صرت اتهرب من التواجد مع عبد الجبار في مكان واحد بمفردي ولهذا عندما حضرت امي من احدي حفلاتها طلبت ان ارافقها في رحلتها التالية ..فوافقت علي اصطحابي معها وبالفعل اردفتني خلفها علي حمارتها وسرنا لايام ثلاث نرتاح فيها ليلا ونسير نهارا ووصلنا الي قرية في اقاصي الشمال قيل لنا انها علي الحدود المصرية وكانت حفلة الزار هذه المرة مختلفة كليا لانها اقيمت لرجل ولاول مرة كما تقول امي ...وصلنا الي بيت الرجل وخصص لنا غرفة انا وامي ومساعداتها وكانت هناك غرفة اخري غطيت جدرانها وسقوفها بالثياب الملونة وفرشت ارضيتها بانواع مختلفة من البروش الملونة ووضع علي الباب ستارة ملونة وفي ركن الغرفة هناك صندوق خشبي عتيق وضعت امي بداخله عدة الزار من ملابس ملونة غريبة الشكل تشبه ملابس دراويش الطرق الصوفية وكذلك بدلة كاملة لضابط شرطة مع الكاب والحزام والحذاء وكذلك لبسة خواجة تتكون من رداء داكن اللون وقميص نصف كم وحذاء مرتفع الرقبة وبرنيطة كبيرة جدا تشبه الطبق المصنوع من خشب السنط وصفارة كبيرة وسوط عنج ..وكانني اري الخواجة جوزف امامي بذلك الزي وهو يجمع العبيد بتلك الصفارة ويلهب ظهر من يتكاسل منهم بذلك السوط فقط ينقص المشهد الحصان الذي كان يركبه الخواجة وخلفه موظفيه ...بعد ان استعدلت امي في جلستها بجانب الصندوق اخذت تحمي دلوكتها بالنار والتي كتبت عليها باحرف بارزة منقوشة بالحناء ( الشيخة جواهر ) ولا ادري لم شعرت بالزهو والفخر ؟؟؟ اما مساعدات امي فقد استغرقن في إعداد بخور برائحة مميزة وكأن به شئ مخدر او شئ قادر علي تحريك الحواس وقد يكون بخورا خاصا لاستحضار ارواح الاسياد كما تقول امي والتي بدأت تضرب دلوكتها ببطء ثم بدأت الضربات تتسارع في تناغم جميل مع عزف المساعدات بتلك الالة التي تشبه الجرس وتسمي (الكشكوش ) وفي هذه الاثناء بدأت النسوة في التوافد وكل من تدخل ترمي ببعض قطع النقود في حجر امي وتبدأ برقص هستيري مجنون وامتلأت الغرفة بالراقصات الي ان دخل رجل يرتدي جلابية خفيفة جدا وقصيرة نسبيا وتظهر اكثر مما تخفي وفي يديه ورجليه حناء حمراء اللون ووجهه حليق لا ذقن ولا شارب اللهم الا الحواجب وشعر راسه طويل جدا مربوط من الخلف علي شكل ذيل الحصان ومع دخوله اوقفت امي الغناء والعزف وتحلقت النسوة في دائرة غير منتظمة حول ذلك الرجل غريب الهيئة والذي تبين لي انه صاحب المنزل وحفلة الزار ....
اوقفت امي العزف ورحبت بصاحب الدار مع نقرات علي دلوكتها ومع كل نقرة كان ذلك الرجل يطوق جيدها ببعض الاوراق النقدية وكانت مهمتي هي جمع تلك المبالغ وبعد الترحيب بدأت امي بالغناء بصوت عذب شجي وان كانت كلماتها غير مفهومة واخذ ذلك الرجل يرقص ويتمايل الي ان سقط مغشيا عليه من الاعياء او بفعل الاسياد كما تزعم امي وهي تقول لهم دستور يا اسياد سامحوه يا اسياد كل طلباتكم مجابة يا اسياد واخذت تهمهم ببعض الكلمات غير المفهومة وهي تزيد كمية البخور في المجمرة فيتصاعد الدخان ويغطي الغرفة بالكامل فلا نكاد نبصر شيئا ثم تطلب من مساعداتها احضار كبش اقرن حسب طلب الاسياد ويبدو ان الكبش كان موجودا في فناء المنزل فيقوم احد اصدقاء مالك المنزل بذبح الخروف واحضار دم الخروف لصاحبنا الذي مازال منكفئا علي وجهه فتقوم امي برش الدم علي ملابسه وهي تهمهم ببعض التعاويذ الغريبة فينتفض الرجل من غمرته ويقوم علي رجليه وهو يرقص والدم المرشوش علي ملابسه يتطاير يمنة ويسرة في شكل دوائر وامي تزيد كمية الدم في كل مرة وتطلب منه ان يشرب بعض الدم حسب طلب الاسياد وبالفعل اخذ الرجل يشرب الدم ولكنه استفرغ في ملابسه وخرج خارج الغرفة وبهذا انتهت الحفلة النهارية علي ان تبدأ الحفلة المسائية قبيل المغيب بعد تناول الغداء
أنت تقرأ
العرق دساس
General Fiction📝 بقلم: مجدي بلال محمد كوداوي رواية ..العرق دساس ...لكاتبها مجدي بلال محمد كوداوي....مقدمة لابد منها ....قبل اكثر من سنة وردتني رسالة في ماسنجر من حساب جديد اغلق بعد فترة وفحوي الرسالة ...الاستاذ مجدي بلال ..هذا ليس اسمي الحقيقي ولا تتعب نفسك في ال...