الفصل الرابع

23 1 3
                                    

كانت عبارة محمود كقنبلة موقوتة انفجرت فى وجه أنس وهويدا لتتوغل شظاياها فى عقليهما الذى لم يستوعبا بعد ما قاله محمود للتو ..ليضيق أنس عينيه لينطق مشدوها قائلاً :

-بابا أتقتل !!!!!ازاى طيب ومين اللى قتله ؟!!!

-معرفش مهاب كان فى رمقه الأخير، أساسا هو بيكلمنى ومرة واحدة الكحة زادت عليه ومكانش قادر ياخد نفسه فالدكتور جه وخرجنى برة قبل ما يكمل كلامه ..وبعدها بعشر دقايق مات للأسف

-ايه شغل الافلام الهندى ده ..طب وأحنا هنعرف أزاى اتقتل أزاى ولا مين اللى قتله

قالتها هويدا بدهشة وضيق شديد ...ليجيبها محمود بحيرة وحزن أشد:

-معرفش يا أمى ..من ساعة ما مات وأنا
مبفكرش فى حاجة غير فى الموضوع ده طول مانا  صاحى ،حتى لما بنام بتجيلى كوابيس بسببه.

ساد الصمت بينهم للثوانى ليباغتهما أنس بسؤال :

-هى شذى ماتت أزاى؟!!

-هز محمود رأسه نافياً قائلاً باقتضاب :

-معرفش

-طب مسألتش خالد اذا كان يعرف مين اللى قتل بابا ولا لا؟!

-سألته وأنصدم أصلا لما عرف ان بابا مات مقتول

ليسود الصمت بعدها للحظات ..ليعاود أنس أسئلته لمحمود قائلا:

-طب متعرفش مهاب ليه كان عايز يصالحنا؟

-لأنه أكتشف الحقيقة  يا أنس وعرف أن كل اللى حصل ده كان بسبب مراته وألاعيبها القذرة 

أرتسمت شبح ابتسامة متهكمة على وجه أنس عندما أخبره آخيه بهذا الأمر ليتحدث بثقة :

-يبقى مافيش غيرها ..أكيد شذى اللى كانت ورا موت بابا

-انت مجنون!!! ...شذى ماتت ومهاب قاللى خد حق أبوك من اللى قتله يعنى معنى كده أن اللى قتله لسه عايش .

قالها محمود بحنق شديد...لتدلو هويدا بدلوها قائلة:

-كلام محمود منطقى شذى أكيد مالهاش علاقة بموته ...بس برضو متنسوش أن أبوكم مات على فرشته يعنى ممكن يكون حد سمه ولا حقنه بحاجة يعنى اللى قتله واحد كان عايش فى البيت .

ليؤيدها محمود فى حديثها قائلاً:
-بالظبط يا ماما ..عشان كده لما روحت البيت وسألت على الناس اللى بتشتغل هناك فوجئت ان البت اللى أسمها خيرية اتطردت من البيت بقالها أكتر من 3 سنين

- طب وخيرية دى مش كانت برضو كلبة شذى وماشية وراها فى كل حاجة ،وشذى برضو مش ماتت من 3 سنين فى نفس الوقت اللى اتطردت فيه ...يبقى ليه ميكونش هما الأتنين عملوها ؟!

كان هذا تساؤلا طرحه أنس لينفيه محمود قائلاً:

-لو كانت فعلا خيرية ليها علاقة بقتله مكانش مهاب طردها كان أكيد سجنها ومش بعيد كان قتلها ك...

قد يعجبك أيضاً

          

لتقاطعه والدته وكأنها تذكرت شئ للتو قائلة :

-أستنى يا محمود ..تصدق فعلاً موت شذى مش طبيعى وممكن يكون له علاقة بموت أبوك ،الدكتورة اللى  بتعالج زين ابن أخوك قالتلى أن فيه حاجة أكبر من موت والدته هى اللى وصلته للحالة دى .

-وانتى قابلتى الدكتورة دى أمتى يا ماما ؟

قالها أنس مستفهما لتجيبه والدته ببساطة:
-جت العزاء عشان تعزينى ..والبنت كتر خيرها كانت خايفة أوى على زين وطلبت منى أننا منسيبهوش لوحده أبداً وحكيتلى على حاﻻته بالتفصيل

ثم استطردت بوجه مبتسم وهى تحكى عنها لمحمود متناسية الموضوع الذى تحدثوا فيه قائلة:

-أسكت يا محمود. .الدكتورة مريم بنت زى السكر وذوق وشكلها طيب أوى وبنت ناس ،ولبسها محترم أوى ووشها صافى مش حطة فيه نقطة كريم حتى ..يا حظك لو كانت من نصيبك
ليضحك محمود وأنس ساخرين على قدرة والدتهما فى قلب مسار الحوار دون أن تدرى ..ثم تحدث محمود ضاحكا:

-ايه يا ماما أنتى كنتى بتاخدى عزا ..ولا بتدوريلى على عروسة ؟!

ليشاركه أنس مزاحه قائلاً:

-وبعدين يا ماما ما طبيعى متكونش حاطة حاجة فى وشها هى مش جاية تحضر حنة صاحبتها يعنى ..ده عزاء وله أحترامه طبيعى متكونش حاطة حاجة حتى لو كانت بتحط ميكب فى العادى

لكزته هويدا فى كتفه بقوة لتنهره قائلة:
-والنبى تتلهى أنت ومالكش دعوة . أنت أيش فهمك أنت فى الحاجات دى ..وبعدين بقولك البت وشها ما شاء الله صافى ويدخل القلب طوالى ..على عكس باقى الستات اللى كانوا فى العزا وشهم كان عليه غضب ربنا من غير مكياج

لتتعالى ضحكات محمود وأنس على حديثها ..ليتصنع محمود الجدية وهو يسأل أنس قائلاً:

-ياض يا أنس أنا الكلمتين دول سمعتهم قبل كده ..فكرنى كده قالتهم على مين

- اه قالتهم على شذى لمهاب ..ده طبعا قبل ما شذى تقورنا زى الكوسة اللى أمك طابخاها!!

ليردف بعدها أنس وهو يتصنع الجدية:

-بس الشهادة لله أمك قالت لمهاب كلمتين زيادة عن اللى قالتهم ليك دلوقتى ..قالتله يا بنى ده بنت عمتك الله يرحمها وأنت أولى بيها يا بنى .

ليتمادى الاخوين فى ضحكهما حتى انزعجت هويدا منهما قائلة بتأفف وسخرية:

-أفضلوا اضحكوا واتريقوا كتير واتنكوا على خلق الله لحد ما متلاقوش واحدة تعبركم ...أنا مش عارفة بتتنكوا على ايه ولغاية أمتى هتفضلوا كده؟!..واحد داخل على 33 سنة والتانى عدى 28 ولغاية دلوقتى مسمعتش كلمة عايزة اخطب من واحد منكم !!!

★☆★☆★☆
مر ت أكثر من 10 ايام  نجح فيها محمود فى إنهاء أجراءات نقله لجامعة القاهرة كما قام أنس باغلاق مكتبه وأتموا اجراءات نقل عدى لكليته بالقاهرة وقصى لمدرسته الجديدة ،ليحزموا بعدها امتعتهم جميعاً ليتوجهوا الى القاهرة للاقامة فى فيلا(كاظم ابو العز)....وصلوا إلى المنزل الذى كان فى إستقبالهم فيه كلا من فرح وابناء أختها (زين وايلين)وأم محمد الخادمة ..ترجلوا جميعا من سيارتهم لترحب بهم فرح وأم محمد التى تهللت اساريرها بمجرد علمها بعودتهم مرة آخرى للعيش بالمنزل.

مالا يدرك كله "وهم الكمال"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن