.لا تذهب إلى حيث يأخذك الحب
بل خذ الحب إلى حيث أنت ذاهب
جلال الدين الرومي
..............تغير لفافات رجل اربعيني قد احترق بزيت حار لما كان يحضر العشاء له ولزوجته فانقلبت المفاجئه الى فاجعة باحتراقه ..
تعقم (فيكي ) الحروق وتنظفها ثم تضع عليها كريمه خاصه مهدئه للالام .. وتعود وتلفها بشاش ابيض .. تستمع الى الحديث الجاري بين الرجل وزوجته السمراء الجميله. هي تعاتبه على مافعل وكيف اذى نفسه ..
كانت تقول الزوجة لزوجها ..
انت طوال مده زواجنا لم تدخل المطبخ وتحضر لك كوب من القهوة وتاتي لتحضر عشاء مرة واحده ..انظر الي اين وصل بك الامر .
ابتسم الرجل لكل عتاب زوجته واجابها بهدوء
كنت اريد ان افاجئك بعيد زواجنا .ان اقدم لك شي انا تعبت بتحضيره .لكن على مايبدو مهاراتي في المطبخ ليست كمهاراتي في السرير ِ.
تبتسم ( فيكي) بدون ان تتداخل في الحديث فتفهم زوجته وتوشر له بالتوقف عن الحديث الخصوصي الذي سيذهب الى مواضيع اخرى ..
يستدير المريض ويقول لها
اعذريني ياحضره الممرضه لم اقصد ان اتحدث امامك ِ
اجابته وهي تلملم ادواتها الطبيه فقد انتهت من تضميده وتقول ..
لاعليك ساتركك لوحدك مع زوجتك .وعيد زواج سعيد ..اتمنى لك الشفاء العاجل ..
شكرها وخرجت ..اغلقت الباب ورائها ولازالت تبتسم لما سمعته من الرجل في الداخل ومارإته من خجل على وجه زوجته .وكيف كانت طرفا في ذلك الحديث ..
تلقتها صديقتها ( ليلي) الخارجه هي ايضا من الغرفه المجاورة فسالتها..
مابك
لاشي
اجابت (فيكي) ونظرت الى ساعة يدها .انها الخامسه عصرا .. حان موعد دورة الاطباء على المرضى في الطابق الرابع وهو الذي تعمل فيه (فيكي) تفكر انه سيأتي وستراه .ستشبع عيناها بلقياه و اذناها بصوته
تعيش حب من طرف واحد بل هو اقرب للاعجاب منه من الحب .لازالت لم تختبر الحب بعد ولم تتذوق طعم العشق لكنها تتامل ان تعيشه معه ..مع فيرناندو الطبيب جراح التجميل الاكثر شهرة في المستشفى العام في نيويورك ِهي من وصفوها ب ملائكة الرحمة ترتدي ملابسها الزرقاء الخاصة .ترفع شعرها مثل ذيل حصان حتى لايزعجها عندما تقوم بعملها تضع حول رقبتها شريط يحمل اسمها ونوع عملها ..
الممرضه .. فيكتوريا ديلانوس..
قسم الجروح والحروق ..
مستشفى العام في نيويوركفيكتوريا .. الكل يناديها (فيكي) فتاة شقراء بعيون عسلية دافئه جدا .محبوبه كثيرا هي فعلا بلسم للجروح ومهدئ للجراح . كل من يتعرف عليها لايستطيع مقاومه حبها واحترامها . تعمل على مدار الساعة بنشاط ولاتفرق بين مريض واخر تعشق عملها جدا لانه يفسح لها الطريق بان تتعرف على اناس جدد وتكون وسيلة لراحتهم .
انتهت لتوها من مريضها السابع هذا اليوم .. ذهبت لتأخذ استراحة قصيره .. اشتهت كوب من القهوة الساخنة .كانت واقفه امام ماكينة صنع القهوة وهي تنتظرها لتأخذها وتشرب .. لما فتح باب الغرفة .كان الدكتور اليكس وبيده ملف واخبرهم ان هناك حالة عاجله ويجب عليهم التدخل فورا ..وطلب فيكتوريا بالاسم ان تساعده بالرغم من وجود غيرها وهي كانت في استراحتها ..
لم تشتك ابدا .ولكنها انصاعت بسرعة للاوامر وجرت خلفه الى المريض الذي اتى بحروق من الدرجة الثالثة ببخار الماء .يبدو من ملفه التي قرإته وهي ذاهبه اليه انه يعمل في محطة لتوليد الطاقة ببخار الماء وحدث انفجار ادى الى احتراقه ..
تدخل الطبيب بسرعة بمساعدتها وبدإو بتنظيف الحروق اول الامر ثم طلب الدكتور اليكس بان يخبرو الدكتور فيرناندو ان ياتي ويلقي نظره على جروحه ايضا قد يحتاج الى خبرته في مجال التجميل وترقيع الجروح وخاصه التي تتسبب بها الحروق ..
لما سمعت (فيكي ) اسم فيرناندو شعرت بسعاده وتوتر لانها دائما ماتتوتر حين تكون بجانبه او تسمع عنه .. لكنها فرحت لانها ستراه على الاقل ..
بعد ان انتهت من فعل الامور الازمة واعطاء المريض جرعة من المسكنات لتخفيف الامه .. حولوه الى غرفة خاصة في الطابق الرابع الخاص بقسم الجروح والحروق ِ.
استقل اليكس وفيكي المصعد سويا .حين قال لها
منذ كم سنه ونحن نعرف بعضنا يافيكتوريا .
اجابت هي ..
منذ كنا في المدرسه يادكتور .
قال لها ..
فعلا . انظري الى الوقت كم سنه مرت علينا وانا اعرفك جيدا جدا ..
قالت باستغراب .
كيف يعني لم افهم .ماذا تعرف عني .
لم يجبها .لانه خرج بعد ان توقف المصعد بهم ..
لحقت به لتفهم مالذي يقصده لكنها توقفت عن الجري بعد ان رأت احلامها امام عينيها تمشي وهي ترتدي مريولا ابيض وحول رقبته سماعاته الطبيه احلامها على هيئه دكتور فيرناندو ..
رإته يقف مع اليكس يتحدثون حول المريض الذي تم اسعافه للتو يتناقشون فيما بينهم عن امكانيه تخفيف التشوه الذي حدث له في جزء من وجهه السفلي ورقبته .
الاثنين ينظران الى الصور التي في يديهم وهي تنظر الى فيرناندو .مأخوذة بحديثه وحركاته .تنظر الى شفتيه التي يتكلم بها .عن سحره العجيب في لفت انتباه اي امرإة وبسهوله . تراقبه كانها تشاهد مقطع من احدى الافلام بالسرعة البطيئه حتى تنعم باكبر وقت من مشاهدته .وكم هي عشيقاته ومعجباته .نصف ممثلات هوليوود اتين ليجعلنهن اجمل حين يحط بعض من لمساته عليهن . والان وهو منذ شهور يخرج برفقة بيلا راقصه الباليه الشهيرة .وهي ترافق احلامها فقط
قاطع تفكيرها الشارد اليكس وقال حين نده عليها
فيكتوريا .نحتاجك معنا الان
اومإت براسها مبتسمه .. كيف لاتلبي الطلب وهو سيجعلها قريبه من فيرناندو هكذا ..
ذهبت خلفهم .وهم يتقدمونها بخطوة واحده دخلو ثلاثتهم الى غرفه المريض وابتدإو يشرحو له عن الخطة القادمه في مساعدته على اعادة جسده كنا كان او على الاقل باقل تشوهات ممكنه ..
ولما انتهو عاد فيرناندو الى عمله وبقي اليكس يكتب بعض الملاحظات في ملف المريض تقف بجانبه ( فيكي ) وهي لازالت تتبع بعيناها فيرناندو فقال اليكس وبدون ان يرفع عيناه من على الملف
هل يعجبك .
استدارت اليه قائله
من .. ماذا ..كلا
اغلق اليكس الملف وقال لها
لاتكذبي يا فيكتوريا .لو كان بيدك لكنت تبعته الان .اعلم جيدا انك معجبه بفيرناندو لكن ليس لديك الفرصه بوجود ساحرات من حوله .
قطبت حاجبيها .فهي تكره حينما يناديها بفكتوريا .وهو الوحيد الذي بناديها هكذا .ثم انه يتدخل في شي لايعنيه فقالت .
ارجوك يادكتور اليكس .لو كنت تعتقد ان معرفتنا القديمه تعطيك الحق في التدخل بحياتي فانا لااسمح لك .
كادت ان تبتعد لما توقفت فجأة حين سمعته يقول .
استطيع مساعدتك بالحصول على ماتبتغين .
فكرت لثواني .. استدارت .وقالت ..
مالذي تقصده
اجاب هو بينما يتقرب منها وهمس باذنها
ساعلمك كيف توقعينه بحبك لو وافقتي او على الاقل ساجعلك تجذبين انظاره نحوك .
قالت بتردد
كيف .ولما اثق بك
اجابها .
لاني بكل بساطه اريد ان اساعدك . كما ساعتني يوما ما .لازلت اذكر لم انسى عرفانك
.. لاادري .لست مقتنعة .
.. تعرفين عنوان بيتي اصلا لم يتغير منذ ايام المدرسه ..لو غيرت رأيك سانتظرك غدا مسائا عند السادسه عصرا ..
تركها ومر من جانبها . كانت تفكر بما قاله للتو وكم تريد ان تحصل على حلمها ان تمسكه بيدها . ثم تذكرت المساعده التي تحدث عنها اليكس لتوه .لازال يذكر ذلك اليوم حتى الان ...
....................