الفَصل الأوَل

410 22 4
                                    


 -  كَابُوس   - 


 صَوْت صُرَاخ دَوَّى أَركَان اَلمنْزِل كان شَخْص يَرفَع بِصوْته يَطرُق أَبوَاب السَّمَاء راجيًا النَّجْدة  أَدَّى ذَلِك لِفَزع الصَّغيرة وتوْأمهَا لِتخْتَلط دُموعهم وأصْوَات بُكاءَهم اَلمُروع مع صَوْت الرَّعْد والْبَرْق فِي الخارج ,كَأَنهمَا يتزاحمان على من سَيدِب الرُّعْب فِي قُلوبهمَا . نهض وأقْدامه لََا تَقوَى على حَملَة ,أَخْذ بِثقْله اَلذِي يَتَنافَس مع رَجفَة قدميْه مِن سَيفُوز على الآخر ,يَتجِه لِتلْك اَلغُرفة اَلتِي يَنبُع مِنهَا الصَّوْتُ .كان الرِّوَاق مُظْلِما مايتْسرْب مِنْه إِلَّا ضَوْء اَلغُرفة مِن فُتحَة المفْتاح وضوْء البرْق اَلذِي يَأتِي ويذْهب .أَخْذ يُحِط بِعيْنَيْه عليْهَا وَهنَا كَانَت الصَّدْمة , شعر أنَّ الوقْتَ تَوقَّف بِه لِلحْظة لِيدْرك ماتلتقطه عَيْناه . والده يُمْسِك بِوالدته اَلتِي جثتْ على رُكْبتِهَا بِيد والْمسدَّس يُحِط على رأْسهَا بِيَده الثَّانية . كان ضِيق اَلفُتحة يَمنَع عَنْه الرُّؤْية الشَّاملة لِكلِّ اَلغُرفة .فَجأَة وَدُون سَابِق إِنذَار , إِذَا بِالصَّوْتِ يَقطَع الإشارة عَنْه , كَأنَّه لَيْس هُنَا فقط جُثْمانه اَلتِي تَحضُر أَمَام اَلغُرفة . رَآهَا وَهِي تَسقُط مَيتَة على الأرْض والدِّماء تَتخِذ مِن اَلغُرفة مَجْرى لَهَا ,تَنْساب مِن رأْسهَا كَوَاد نسيتَ إِغْلاقه , ومَا أَضَاف لِلْمشْهد رُعْبًا ,هَاهُو يرى بِوالِده يَرفَع اَلمُسدس وَيحُط عليْه على جَبهَتِه يَسحَب الزِّنَاد لِيلْحق بِزوْجَته 



اسْتيْقظ بِفَزع يَمسَح قَطَرات العرْق اَلتِي تَصُب مِن جَبينِه 

نَفْس المشْهد مُجَددا , متى يَحُل اليوْم اَلذِي أَتخَلص مِن هذَا به -

زفر يُعيدا بِشعْره لِلْورَاء يَمسَح وَجهُه يَنزِع آثار النَّوْم تِلْك عَنْه . لِيسْتقيم يَغتَسِل ويغيِّر ثِيابه كعادَته مُنْذ وَاحِد وَعشرِين سنة . حَتَّى وَهُو بعيد عن القاعدة العسْكريَّة , إِلَّا أَنَّه لَازال يَتَمسَّك بُروتينه المعْتاد فِيهَا وانْضباطه وصرامته بِداخلهَا , بِالطَّبْع حَيَاة العساكر . نزل يُبعْثِر تِلْك اَلخُصل المنْزلقة على جَبينِه دالْفَا لِقاعة الرِّياضة بِمنْزِله شارعًا فِي تمارينه الصَّباحيَّة

دقٌّ مُنبِّه هاتفه بَعْد ساعتَيْنِ بِالضَّبْط مِن بَدئِه لِلتَّمارين فَصعِد لِغرْفَته أخذ حمامًا وَنزَل بَعدَه لِلْمطْبخ هامًّا بِتحْضِير اَلفُطور الصَّباحيِّ . نَزلَت بَعدَه بِمدَّة نَابْسَة تَفرُك عيْنيْهَا مِن النُّعَاس 

ياء كُوك أَنْت مُستيقِظ

: ناظرَ شكْلهَا لِينْبس يُومئ لَهَا تزامنًا مع وَضعِه لِلطَّعَام فَوْق الطَّاولة

Battalion 401Where stories live. Discover now