زيارة أخي

2.1K 33 0
                                    


مرت الأيام ببطء وأنا أحاول أن أتجنب لقاء أحمد و زوجته لا زلت أشعر بالألم غضا كأنها ليلة زفافهما الأولى.. كم أتمنى أن أمتلك قوى سحرية تمسح كل ذرة حب احتضنها قلبي الصغير في طياته وكل لمحة لأحمد ملك بها شغاف قلبي كبرت في بيئة ملئها الحب رأيت أخي وهو يدلل زوجته زينب و يعاملها برقة كأنها غصن ندي يخاف عليها من نسمة الهواء تمنيت زوجا مثله .. وها أنا الآن في منزلي أتخفى عن الأنظار و زوجي أحمد يتجنبني كلما رأيته صدفة أزاح بنظره عني كأنه لا يريد لنظراتنا أن تلتقي، أخيرا اتصل عادل و أخبرني بوصوله لبست عباءتي و خرجت من المنزل سريعا للقاء أخي ،عندما وصلت إلى المنزل رأيت أخي جالسا واضعا يديه على رأسه ،نظر إلي طويلا كأن يعتذر لما أصابني من أذى .

عادل: فاطمة، عزيزتي لماذا أخفيت عني ما حدث ألا تثقين بي؟ ألست أخاك الذي لا يسمح لأحد أن يؤذيك؟ لماذا قبلت العيش مع أحمد و زوجته في بيت واحد كل هذه المدة؟ أتعلمين ماذا شعرت عندما علمت بذلك ؟

تهامرت الدموع من عيني وقلت له: أعلم يا أخي ولكن كيف لي أن أخبرك و أنت بعيدا في ديار الغربة و ماذا كنت ستفعل إلى أن تعود ؟ لقد قررت أن أتطلق يا أخي ولكني لاأريد أن أذهب معك إلى لندن ، لقد سمعت أن عمتي هاجر ستعود من السعودية بعد أن توفى زوجها سنسكن معا و سأواصل دراستي سنتواصل معك دائما ،لا تخف علي يا أخي فأنا لست ضعيفة كما تظن سأتخرج وأعمل .

عادل: فاطمة هل أنت متأكدة من قرارك؟ اعلمييا أختي بأنني سأساندك دائما ، إن أردت سأتحدث مع أحمد ليوفر مسكنا لزوجته الثانيةبعيدا عنك.

فاطمة : لا يا أخي اختار أحمد من يريد سأستمر بحياتي من أجل نفسي التي ظلمتها فأنا أعطيته فرصا كثيرة مسبقا لكنه لم يقدرني .

وضع عادل يده على رأسي و ربت على كتفي وقال : القرار لك يا أختي و أنا سأستقيل و أعود إلى البلاد لأكون بجانبك

فاطمة : لا يا أخي،لا تفعل ذلك فأنا وعمتي سنكون معا و أنت ستأتي في إجازاتك و سنكون على تواصل دائم ، لاتترك عملك فأنا لن أرتاح لذلك ، لا تجعلني أشعر بأنني عقبة في طريقك لا تقلق يا أخي العزيز فأنا سأناديك حين الحاجة .

عادل: أتعديني بذلك يا فاطمة ؟ لا أريدك أن تعيشي الألم لوحدك كأنك وحيدة وأنا موجود.

فاطمة: أعدك يا أخي لن أفعل ذلك و سأخبرك بكل شيء.

أحمد

استيقظت صباحا وجهزت سريعا للذهاب للعمل فاليوم سأعقد صفقة مهمة تتوجب حضوري إلى المكتب باكرا، رأيت ساهرة وهي تضع بعض الماكياج نظرت لها و تمعنت بجمالها ، فاطمة لم تعتد أن تضع ماكياجا دائما كساهرة لكنها كانت تملك جمالا طبيعيا وجنتاها بلون الورد ورائحتها كعبير المسك لقد اشتقت لها كثيرا ولكن لا أعلم لماذا أتجنبها منذ أن تزوجت هجرتها لا أستطيع أن أنظر لعينيها فكلام العيون أشد وطأة من اللسان كلما لمحتها أرى العتاب باديا عليها شيء بداخلي ينكسر .

ساهرة: أحمد مابك هذه الأيام دائما ما تشرد بعيدا هل هناك مشكلة ما؟

أحمد: لا ياساهرة لا يوجد شيء هل رأيت فاطمة اليوم؟

ساهرة تجيب بنبرة حادة مليئة بالغيرة و الحنق : نعم رأيت كيس القمامة مغادرة المنزل منذ الصباح الباكر.

لم أستطع كبت غضبي من ساهرة عندما وصفت فاطمة بذلك و رددت عليها بحدة : ويحك ، كيف لك أن تتحدثي عن فاطمة بهذا الشكل؟ و هذه العباءة التي وصفتها بالكيس الأسود هو لباس أمي .

ساد الصمت بيني و بين ساهرة لفترة وجيزة ، أخذت الأفكار تجول في ذهني أين ذهبت فاطمة؟ هل عاد عادل؟ طلبت من ساهرة أن تذهب إلى المكتب و تباشر العمل نيابة عني مما جعلها تستاء وسألتني : أحمد.. ألست زوجتك الغالية؟ إذا لم أنت بعيد عني هذه الأيام. هل افتقدت فاطمة؟ هل أنت نادم على زواجنا؟ تنفست الصعداء ونظرت لساهرة نظرة حانية طمأنتها بأنني فقط مشغول بأمر آخر و خرجت مسرعا من المنزل فمشاعري المضطربة باتت تخنقني ، ذهبت إلى المقبرة لزيارة والدتي علني أشعر بالراحة والطمأنينة.

نور فاطمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن