوم واحد في الاسبوع ، مش يوم كل اللي بتمناه ساعة .
بقي بيرجع الساعة عشره وساعات تسعه بس نفس الوضع بينام اول ما يجي .
" معلش يا علي انا زهقانه اوي " " عاوزة تخرجي ولا ايه ؟؟ " كان بيزعق فيا جامد  " لا والله مش قصدي ، قصدي خليك قاعد معايا انهارده ربنا يخليك يا علي " " انا وعدت اصحابي " اعدت اعيط جامد الهرمونات مأثره عليا بشكل كبير ومعدتش بقدر امسك نفسي خالص قدامه .
" خلاص خلاص يا سارة ساعة واحده وهاجي ، اجيب ليكي ايه وانا جاي ؟ " " احلف الاول انك هتيجي بعد ساعة " " هاجي يا سيتي والله عاوزة ايه "
" جبنه رومي " " مش كفايه حوادق بقي ! ده غلط علي البيبي " " أي حاجه تانيه بتموع نفسي " ، نفخ جامد " اما اشو ف اخرتها معاكي " .
يا تري هيجي فعلا بعد ساعة اعدت افكر ، وافكر في ليه هو بعيد عني كده ده حتي واحنا نايمين بتحايل عليه عشان يخدني في حضنه وبعد خمس دقايق ينفخ " سارة انا مش عارف انام كده انا ورايا شغل بكرة " انا عارفه انو مش عاوزني في حضنه عارفه ومتأكدة ومتقوليش اني معنديش كرامه ، انا عندي والله بس محتاجه احس بالامان والحب حتي لو الامان ده هيجي بالعافية.
ايوة انا بحضنه جامد واتخيل ان هو اللي بيحضني مش انا اللي بحضنه برتاح ساعتها شويا وهو طبعا مش بيطول عن خمس دقايق ويقولي أي حجه ويسبني ويمشي وبعدها بس بحس بكرامتي اللي أنتِ بتقولي عليها .
بجري علي الحمام واعد اعيط اعيط عشان بتصعب عليا نفسي اوي ، بس اطمني انا مبعملش كده غير كل اسبوعين تلاته مش كتير ، لما ببقي محتاجه احس بحضنه اوي .... ..
علي جه تخيلي ، جه والله بعد ساعتين ونص جه  وجاب الجبنة الرومي " اديني جيت اهه يا سيتي " مردتش اقوله انو أتأخر ساعة ونص عشان ميزعلش مش مشكله انا راضيه باي حاجه .
" انا هتفرج علي التلفزيون اجبلك حاجه ؟ " مديت شفايفي زي الاطفال وقولتله " كمل جميلك بقي وتعالي اعد جنبي ، ما انت لو اعدت بره هتسبني اعده لوحدي ، او اجي اعد  معاك انا زهقت من السرير " " لاااا " قالها بسرعة " الدكتور منبه متتحركيش اول تلات شهور " " حاضر تعالي بقي " وخبطت جنبي علي السرير وجه علي ورحت في حضنه علي طول ، كنت مبسوطة اوي ومش مصدقه انو جه اصلا من بره بدري .
وهو كمان حط ايده علي ضهري واعد يطبطب عليا يااااااه كان هاين عليا اعيط ، كان نفسي من زمان اوي يعمل كده ، مقدرتش يخرب بيت الهرمونات عيطت غصب عني " في ايه تاني يا سارة؟ " مسحتها بسرعة وهزيت راسي " مفيش والله ده انا مبسوطه اوي انك معايا " وبوست ايده " وبتعيطي ليه بقي ؟ " " دي الهرمونات مش انا والله " ضحك علي وضحكت الدنيا كلها ليا وباسني في شعري وبصيت ليه وانا مش مصدقه ، بصيت كويس كان يدوب بيضحك كان بيعمل كده عشان يفرحني بس ، شفقه يعني مش حاجه تانيه .
عيطت تاني غصب عني مش بأيدي ، بس انا راضيه حتي لو شفقه اعدت في حضنه عشر دقايق عداهم علي المنبه اللي علي التسريحة قدامي ، كنت مبسوطة اوي ، رغم ان ريحته كانت مقرفه ، مش عشان هو وحش لاء عشان الهرمونات .
" هقوم انا بقي يا سارة " كلمت نفسي هو ليه مضايق انا نفسي يعد معايا بس ! .
" استني يا علي عارف قرأت في كتاب ان البيبي بيحس بالأب وبصوته من اول ما يتكون حط ايدك علي بطني كده وكلمه " " بجد يا سارة ولا بتشتغليني ؟ " " والله بجد هبعتلك الكتاب تقرأه بنفسك " " ماشي يا سيتي " .
حط ايده علي بطني كانت دافيه وحلوة بشكل احساس تحفه كنت طايره من السعادة ، بس هادم اللذات وصل ، الريحة بتعته قلبت بطني بشكل مش طبيعي وقومت جبت اللي في بطني كله وهو طبعا قرف جدا ومشي وسابني .
وطبعا كالعادة اعدت اعيط ، اعيط جامد اوي بس دي انا مش الهرمونات انا متأكدة من كده كويس اوي ، عيطت لأسباب كتير :
اولها: حظي الفقري معاه كان خلاص هيعد معايا وضحك.
والتاني : لأني بشحت الحب والحنان منه مع ان المفروض هو اللي يبقي عاوز كده
والتالت: صعبت عليا نفسي اوي وكل مره اعمل فيها كده احلف اني عمري ما هطلب اي حاجه من دي تاني ، لكن اسبوعين تلاته وبنسي وبضعف ،
انا كل املي اني احس بالحب بس واضح ان مش مكتوب ليا كده ... .

حنق عبد الرحمن كثيرا ذلك الكائن الوردي الصغير يريد ان يهتم به احد وذلك " البقف " تركها تعاني في صمت ، لو كنت اعلم لغرزت خنجر في قلبه المتحجر ،
لقد كان لديه انسانه لا تريد سوي حبه وحنانه وهو عاملها بكل تلك القسوة والبرودة .
حمد الله انه بعيد عنهم وعنها هي بالذات ، اراد بشدة ان يضمها اليه ان يعطيها ما تفتقده بشدة ، اراد ان يكون حلمها .
اكمل قراه ليعرف ما حدث لهذا الجنين .... .
صحيت علي صريخ " علي " وهو بيهزني " سارة سارة اصحي يا سارة فوقي "
فتحت عيني بالعافية لقيت ايده غرقانه دم اترعبت " علي ايدك ايدك يا علي " وحاولت اقوم بس مقدرتش خالص ، لقيت علي بيرفع البطنية بعصبيه وعرفت ان الدم ده مني انا السرير كله غرقان دم وهدومي بشكل مش طبيعي بصيت لبطني " لاء خليك ارجوك خليك متسبنيش " وبعد كده نزلت دموعي ومحستش بأي حاجه .
مكنتش عاوزة افتح عيني ... عشان عارفه انا فين حامد وهشام صوتهم واضح مع الدكتور " والله للأسف مفيش سبب محدد ربنا يعوض عليهم " .
فتحت عيني لقيت علي واقف معاهم بس بعيد " علي ، علي " هشام اللي سمعني " تعالي يا علي سارة فاقت " جه علي مديدت ايدي ليه " علي ارجوك قولي اني غلطانه علي ارجوك " طبطب علي ايدي وسابها " ربنا يعوض علينا يا سارة " وخرج من الاوضه ، جه حامد هو وهشام " معلش يا سارة ربنا يعوض عليكي " وبعدين حامد " معلش يا سارة يمكن خير محدش عارف ، هشام وعلي معاكي وانا هروح اجيب دينا عشان تبات معاكي " ومشي حامد وفضل هشام واقف علي الباب من بره وعلي ما دخلش هشام كان بيروح ويجي ، انا عارفه ان علي واقف بره سمعاه وهو بيكلم هشام ، ليه مش بيدخل يكلمني ويطمني ؟ انا مليش ذنب دورت وشي واعدت اعيط ليه بيحصلي كده ، حتي البيبي اللي بتمناه عشان يجي هو الوحيد اللي هيحبني زي ما بحبو ساعتها مش هبقي محتاجه أي شفقه او عطف من علي
ليه نزل ؟ ليه روحت وسبتني ؟ ، استغفرت ربنا واعدت اقو ل انا لله وانا اليه راجعون ، بس كنت حاسة بحرقه رهيبة .
جه هشام " سارة ، سارة " بصيت ليه " ارجوكي امسكي نفسك شويا والدتك قلقانه   اوي متكلميهاش وأنتِ كده " .
( طبعا هشام بيتكلم من منطلق قانون الغربة ، اننا نخبي علي اللي في مصر اننا زعلانين من أي حاجه عشان هما مش يقلقو ونفهمهم ان الحياه هنا وردي !!)
هزيت راسي ومسحت دموعي واول ما خدت التليفون منه " ايوة يا سارة يا قلبي أنتِ كويسه يا حببتي متزعليش ياروحي ، ربنا هيعوضك بكره يا ضانيا "
مقدرتش استحمل حنيه ماما اللي انا محرومه منها هنا عيطت وعمري في حياتي كلها ما عيطت كده ، كنت هموت واشوفها الغربة وحشه اوي ومع كل الي انا فيه انا عايشه في غربه جوا غربه " تعالي ليا ماما انا نفسي اشوفك " اعدت اعيط زي عيل صغير امه سابته ومشيت .
بعد ما خلصت هشام هز راسه " كده يا سارة حرام عليكي قطعتي قلبها " .
صرخت فيه وهو ملوش أي ذنب " لو كنت لقيت حد اكلمه مكنتش عملت اللي عملته " اول ما علي دخل علي صريخي اسودت الدنيا ونمت يا رب ما افوق تاني ابدا
بس للأسف.... فوقت .
***
مسح عبد الرحمن وجهه بعصبيه شديدة، أسوء شيء بالوجود ان يكون الانسان مقيد بالقيود ، اجل ان تري من تحب يغرق ولا يمكنك ان تفعل له أي شيء علي الاطلاق ، أسوء قيد بالعالم كله .

" انا حامل " بص عليا وكأني قولت ليه ’ علي هش الدبانه اللي علي دراعي لو سمحت ’  .
ورجع تاني بص قدامه يكمل فرجه علي التلفزيون ، من ساعة الحمل التاني ما نزل وهو عادي مبيكلمنيش ، الجديد اني محولتش اتكلم معاه باي شكل من الاشكال .
مفرحتش ومخدش بالي من أي حاجه وكنت بتحرك عادي خالص حتي هو مهتمش وكنا بنخرج عادي في معادنا من غير مشاكل ومر شهر ونص كالعادة المفروض ينزل الوقتي في أي وقت ، بس منزلش وعدي اسبوع فرحت بس شويا صغيرين
خلاص مبقتش بأمل في أي حاجه من الدنيا لما متتعلقش بحاجه مبتزعلش لما تروح منك عشان ببساطه انت مش عاوزها اوي وانا معتش عاوزة ازعل ، تعبت من الزعل ، كفاااايه عليا اوي الوحدة والغربة بناقص الزعل .
خرجنا عادي يوم الجمعة ولقيت البنات كلها مشغولة بولادها ولو واحده فيهم لمحتني ببوص علي طفل او طفله من ولادها يا اما تقولي " معلش بكره ربنا هيكرمك " ، او تشيل ابنها من قدامي وتقرا المعوذتين بصوت خفيض " كأن انا طارشه مثلا !
او عاميه ! مش عارفه بالظبط !! " .
يا رب حتي الخروجه اللي كنت بتكلم فيها مع حد بقت تقيله علي قلبي ، قمت ودينا سألتني " راحه فين يا سارة " " هتمشي شويا " ، مقولتش لحد اني حامل ملوش لزوم وهو يا عالم جاي ولا ماشي زي اخواته .
فضلت أتمشى مليش نفس اجيب حاجه اصلا بس اهه بتفرج علي الناس والحاجه ، حسيت بمغص جامد اوي قولت ارجع واقول ل علي نمشي الأعدة كلها ملهاش لازمه اصلا .
ملحقتش اوصل للمكان اللي هما فيه وسكاكين بتقطع في بطني وضرب جامد  في ضهري ، لقيت حامد واقف بيشرب سيجاره بره ندهت عليه " حامد انده علي ابوس ايدك " جري عليا " الحق يا هشام شوف علي فين ؟ "
سندت راسي علي واجهه محل وشوفت علي وهو بيجري عليا وشوفت كمان نظرات الاسي بتاعه هشام وعلي وهما بيبوصوا عليا كأن حد ضربني بسكينه بصيت علي البنطلون الابيض الي كنت لابساه هو .... كان ابيض الوقتي لونه لون الدم
كل حاااااجه في حياتي بقت دم .... دم ..دم..دم
وقعت بس مسكت نفسي وعلي شالني وهشام جري فتح العربية وبس ..عادي .. مزعلتش .. معيطتش .. وكمان عملت حاجه جديده متكلمتش ايوه فعلا
متكلمتش فضلت شهر مفتحتش بوقي وهو محولش يخليني اتكلم .
وبعد شهر كان هشام وحامد ودينا عندنا ومعاهم ابنهم هو اللي خلاني اتكلم وهما فرحوا بيا اوي وعلي ولا كأنه هنا ابتسم كأني قولت نكته ظريفه عن الاطفال .
علي العموم مبقاش في حاجه في الدنيا دي كلها تهمني خلاص .
كله رااااح
كله عاااااادي
كله طظظظظظ
***
كلما قرا عبد الرحمن كلما ازدادت مراره سارة واظهرت لا مبالاة مصطنعة ، وكأنها تحاول اقناع نفسها بأن لا شيء يهم .
قلب الصفحات الي ان وصل الي النهاية ...

ههههههههههه
عارفه بضحك ليه ؟
عشان انا غبيه ايوة غبيه ومصاحبه واحده غبيه زيك ، ايوة أنتِ!!
مفيش عندي عقل او عندي بس ركنته ع الرف سنتين وانا معاه وانا اغبي مخلوقه علي الأرض وبقنع في نفسي انو هيتغير او هيبقي احسن او انه هيحبني لكن ده مستحييييييل .
عارفه لما كنت بحكي لك زمان ، فاكره لما كنت بقولك " انا مش بلوم علي علي حاجه " عشان علي ملوش ذنب ، ربنا هو اللي بيحط المحبة في قلوبنا وعلي ربنا محطش محبتي في قلبه لسه ، وكنت بدعي ربنا كل صلاه عشان يحبني لأنه مش بأيده ، وعلي طول كنت بسامحة عشان كده عشان هو ملوش ذنب اكيد هو عاوز يحب مراته بس مش عارف كنت بلاقي الحجه المناسبة ليه علي طول .
عشان غبييييه عارفه انو طلع خاين ، ايوة خاين لسه عارفه امبارح بالليل من ساعتها وانا مش طايقاه ، مش قادرة اسامحه ، ليه عمل فيا كده ؟ عارفه لو كان صارحني بس من الخطوبة مكنش ده حصل مكنش ظلمني وظلم نفسه معايا ، ده مش بس بيخوني لوحدي ده كمان بيخون واحد تاني مع مراته ، ايوة علي بيحب واحده متجوزة .
كان في الحمام وتليفوني فاصل شحن قولت اتسلي في الفيس بتاعه شويا ، طبعا هو عامل باسورد بس انا اعارفه عمري ما لعبت في موبايله ابدا او فكرت حتي ادور وراه اصلا ..
لقيت رسايل مني مش مفتوحه كالعادة فدخلت فتحتها كنت عاوزاه يجيب لبن وعيش ومكلفش خاطرة يفتحها ولقيت اول حد في الدردشة عنده واحده اسمها " هند العالي " وحاطه صورتها كانت احلي مني مش هقدر اقول غير كده ولقيته بيتكلم معاها طول الوقت تقريبا ، في الشغل ، في الراحة ، في الغدا بالليل كل الوقت .
وانا مكنش بيقولي كلمه واحده بس كلمه تريحني ، عشان بيقول لها هي كل الكلام ، وعرفت هو اتجوزني ليه مامته هي اللي اجبرته علي كده .
قفلت التليفون وانهارت مش قادرة كل ده وانا نايمه عمري ما تخيلت انو خاين واللي قاهرني اني مش هعرف اعمل حاجه ، عارفه ليه !
عشان خاطر امل وبابا ، امل هتطلق بقلها فتره عند بابا وجوزها بشع ايه مسمياه " الحيوان الانوي " بخيل وبيضربها وسيء جدا معاها ولو انا طلبت الطلاق بابا ضهره هيتكسر اوي اذا كان هو مدمر عشان امل مبالك لو انا كمان !! .
لا لا لاااا مقدرش اعمل فيه كده ابدا مقدرش .
وامل اولي مني بالطلاق مهما كان علي مش بيضربني يمكن كام مره شدني وزقني بس مش زي ضرب الحيوان وكمان علي مش بخيل ، امل بتعاني وساعات بتنام وهي جعانه من بخله ، انا اقدر استحمل لكن هي لاء ، حرام هي لسه صغيره .
ومقدرش اخلي حد يتكلم علي بابا ويقول بنات شاكر عبد الحليم اتطلقوا ، بابا ممكن يروح فيها .
انا هصبر لازم اصبر بس مش قادرة اشوفوه، عاوزة انزل مصر هطلب منه ينزلني مصر .
لما انزل مصر هقوله اني مش راجعه تاني وهو ممكن ينزل شهر في السنه ، انا هبقي مرتاحة وسط اهلي وهو .... هو... هو حر مليش دعوة بيه .
***

سلمت عليهم كلهم أنهاره في المول بعد بكرة خلاص ماشيه ، يا رب ما ارجع تاني هنا ابدا يا رب يوافق ، اكيد هيوافق هو اصلا مش طايقني هنا ده ما هيصدق اكيد ، قلبي مقهور ومجروح نفسي اوجهه بس مش قادرة يمكن يطلقني لو عرف اني عارفه ، وبابا المسكين ده ذنبه ايه بس و ماما لا لا مقدرش اعمل كده فيهم .
يا رب انا راضيه والله باللي قسمته ليا
بس بسالك الصبر صبرني يا رب ارزقني الصبر
وسامحني علي أي حاجه وحشه عملتها وانا راضيه بقضائك .
كانت الكلمات مشوشه للغاية من كثرة بكاؤها ونزلت دموع عبد الرحمن هو الاخر .

بس زعلانه لأني عاملت هشام وحش وهو معملش ليا غير كل خير ، جه وقالي " خلاص هتسيبينا " " اها " هزيت راسي ببروده " مالك يا سارة " " عادي " " لا أنتِ متخنقه مع علي تاني شكلك كده  " بصيت ليه بحده كبيره هو اكيد عارف ، اسرار علي كلها معاه ، بس هشام محترم ومواظب علي الصلاة مش زي علي بيصلي لما ازن عليه ، ازاي يوافق ان صحبه يعمل كده ؟
ويتكلم مع واحده متجوزة ويخون مراته ، بس مسألتوش كبريائي منعتني اني اساله .                 " ردي يا سارة في ايه ؟ " " مفيش يا هشام " ، مردتش ابوص ليه تاني وبعدين جه هو وشال الحاجه مني لما علي معبرنيش كالعادة ، اعتذرت منه " معلش انا بس متوتره شويا " " عادي ولايهمك " .
بس انا متأكدة انو هو زعلان هو عمرة ما عملي حاجه وحشه مكنش لازم ازعله بس خلاص هعمله صنيه مكرونه عشان يسامحني لان دي اخر مره هشوفو فيها .
اما أنتِ بقي يا كتكوته فحقك عليا سنتين وانا حبساكي في ضلفه الدولاب الخشب عشان علي مش يلاقيكي ، مش عاوزة اجازف انا هرجعك ليها وهحطك في الشنط اخر حاجه عشان تيجي معايا ، اخيرا هتشوفي مصر، مصر ام الدنيا وانا كمان هشوفها مصر وحشتني اوي واهلي وحشوني واصحابي وشوارعها والنيل والزحمة وريحتها كلها بعشقها .
يا رب ما نرجع هنا تاني ابدا .... .
***
غطي عبد الرحمن وجهه وهو يبكي بمرارة لما قرأه من حياة سارة التعيسة مع ذلك الوغد الذي اتي اليوم وبكل جرأه كي يردها اليه .
لم يستطع السيطرة علي الغضب بداخله وقام بتكسير زجاج احدي النوافذ بقبضه يده يلعنها ببعض الشتائم
غير عابئ بما حدث ليده .... .      








                                
         نهاية الفصل

Please vote if you like it 😍😊

مذكرات حائر الجزء الأول "الحلم المستحيل" بقلم هالة الشاعر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن