..
داخل كنيسة القبطية ماري المباركة، أضاءت الشموع المعدودةُ والممدودةُ تمثال المسيح الرخامي المسمّر فوق المذبح، وسُلطت ألسنةُ لهبها على وجهه.
دخل وهو يجر خطواته الثقيلة نحوه، ليس خائفاً من مواجهته، وأنما يشعر بعدم فائدة فتح حوارٍ آخر معه لن يدر عليه بالأجوبة الشايفة.
فقد أختار الصمت، وأقنع نفسه بالعلية، وأقام لنفسه مراسيم القداسة في السماء، وفرض طاعته الديكتاتورية العمياء على الأرض، بينما يناجد بالحرية ويدّعي الديموقراطية، وأنه عادلٌ كفاية على مذبح إسماعيل، وعمى يعقوب، وظلال قوم موسى، وابنه يسوع الذي رماه بين فكيّ الموت بأنانية.
" في كل مرةٍ تحدثتُ فيها إليك لم تجبني. على الرغم من عدم أحترامنا المتبادل لبعضنا البعض، إلا أنني لا ألومك على معالجة الأمور بالصمت. أو أنني أتحدث للشخص الخطأ! هل أنت قادرٌ على فهم لغتي؟! أم أنكَ لا تفهم شيئاً سوى الفساد.! "
نظرَ لعينيه بسخطٍ شديد وأحتقار. ثم جثى على ركبتيه، وشابك كلا أصابع يديه ببعضها في قبضةٍ واحدةٍ أسندها بكوعيه على طاولة المذبح. أغمض عينيه لثوان، لا يستشعر فيها قداسة اللحظة، ولا خشوع حضور الرب الممتد بين يديه.
كانت أشبه بإغماضةٍ يطلب منها الصبر، ويخمد نار حقده لئلا يكون مثله، نسخةً آدميةً من طينٍ خام.
زفر بعمق ثم دنى بوجهه أكثر مهسهساً بأمتعاضٍ وغضب : « الحب، العدالة، وصاياك العشر، ومحرماتك التي حتى لم تطبقها على نفسك.! أتحاول بيعها عليّ الآن! »
أنت تقرأ
The Black Samaritan | السامري الأسود
Mystery / Thrillerأتركني فلا تكسر وحدتي! غادِر التمثال فوق بابي! و لتنزع المنقار خارج قلبي، و تنزع الهيكل بعيداً عن بابي"! كرعَ الغُرابُ "أبداً، ليس بعد ذلك". و الغُراب، فلا ينتقِل. يبقى، يستقرّ. يبقى، يستقرّ، على تمثال بالاس الشاحِب تماماً فوق باب حجرتي؛ و عيناهُ تت...