ch38"التساقط الأول للثلج"

11.4K 1.1K 288
                                    


كل مرة نرى فيها الظلم ولا نحرك ساكنا ندرب أنفسنا على الخضوع في حضرة الظلم ونخسر كل قدراتنا على الدفاع عن أنفسنا وعمن نحب

جوليان أسانج

.
.
.
.

الفصل الثامن والثلاثون 'التساقط الأول للثلج'

كان تساقطه يزداد مع مرور الوقت وأنا لم يكن يسعني سوى الإبتسام على منظره الجميل ،كيف كان الهدوء يسود على المكان والرقاقات البيضاء كانت تغطي الأرض تدريجيا بكل  وروية  .

إستدرت حين شعرت به يحدق بي لأهمس 'بماذا ؟'

"كلانا يحدق بالشيء المسحور به ..."

شعرت بوجنتاي تحترقان لأشيح بالناظري بعيدا لكنه سرعان ما أردف قائلا
"يجدر بنا العودة ،ربما سيزداد تساقطه بعد قليل "
أمأءت إيجابا ،رغم أنه محق إلا أنني لم أملك الرغبة في العودة الأن وتفجير رأسي مجددا لكثرة ثرثرة النسوة .

فجأة صهل الحصان بقوة وإنطلق بسرعة شديدة مما جعلني أصرخ بفزع ،حاولت إيقافه بشد لجامه لكن هذا لم ينفع .

نظرت للأرض التي كانت قد غطتها طبقة خفيفة من الثلج خرجت قدماي من السرج وتركت اللجام ثم قفزت من فوقه لأستدير حول نفسي بتألم على الأرضية الصلبة

"هل أنتِ غبية لتقفزي هكذا "

هو نزل بسرعة من حصانه لأضحك على ملامحه المرتعبة "أنا بخير لم أكسر أي عضم" هو نزل لمستواي ليقوم بحملي ويضعني على حصانه لتتدلى قدماي من جهة واحدة

"أه في الواقع يبدو أنني أديت كتفي "
"أنتظري لحظة ،سأعيد الحصان "
بعد مدة هو عاد ممسكا لجام الحصان الذي عاد لهدوئه
"أنظر للمنافق كيف أصبح هادئا الأن بينما قبل لحظات كان كالثور الهائج "

"لابد من أنه رأى شيء أخافه ،الأحصنة حساسة جدا و رؤيته لأفعى فقط قد تجعله يرتعب "

هو ربط الأحصنة مع بعض ثم صعد خلفي ليلف يدا حول معدتي ومسك بلجام حصانه باليد الأخرى
"هل كتفكِ تؤلمكِ "

"قليلا فقط ،لكن لابأس الألم سينقص بعد لحظات ،لم تكن بالسقطة الكبيرة فأنا قفزت نوعا ما "

"لا تفعلي ذلك مجددا ،لو إنتظرتي قليلا لكنت تمكنت من تهدئة الحصان "

أنا تنهدت لأسند رأسي على صدره ، فجاة شعرت بالتعب والرغبة في النوم ، ألكساندر صمت عن ثرثرته وتأنيبه لي على القفز مما جعل الهدوء يعود مجددا وأعيني راحت تنغلق تدريجيا حتى فقدت الإدراك مع العالم .

فتحت عيناي مجددا ،لكن المكان كان مختلفا هذه المرة ،حدقت ناحية ملابسي المختلفة ثم فركت شعري وأنا أحاول تذكر ما حدث .

قد يعجبك أيضاً

          

تم طرق الباب لتدخل ميلينا وهي تحمل مناشف نظيفة في يدها
"صباح الخير ...أقصد مساء الخير "

"هل نمت طوال المساء ؟"

"نعم ،عندما أحضركِ الدوق الأكبر كنتِ نائمة تماما وهو حرص علينا أن لا نوقضكِ، الأن عليكِ ان تستعدي ،لقد إقترب وقت العشاء ولا يجب أن تتأخري ،تعرفين السيدات النبيلات وكيف يعلقن على أتفه الأمور "

حاولت تحريك أطرافي ولكن صعقني الألم القادم من كتفي لأصدر صوت متألما .
"ملايدي ماخطبك ؟"

"إنه كتفي ،لقد سقطت من صهو الحصان أثناء جولة ركوبي عليه "

أنا أنزلت طرف الفستان لأجد البقعة التي كانت باللون الأحمر والبنفسجي ،لم تكن تؤلم لهذه الدرجة فكيف إنتهى المطاف بها تتلون هكذا ؟

"يا إلاهي...هذا سيء جدا "
هي قالت لترمي المناشف التي كانت بيدها وتقترب مني وهي تتفحص كتفي
نهضت من مكاني للمرآة وأنا أتفحصها جيدا
"إنها سيئة حقا ،كان يجب أن أعالجها في المكان "

"هل تريدين أن أستدعي طبيبا لكِ ؟"
"وهل أنا شجرة بالنسبة لكِ ؟"
هي إبتسمت بإرتباك لترد "أعتذر لقد نسيت تماما"

"سأكتب لك  مرهما ودواء لتحضريه لي بينما يمكنك إخبار البقية بأنني متعبة ومريضة أو شيء كهذا ،لا رغبة لي بالنزول"

"حسنا إذا سأحضر عشاءك لغرفتكِ "
إستلقيت مجددا بحذر وأنا أحاول مراعات كتفي ، تبا ...أنا لا أستطيع تحريك ذراعي حتى  .

بقيت مستلقية في مكاني وأنا أستمتع بالهدوء ، الفوضى عمت في الخارج لكنني لم أعطها أي إهتماما وحاولة مواصلة نومي الجميل .

لكن الباب الذي فتح فجأة جعلي أصاب بالفزع ،ماذا الأن ؟

أمي ،أبي ،أخي ،ألكساندر ، صديقاتي الثلاثة  الأمير لوكاس الذي لا أملك أي فكرة متى وصل كذلك الأميرة هايلي التي لا أعرف أيضا متى كانت هنا ،هل تم عقد إجتماع في غرفتي وأنا أخر من يعلم ؟

"صغيرتي هل أنتِ بخير ؟"
"أنظر لوجهها كم هو شاحب "
"جيزال هل أنتِ بخير ؟"
"إنها حقا مريضة "
"فل يستدعي أحدكم الطبيب "
"علينا أن نحضر الطبيب الملكي "

حدقت بطرف عيني بميلينا ،مالذي أخبرتهم تلك الحمقاء بالضبط ؟
سأقتلها حين نكون بمفردنا ...

"لما كل هذه الفوضى أنا بخير "
أمي تفقدت كتفي لتضع يدها على فمها ،ليقترب ألكساندر أيضا ويلعن تحت أنفاسه ،آه ...ميلينا هي حقا أخبرتهم كل شيء

"أبي أنا بخير حقا ،أمي لا داعي لكل هذا القلق "

مجددا قامت الفوضى في الغرفة والجميع يثرر من دون نهاية ، أقتلوني رجاء .

لقد تم إحضار طبيب لي وتم إخضاعي بالغصب للفحص ،أنا توسلت لأكساندر كي يطرد الجميع من الغرفة وبطريقة ما هو نجح بذلك إلا أنه أصر على البقاء بجانبي لا يمكنني الكذب وقول أنني أعارض وجوده بجانبي على أية حال .

Before the sunset |قبل غروب الشمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن