ضحية آخرى !!

584 67 77
                                    

في الطريق إلى مملكة ليرتب
خارج إحدى عربات الخدم
فينا وبيرين

الجميع خرجوا من العربات لإنتظار مي و رو فاستغلت فينا الفرصة لتكرر سؤالها السابق : أنتِ ..كيف تعرفين هذا الاسم ؟!

رفعت بيرين رأسها ونظرت إلى فينا بنظرات راجية ..همست بصوت متألم :
ألم يحن الاوآن لتذكري ؟

فينا : لا أفهم ما الذي تعنينه ؟!
تأتأت فينا بشيء من التوتر وقد تراجعت خطوة إلى الخلف ..انها تشعر بالخوف لما ؟!..الخوف من ماذا ؟..قلبها صاخب جداً ويكاد يتوقف من شدة سرعته ..ألم سرى بها كصاعقة كهربائية بعد ان قالت بيرين :
أنها أنا ..بيري ..ألا تتذكرينني في ؟

"..اسم مؤلوف لي وذكريات مؤلوفة ولكن لما لا ارغب بتذكرها .."

اقتربت بيرين منها وأمسكت بقبة ثيابها لتقول وسط بكائها :
كفي عن الهرب !..أنا هي اختكِ بيري تذكريني واللعنة !

ارخت بيرين يديها الممسكتان بقبة ثياب فينا وانهمرت دموعها ..شعرت فينا بأن الأحجية الضائعة قد وُجدت أخيراً ..لهذا إذاً بيرين عرفت اسمها دون أن تخبرها ..الذكريات بدأت تطفو على السطح ..على الرغم من أن فينا دفنتها في أعماقها إلا أنها نجحت في الخروج أخيراً ..لم ترغب بتذكرها ولكن شعرت بأن من الواجب عليها فعل ذلك..خصوصاً ودموع هذه الفتاة التي أمامها بدت مألوفة ومؤلمة..

بيرين : في !

نداءها أوقظها أخيراً ..صحيح ..لقد بدأ كل شيء ..في ذلك اليوم ..
فتاتان صغيرتان تلعبان بدمى قشية امام منزلهما ..وجوههما ملطخة ببعض الطين والقاذورات فبات لون بشرتهما البيضاء رمادية اللون ..شعرهما البنيان قذر بشكل يظهر أنهما لم تستحما منذ فترة ليست بقصيرة ..صراخ على من منزلهما المتهالك كالمعتاد ..فتظاهرا بعدم السماع وإكمال اللعب بدماهم ..ولكن حديثهم اليوم كان استثناءً..
- أخبرتك أنه الحل الوحيد !.. إلى متى تنوي البقاء بهذه الحالة ؟!

- ولكن لا يمكنني !..هذا ..هذا ..لا ..يمكنني تخيل فعلي لذلك !

- اتظن أنني ارغب بالقيام بذلك ؟!..لا يوجد أم سترغب بأن تبيع بناتها من أجل الحصول على بعض المال !

توقفتا الفتاتان عن اللعب وتبادلتا النظرات بصمت ..نظرات موجعة ومتألمة ويائسة ..بكتا على الرغم من أنهما حاولتا منع نفسيهما من فعل ذلك ..قالت الصغرى :
بيري..هل سيبيعنا والدانا ؟

«في عالم لا ترى فيه سوى الحقيقة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن