الموعد

2.6K 56 7
                                    


عادل

منذ استلمت الرسالة و أنا أتابع أحمد من بعيد أسأل عنه و ألاحظ مدى جديته في التغيير ، كل من حوله يشهد له بذلك ولكن بالرغم من ذلك فإن حنقي عليه لم يفتر كيف لي أن أسامحه وأنا أرى أختي العزيزة تتألم و تشعر بالقهر كل يوم كأنها حبيسة عنده، اليوم سألتقي أحمد كما اتفقنا ، أعلم برغبته في الصلح و أعلم بصدق نيته ولكن بالرغم من ذلك لا أريد لفاطمة أن تعايش الألم من جديد فهذه السنوات كانت عصيبة عليها .. الآن بعد أن نظمت حياتها و بدأت تحلم من جديد ليس من حقه أن يفقدها توازنها لن أسمح له بذلك.

عند وصولي للمكتب كان الجميع في حالة ذعر لقد علمت أن حادثا وقع لأحد العمال و أحمد مشغول جدا في متابعة أموره و من التأكد من سلامة الجميع و بالخصوص المصاب .. لقد علمت من بعض العمال أن أحمد في السنة الماضية قد تغير تغيرا جذريا معهم ، لقد أصبح أكثر ودا معهم و يتابع أمورهم كفرد منهم يشهد له الجميع بالسخاء والكرم وحسن الأخلاق هل من الممكن فعلا أن يتغير أحمد لهذه الدرجة هل من الممكن أن يسعد أختي ؟ قررت الاستماع لأحمد وإعطاءه فرصة لإقناعي بصدقه .

حين اجتمعت مع أحمد كان باديا عليه التوترو الخجل فبعد هذه السنين من الكر والفر يسمح ليي حضرته بلقاءه . سلم علي و هو خافضارأسه ثم نظر ليي في عيني وقال:لتعلم بأنني أهدرت من عمر فاطمة ثلاث سنين وهي فيذمتي ولكن لا أنوي الإستمرار في ذلك إما أن نكون معا أو أسرحها كما أمر الله، أخيعادل أتمنى أن تسمعني قبل ذلك ،لتعلم بأنحياتي قبل فاطمة شقاء و بعدها حياة إن قبلتني فوعد مني بأنني سأحترمها و أقدرهاكما تستحقفهي كانت لي بابا من أبواب الفرج علمتني السعادة و قربتني إلى الله في حياتها معي و في غيابها عني ، كانت نعم الزوجة و أتمنى أن تكون لي مستقبلا نعم الرفيقة.

نظر عادل إلى أحمد ورأى منه الصدق ووعده بمساعدته. ظل عادل خلال هذا الشهر يحدث فاطمة عن أحمد و عن كل ما حدث له أعطاها الرسالة لتقرأها لكن فاطمة كانت في حالة ذهول كيف تسمح لأحمد أن يعود لحياتها لقد اعتادت على غيابه لم تجرب معه سعادة لتفقدها لم تعلم ماذا تجيبه أرادت فاطمة أن تقابله لتسمع منه، أخبرها عادل بأن أحمد سيقابلها غدا في حديقة المنزل و طلب منها التأني في الإجابة ، سهرت فاطمة طوال الليل تتقلب يمنة ويسرى و هي تعلم بأن غدا سيكون يوم فاصل في حياتها لا تدري ماذا سيخبء لها الزمن . .

وصل أحمد إلى المنزل ظل يراقب فاطمة و هي تسقي نبتة الصبار التي في حديقة المنزل تنحنح ليلفت انتباهها سمعت فاطمة صوته رفعت رأسها و نظرت إليه لقد اعتادت منه غض البصر و امتناعه عن النظر لعينيها لكنه هذه المرة كان ينظر لها بثبات عينيه تحكي ألم الفراق و الشوق والندم ، سلم أحمد على فاطمة وردت عليه بالمثل ،جلسا يرتشفان القهوة ثم بدأ أحمد الحديث وقال : فاطمة .. أريدك أن تعلمي بأن كل خير أعمله في حياتي و كل نجاح أقدم عليه لم يكن إلا من بركات والدتي لم

أرفض لها يوما طلبا و كنت دائما أسعد بخياراتها و كنت أنت يا فاطمة الأجمل ولكن قلبي لم يكن نقيا ليلحظك كنت أجري وراء سراب لواحة مغبرة مظلمة حتى وجدني نورك يا فاطمة .. أقبليني ونوري حياتي ، اعلمي بأنك ستكوني شريكة حياتي ، إن قبلتي سأعيش معك حلو الحياة ومرها و ستكوني ملهمة حياتي ، وإن رفضتي سأظل أقدرك و أشكر الله على معرفتك . 

لتعلم يا أحمد بأن صبري لم يكن ضعفا و إنما أردت رضى الله بذلك و بعد انفصالنا أردت أن أنسى كل ما عايشته معك .. لقد فقدت ثقتي بك بعد كل ماحصل ، أخبرني عادل بأنك نادم على ذلك و لكن ليس ندمك ما جعلني أتردد و إنما سيرتك الحسنة التي باتت على كل لسان ، سمعت الكثير عن مشاركاتك الخيرية في المنطقة و ذلك بكوني عضوة في الجمعية النسائية علمت بأنك تساهم سرا بالكثير ، أعمالك خالصة لوجه الله..

اسمع يا أحمد لقد علمت بأنك صادق لكن قلبي يحتاج إلى وقت عله ينجبر لا أعلم إن كنت سأستطيع مواصلة دربي معك أم لا ،

إن أردت أن تبدأ معي علاقة جديدة لنبدأ فترة تعارف لفترة من الزمن نتعرف بها على بعض من جديد ، بعد ذلك إما الإستمرار أو الإنفصال .. وافق أحمد على طلب فاطمة بكل سرور و بدأ معها عهدا من الصدق والوفاء ، يفاجأها كل يوم بمواقفه الثابتة ، لاحظت فاطمة تغير ملموس في شخصية أحمد فكان لها نعم الرفيق ، أحبته من جديد ولكن جانب من قلبها يتألم كلما مر طيف الماضي لم تستطع فاطمة أن تنسى كل شيء و لكنها تعلمت أن تتعايش مع هذا الألم ، لم تكن تستطيع أن تترك أحمد لأنه لم يعد كما كان .. و كذلك أحمد بالرغم من سعادته مع فاطمة ظل نادما لأنه لن يستطيع أن يكسب كل قلب فاطمة ، يعلم بأن هناك أنين خافت تتجرعه و يتجرعه معها ، لن يستطيع أن يعيد الزمن و إن عاد هل سيكون كما هو الان .. فكل هذه الأحداث جعلت منه إنسانا أفضل ، صقلت كيانه و عرفته بفاطمة .. بعد سنة بدأ أحمد رحلة العلاج ، لم تستمر طويلا حتى أنجبا سارة و علي .. أصبحت سعادتهما لا توصف بقدوم أبنائهما واكتمال أسرتهما .. تذكر أحمد دعاء والدته له بالسعادة مع فاطمة و علم أن رضى والدته و دعائها ما وفقه لكل ما يتمنى .. 


                                                                              -  تمت  -

نور فاطمةWhere stories live. Discover now