ويقول الله سبحانه وتعالي : "وتري الجبال تحسبها جامدة. وهي تمر مر السحاب. صنع الله الذي اتقن كل شئ "...
كان بعض الناس يفسر الأيه علي أساس أنها في الٱخرة.. ولكن ليس في الأخرة حسبان... بل في الٱخرة يقين.. أما الحسبان فهو الدنيا... لأن هناك في حياتنا الدنيا أشياء أخفيت عنا... وأشياء لا نراها...
وقول الله " صنع الله الذي أتقن كل شئ "...يدل علي أن القضية غريبة عن العقل... لأنك حين تقرأ الٱية وتستغريها... ولا تستطيع أن تقبله عقليا... يقول لك الله سبحانه وتعالي إن هذا من صنع الله... حينئذ أصبحت حقيقة كونية.. وعليها دليل وهو قول الله سبحانه وتعالي.... وحينما يقول الله ...
فإننا ننسب الفعل إلي الفاعل.... حين نتحدث ويقول شيئا لابد أن أنسبه لقدرتك... حتي أعرف هل تستطيع أن تقوم به أم لا... فإذا كنت ضعيفا وقلت إنك هزمت بطل العالم في رفع الأثقال.. حينئذ أستغرب هذه الحقيقة.... وأشكال فيها لإن قدرتك لا تتناسب مع الفعل... أما إذا قال الله سبحانه وتعالي... فقدرته تتناسب مع كل شئ في الدنيا... ولذالك فإذا قال الله فهو يقين... لأن لا قادر غيره... ولا قوي سواه... وتلاحظ هنا أن الله تبارك وتعالي قد قال
" تمر مر السحاب "
كون أن الجبال التي نحسبها جامدة تمر. ... هذا دليل علي ان الارض تدور. ولا يمكن ان يحدث المرور هنا الا اذا كانت الارض تدور حول نفسها..... ولكن لماذا قال الله سبحانه وتعالي "مر السحاب "...لان السحاب ليس مروره ذاتيا... أي انه لا يملك قوه ذاتية للحركة... و مادامت تمر مر السحاب... فإنما هناك قوة تدفعها وهي تبعيتها لحركة الأرض.... وعندما نسمع في القرآن كلمة " تحسبها "... نعلم أن هذا يخص أمور الدنيا.... فلا حسبان في الآخرة وإنما يقين... وانما الحسبان في الدنيا لانها هي التي فيها اشياء منفاه عنا ولا نراه.... وبعض الناس يتساءل إذا كانت هذه الجبال وهي عالية تمر هذا المر.. أو تتبع الأرض في حركتها فلابد أن تنفصل عن الأرض.... ولكن الله سبحانه وتعالي خلق توازنا في الأرض....
فالبروز العالي يتبعه عمق كبير.... وهناك تناسب في الكتل... وهذا التناسب هو الذي يحفظ توازن الارض.. وانت إذا أخذت قطعة من الارض الي مركز ما... واخذت قطعه من القطاع الثاني لابد ان تكون متساوية في الوزن.... وإلا.... لو أقمت عمارة في هذة الحالة... فإنها تقع أو تسقط... ولكنك وانت تقيم عمارة فانت تاخذ الثقل وهو الطوب ولوازم البناء في مكان آخر... وهنا فانت لم تخل بالتوازن... وكل لفتة في القرآن الكريم الي ايات الكون... لا يجب ان تجعلنا متسرعين في تفسير هذه الايات قبل ان يظهرها الله سبحانه وتعالي.. وكل سر في الكون له ميلاد ... ومهما اجتهد الانسان فإنه لا يكشف له السر الا اذا جاءت لحظة ميلاده.... ولذالك ترك رسول الله صلي الله عليه وسلم الآيات الكونية في القرآن الكريم حتي يظهرها الله للعقول.... وقال سيدنا عمر..... دعوا هذه الأشياء حتي ياتي إذن الله لعقول أن تجدها.
أنت تقرأ
"معجزة القرءان " للإمام محمد متولي الشعراوي*
Spiritualكتاب عن معجزه" القرءان " للشيخ محمد متولي الشعرواي