02

702 38 69
                                    


كان باجي يمشي بالطرقات و تعبير ملول يَحِط على وجهه ذو الملامح الحادة ، عيونه متعبة فلقد استيقظ باكراً اليوم ، باكراً جداً في الواقع ، حتى قبل أن تشرق الشمس بدقائق ، و المشكلة هي أنّه لم يستطع العودة للنوم على الرغم من أنّه نام في وقت متأخر من الليل ولازال يشعر بالنعاس

لذا و حتى يملئ وقته قليلاً ريثما يحين الوقت للذهاب للمدرسة قرر الخروج و المشي قليلاً في الحديقة الكبيرة القريبة من المنزل

اللون الأخضر لأوراق الشجر ، و النسمات الخفيفة و الباردة ، كما رائحة العشب و الطين المبلل ، جميعها أدخلت في نفسه الراحة ، عدا صوت الطيور فهو مزعج جداً ، لكن تمنّى لو كان تشيفويو هنا معه ليسمع ثرثراته اللّا نهائيّة ، فها هي الأصوات الكثيرة في رأسه تداهمه في لحظةِ غفلةٍ منه ، و تملئ عقله بالأفكار الكثيرة التي لا داعي منها حقاً ، لكنّه فقط يفكر أكثر من اللّازم ، و إن كانت افكاره تتمحور حول شيءٍ سخيف ، كأن يقرر إن كان سيشرب القهوة أم الحليب الساخن صباحاً

و السبب في أنّه تمنى وجود تشيفويو معه ، هو أنّه حين يثرثر كثيراً يحاول باجي الانصات اليه ، في الواقع يحب الاستماع لصوته اكثر ، فمن شأن صوته أن يردع الأفكار الغريبة في رأس باجي و يبعدها ، تماماً كالسحر ، نعم هو يشعر بأنّه مسحور ، و منجذب تماماً لنائبه و كل شيء يخصه ، لذا هو حاليّاً يشعر بالوحدة قليلاً لعدم وجوده حوله ، لكنّه لن يعترف بالأمر...

لقد تطلّب ادراكه لمشاعره الكثير من الوقت ، حقاً الكثير ، و تسامحه مع هذه المشاعر و تقبّلها أخذ وقتاً أكثر ، فلم يكُن يريد تخريب العلاقة بينهما بسبب مجرّد مشاعر ، لكنّه لم يستطع ايقاف الأمر ، لم يستطع منع تطوّر هذه المشاعر و نموها اكثر ، فكل دقيقة تمر و هو مع أشقر الشعر يزداد حبّاً و تعلّقاً به ، لكن مرّة أخرى...هو لن يعترف بالأمر.

توقف باجي عن المشي و قرر العودة للمنزل فقد اصبح يشعر بالبرد كونه يرتدي ملابساً خفيفة ، مع ذلك هو يحب هذه النسمات الباردة ، ليس للحد الكبير...حبّه للقطط تغلّب على كل شيء حرفيّاً.

رحلة العودة للمنزل كانت تماماً كما رحلة الذهاب منه ، هادئة ، باردة ، مملّة ، و مليئة بالكثير من الأفكار ، لقد سئم حقاً من هذا ، و سئم من افكاره كذلك ، ليتَ هناك زر يمكنه أن يوقِف الصدى في عقله ، لكن مع شديد الأسف البشريّة ليست متطوّرة لهذا الحد.

حينما وصل الى المنزل ، صعد الى غرفته سريعاً ، فقابله بيك جي بموائه و محاولته الفاشلة للتعلّق بملابسه و تسلّق قدمه عندما فتح الباب ، لذا نزل هو اليه جالساً القرفصاء و لعب بفرو رأسه الناعم
(لا اعرف ان كان بيك جي قط او قطة لذا لنقل انه قط ، حسناً؟)

"ماذا جاء بك الى هنا بيك جي!"
حادث القط بمرح ، ليجيبه بمواء ، لم يفهم باجي عليه حقاً ، من الذي يفهم القطط على ايّة حال!...حسناً ، تشيفويو يفعل ، فهو من لديه موهبة التحدث مع الحيوانات و فهمها ، حقاً غريب

Unknown love || bajifuyuWhere stories live. Discover now