تابع السابعة والثلاثون

593 11 1
                                    

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له.. وأن محمدً عبده ورسوله..
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

---------------

الورقة السابعه والثلاثون


عندما تكون إنساناً عفوياً،قد تقع في مشكلات لم تكن تتوقعها !
لإن النقاء الذي بداخلك لايتوافق مع التلوث
الذي تعج به عقول بعض البشر.

----------------------

شافها مشيت واتعدته بمسافه ولاكأنها مسحت بكرامته أرض المزرعه من لحظات وبدون مايحس لقي نفسه يكلمها ببرود/بدل ما تمثلي دور الأم الحنونه لأولادي، أظن أولادك أولى، روحي لاولادك اللي ماأهتميتي لهم وتركتيهم وسافرتي في العيد والحين تاركتهم بعد ومشرفه عندنا.. جايه هنا تلعبي علينا بهالحركات.. قدرتي تضحكي عالكل وتوهميهم بحب وإهتمام موب موجود لأجل أشياء في بالك محد يدري عنها غيري ،ونسيتي إن اللي مافيه خير لأولاده مافيه خير لأولاد الناس.

شهقت بقوه ووقفت مكانها فجأه

كانت شهقتها من القوه لدرجة إنه سمعها بكل وضوح رغم المسافه اللي بينهم، كان واضح إنه كلامه أصابها في الصميم ووجعها بشكل مو طبيعي، غمض عيونه بغضب من نفسه، كل البرود والهدوء اللي مغلفه نفسه بيه بيختفي بمجرد مايسمع صوت ذي الإنسانه، وكل العقل والمنطق السليم اللي بيتميز بيه بيحل محله غضب مجنون بيخليه يفقد السيطره على نفسه كلياً ويحوله لسند ثاني غريب عنه، سند بدون مبادئ وأخلاق بشكل منفر له شخصياً، اتفاجأ بصوته البارد والقاسي وهو يكلمها بذاك الأسلوب وكإنه متعمد يكسرها ويأذيها، أساساً هو مايدري شلون دخل عيالها في السالفه.

كتف أيديه بتوتر وهو يراقب وقوفها اللي طال لدقايق ورغم عبايتها اللي عالرأس إلا إنه لاحظ حركة كتفها القويه وبتفكير " معقوله تبكي! طيب وش اللي موقفها هنا؟ لاهي اللي سمعت كلامي وخذت الفلوس ولاهي اللي راحت! لايكون بتطيح هنا وتبلشني فيها.. أدري إني غلطان من ساسي لرأسي وغلطي الحين زاد الضعف ولو كان رجال غيري اللي سوا كذا كان قلت عليه موبرجال، بس هي اللي جات بوساختها لهنا.. وأنا من حقي أدافع عن أهلي وأحميهم من وحده مثل ذي مهما كانت الطريقه"

شهقت بقوه وجمدت مكانها بصدمه.. رفعت نقابها لنص وجهها وهي تتنفس بعمق وتحاول تهدي نفسها وكلامه يرن في أذنها بقوه " المره ذي أتجاوز كل حدوده معايا
وحشر نفسه في حياتي وخصوصياتي، أنا أخواني اللي هم أقرب الناس ليا ماسمحت لهم يناقشوني في السيره ذي، وذا بكل وقاحه وصفاقه وووو.. ياصبر الأرض عليك ياذا الآدمي..بعدين كيف عرف إني سبتهم وسافرت؟ وأيش حكاية أولاده كمان..بمثل دور الأم الحنون!! وعندي أهداف وأغراض!! وكمان محد كاشفني غيره!!

حست إنها بذلت جهد خرافي وأستنزفت كل طاقتها علشان تهدى وتسيطر على نفسها قبل ماتلتفت له وتشوفه مكتف أيديه على صدره ويطالع فيها كإنه مستنيها تنهار قدامه أو تترجاه وذا الشطيئ خلاها تغلي وتعصب عالآخر، وببرود/ضربتك الأخيره كانت تحت الحزام وغير قانونيه، بس ذا شيئ متوقع من واحد بأخلاقك العاليه ومو غريبه عليك.
سكتت وأخذت نفس عميق علشان تسمعه كم كلمه تبرد حرتها فيه، بس في الثواني اللي سكتت فيها رن جرس الإنذار في عقلها يحذرها من اللي هتقوله.. غمضت عيونها بتردد،صوت العقل بيقلها تطنشه زيه زي الجدار وتسيبه وتمشي.. أصلاً مالها حق توقف تتكلم معاه حتى وإن غلط عليها..وهي عارفه نفسها لو أتكلمت ذحين وهي بالحاله ذي بتفقد السيطره على لسانها وهتقول كلام ماينقال وهتجيب العيد معاه وهي فعلاً بدأت بذا الشيئ.. زفرت بقهر وحسمت أمرها ورجعت خطوه لوراء قبل ماتعطيه ظهرها وتمشي بغيض مو طبيعي.

قد يعجبك أيضاً

          

"أخيراً أتحركت" كان ذا تفكيره أول مالفت عليه وواجهته بس بمجرد ماسمع كلامها عقد حواجبه بصدمه "ضربه تحت الحزام!! ذي وش جنسها بين الحريم.. وبعد مصره تذكرني بسواتي وغلطي ..وبتتصرف كإنها مظلومه وبريئه.. لوماكنت سمعتها بنفسي كان صدقتها"
قبل مابفتح فمه ويرد عليها شافها رجعت لوراء ومشت وسابته بكل سهوله "إنسحابها ذا موبمريحني.. ياترى على وش ناويه.. وش اللي قاعده ترسم وتخطط عليه.. أنا ماأقدر أخليها تروح كذا ببساطه بدون لا أعرف"

مشي وراها بخطوات واسعه وسريعه وفي ثولني كان وراها ومحافظ على مسافه بينهم، وبإستفزاز/ على وين؟
لايكون بتروحين لأبوي صقر ومساعد تشتكين لهم وتنزل كم دمعه علشان تأثري عليهم.
وقفت مكانها وبثقه/دموووع!! وبسببك!! لاتحلم.. ولاتخاف مارح أفتن عليك عند الكبار.
إبتسمت برضى لما زفر بغضب واضح وألتفتت عليه وببرود/أنا إحب أتخطى العقبات اللي تواجهني بنفسي عارف ليه؟ علشان لما أوصل للمقدمه وألتفت ألقى كل العقبات صارت ورايا ومالها حيله عليا، بس بطبيعة الحال ذا شيئ صعب على واحد زيك إنه يفهمه، وبالأصح مستحيل تفهمه.

وأعطته ظهرها وكملت مشيها، مشي وراها بإصرار "أسلوبها ملتوي وأسهل الأسئله بتحولها لإستهزاء بكون أنا هدفه" وببرود/ وأنا هكون أكبر عقبه تواجهيها في حياتك .

مشت بقهر " ياناس ذا عديم إحساس.. مايفهم.. لاتهزيئ نافع ولاتلقيح كلام نافع.. برضه ماشي ورايا" ألتفتت له بحده/أنتا وبعدين معاك.. ماشي ورايا ليه!! لسا في كلام ماقلته..في شيئ حاب تضيفه، قال أكبر عقبه في حياتي!! أنتا يادوووبك مطب وعديته خلاص.

طالع فيها بنفاذ صبر "عسى تطبين في حفره ماتقومين منها أنتي ولسانك ذا" وببرود/أنا ماأحب أخلي أشغالي معلقه ومومنتهيه..كل ما أختصرتي ووفرتي على نفسك حركات التمثيل..كل ماأسرعنا وأنهينا المهزله ذي.

طالعت فيه بعدم تصديق/أنتا من جدك مقتنع بالأوهام اللي تقولها.. إن عندي أغراض وخطط لأهلك وأنتا تبغى تدفع لي علشان تتخلص مني وتطلعني من حياتهم!!

ماقدر يخفي تنهيدة راحه فلتت منه وبهدوء/أخيراً أتفقنا وصرنا على نفس الخط مع فرق جوهري، وهو إني متأكد من كلامي وإنه موبأوهام.

وقفت مكانها تفكر بجديه... وقت التراجع فات وولى من اللحظه اللي فهمت فيها إنه مجنون ومقتنع بفكرته عنها، وماأهتمت لذا الشيئ ولا فكرت فيه لإنه فعلاً هوا ورأيه فيها مايعني لها أي شيئ، بس اللي همها في ذي اللحظه إنه مصر يتفاهم معاها مهما كان التفاهم اللي متخيله وراسمه في باله ومافي شيئ رح يوفقه عند حده ويمنعه من إنه يمشي معاها ويكلمها حتى لو وصلت للحريم، هوا أساساً ماهتم لوجود ثريا فأيش اللي هيهمه في وجود باقي العيله.. أتخيلت عبدالرحمن في ذي اللحظه، كيف هيكون إذا عرف باللي صار؟ أخته مع رجال وفي بيتهم واقفين رأس برأس وبيتكلموا.. ضربها صداع مفاجئ ومؤلم ..مهما كان حب وتفهم عبدالرحمن ليها إلا إنه رجال في النهايه.. وعبدالرحمن مو أي رجال.. عبدالرحمن عباره عن كتلة غيره متحركه عالأرض.. ماقدرت تتخيل أيش يمكن تكون ردة فعله لو وصله خبر عن اللي صار، بس الأكيد إنه هيكون شيئ مو كويس لها وللمجنون اللي معاها..
وأبوها مساعد وجدها صقر إذا عرفوا بذا الشيئ!! هي واثقه إنهم مارح يرضوا على اللي سواه ولدهم.. وأبوها مساعد بيطب ساكت لامحاله.

 رواية خريف الحب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن