☀️ حلم كئيب | Depressed Dream ☀️

74 10 0
                                    

°في الخامس عشر من اغسطس عام خمسين (1950/08/15) °

بساحل مدينة يابانية ساحلية وعلى تموج البحار تموج كذلك شعرها راقصا مع تيارات الهواء، أحكمت وشاح والدتها على عنقها مخفيا بعضا من شعرها فسبح بالخلف كحال بعض خصلاتها السوداء وانتفضت اطرافها عند استذكارها لأعماق البحار

"آنسة هيناتا! ألن تأتي؟ الجدة تبحث عنك"

أرغمت ابتسامة واستدارت لصاحب الصوت كان شابا يابانيا قصير القامة وباسم الوجه، عينان سيعدتين وبطرف شفته ندبة مضى دهر عليها كان يدعوه الجميع بـ "كيتاياما" او "كيتا" فقط

أومأت له ونهضت تسير معه صوب التي تسأل عنها

ببعض الخيم الهرمة المنصوبة تربع داخلها او حولها الكثير من الناس ملابسهم مشردة وبشرتهم تغطيها بعضا من الأتربة وها قد حل وقت الغذاء فجلس الكل ينهم طبقه بما فيه القليل من الطعام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع

ساعدت هيناتا على توزيع الأطباق على اللاجئين فكانت مثل راعية لهم وقد نست انها منهم بالفعل

جلست قرب العجوز العمياء والتي كانت لاجئة وجدتها بهذا المعسكر هنا حين قدومها من قارب الجحيم

"رضي الخالق عنك يا ابنتي ورزق قلبك الجميل بمن يحضن جوارحك ويسعدك لبقية حياتك"

كفتاة مثلها لم تحلم بهذا قط فمن تكون لتطلب الرفاهية وكل شغلها ان تعيش في سلام ولو على قطعة خبز زاحمت عصفورا بها

"انها تهتم بكم اكثر مما نفعل صرت اعتبرها معنا"

أضاف كيتا وهو يدس يديه بجيب معطفه العسكري ينظر لملامح الفتاة الذابلة بابتسامة باهتة

"لا بأس كيتا، أريد مساعدتكم فأني اشعر اننا حمل ثقيل عليكم بما يكفي"

"شخصيا لست امانع حظيت بجدة واخت لطيفتين"

قهقهت الجدة على كلمات كيتا اللعوبة هذه فأعلن بذاته انه نجح بإدخال الابتسامات الصادقة بينهما

جلس جانبهما واعترته بعض الملامح الشاردة احتضن سلاحه وخط بسبابته عليه اشكالا وهمية

"ما بك كيتا؟ ليس من عادتك ان تكون حزينا؟"

"سمعت انهم سيقومون بتهجيركم ببداية السنة إلى بلدانكم"

"لكني لست اريد العودة! ليس لي ديار"

"هذا ما يؤرقني الكثير هنا لا يملكون موطنا لست اعلم تحديدا ما الذي سيحدث"

"ليحدث ما سيحدث لم اعد اهتم حقا وان حكم علي الموت ربما سيكون هذا أفضل"

التفت لها حين انزلت بصرها تشبك أصابع يدها، وتحت اشعة الشمس هبت ريح باردة ارتعش على أثرها قلبيهما

"لا يمكنك قول هذا أمامي، أنا حقا أهتم لك وللجدة وآمل ان يرافقكما الخير اينما ذهبتما"

ربتت على كتفه بابتسامة ووقفت شاردة وقد اعترت ملامحها كآبة وسارت بشرود بين الهموم

حبذت لو كانت لا تدري ما يدور لو لم تولد او لو ماتت قبل هذا اليوم المشؤوم، لو رحمها البحر وابتلعها بعمقه بدل أن يوصلها إلى بر الآمان الذي لم يكن يشعرها بأي منه

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
~~~~~~~~~~~~~~

يتبع....

|December Sun|. JK. JMWhere stories live. Discover now