الجزء الاول

62 1 4
                                    

سؤال ١/ سيدنا الغالي قال السيد الشهيد الصدر قدس سره في الخطبة ٤٥: " إن بقيت الحياة سترون مني العجب " فما هو العجب الذي اخبر عنه و لم نره ؟
بسمه تعالى : اعلموا احبتي أن المجتمع في حينها قد كان في ضنك و عسر و شدة من جميع النواحي و بلا استثناء ، حتى من الناحية العلمية و الفقهية و الدينية و طبعا الاغلب من العلماء الاعلام كانوا في ما يسمونه : ب (التقية ) من الطاغية الهدام و أزلامه و لذلك فهم لا يُظهرون علومهم فقد خفي عن المجتمع الكثير الكثير مع شديد الاسف .
هذه المقدمة الاولى إذا ضممنا لها مقدمة اخرى : أن السيد الوالد (قدس سره) هو الاعلم بين الفقهاء _بطبيعة الحال _ و شهادة الشهود لذا فإن علمه مختلف عن باقي العلماء و فكره بل افكاره و اعماله و منجزاته تختلف اختلافا جوهريا يعلو عما سواه .
مضافا إلى أمر آخر هو كونه (قدس سره) ينتمي الى الناطق من الحوزة الشريفة فلا بد أنه من هذه الناحية ايضا يختلف عن سابقيه من العلماء و المراجع الذين اخذوا على عاتقهم السكوت او التقية .
فإذا ضممنا الأمور الثلاثة ، و هي :
اولا : العسر و الشدة و الضنك الذي كان في المجتمع .
ثانيا : أعلميته (قدس سره) .
ثالثا : كونه ينتمي إلى الحوزة الناطقة الشريفة المقدسة .
تكون النتيجة : أن المجتمع المظلوم سوف يرى أموراً لم يرها من قبل لأنها صدرت من الناطق الأعلم (قدس الله نفسه الزكية الطاهرة ) كما حدث قبل استشهاده في بعض الموارد كما في تأسيسه للقضاء الحوزوي و السير إلى الامام الحسين (عليه السلام) و غيرها كثير كما هو معلوم لدى البعض منكم.

سؤال٢/ لقد سمعنا من السيد الشهيد الصدر الطاهر (قدس سره ) أموراً كثيرة لم و لن نسمعها من احد آخر إلا اهل بيت العصمة و الطهارة و منها قوله في لقاء الحنانة : " أنا أجد بأن جماعة من الشباب كأنهم خُلقوا من اجلي " السؤال هو : هل نستطيع ان نعدّ السيد الشهيد الصدر الطاهر (قدس سره) علّة لوجودنا نحن الصدريين فنحن قد خُلقنا من أجله ؟ و إذا كنا قد خُلقنا لأجل الصدر الطاهر و هو علّة لوجودنا و وجوده إنما هو حق محض فهل الذي يدخل في طاعته و تحت رايته في الوقت الحاضر يشمله ذلك الخطاب (خُلقوا من أجلي)؟
بسمه تعالى : لا بد أن يكون الجواب على نحوين :
النحو الاول : أن الوارد في بداية الكلام هو كلمة كأنهم و هي تأتي للتشبيه و التقريب لا للمطابقة كما في قوله تعالى (و يطوفُ عليهمْ غلمانٌ لهُمْ كأنهم لؤلؤٌ مكنونٌ) يعني انهم يشبهون اللؤلؤ المكنون لا أنهم عينه ..
و في موردنا أيضا كذلك جاءت كلمة (كأنهم) للتشبيه لا للمطابقة .
النحو الثاني : أن الوارد في الكلام انهم خُلقوا (لأجلي) لا بسببي أي أن السيد الوالد (قدس سره) ليس علّة تامة لوجودهم بل الله خلقهم ليكونوا بخدمته و تحت أمرته و في طاعته.
و بمعنى من المعاني أن الله سخر له (قدس سره) أناساً مؤمنين طيبي القلب مخلصين مذعنين طائعين له فكما قال تعالى (و سخرنا مع داوود الجبال...) إلى اخر الاية فإنه سخر لعبد من عبيده ألا هو الشهيد الثاني (قدس سره) و الولي الصالح و العبد الصالح أناس كما جعل قلوب الظالمين في أيدي المعصومين (عليهم السلام).

العشق الابدي في سيرة والدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن