XIX

554 23 5
                                    


كانت تضع يدها على فمها تمنع شهقاتها من الخروج ، وبيدها الأخرى تمسك منديل اخرجته من جيبها تمسح فيه دموعها التي رفضت التوقف.. لم تكن دموع من هذا الموقف تحديدًا ، كان فقط محفز لها على البكاء.. انها تفاقمات مواقف كثيرة.

توقفت عن البكاء.. وادركت انها لم تبكي من سنوات ، تذكرت أخر مرة بكت فيها ، كانت في الخامسة عشر من عمرها عندما اكتشفت ان والداها لم يتخليا عنها.. بل انهما قد توفيا.. تذكرت تلك الليلة التي لا مثيل لها ، نزل من مقلتيها لِتْرات من الدموع ومن ذلك الحين وعدت نفسها انها لن تبكي وستصبح اقوى ، لكنها خالفت وعدها اليوم وتناست ذلك.

لم تكن وحدها في الحديقة اثناء ذلك.. كان ايڤان يجلس ارضًا خلف احد الاشجار يسمع شهقاتها المكتومة بِحزن.. الصوت الذي كان يستمتع عند سماعه من ضحاياه آلمه هذه المرة ، أثناء تلك الخمس دقائق التي كانت تبكي بها دارلا كان في كل لحظة يريد الذهاب وضمها نحوه لكنه لم يستطع وكأن شيئًا قبضه ومنعه عن ذلك.

عندما نهضت دارلا تنوي الرجوع للمطعم شتم ايڤان تحت انفاسه متوجهًا نحو القصر.. يظن انه من تسبب في تَوَجُّع دارلا ويقسم انه سينقذها من ذلك ويَحّل لها هذه المشكلة اللعينة..اما عن دارلا فكانت تمسح بعينها كل لحظة تحاول اخفاء أثر البكاء تحت عيونها حتى لا يلاحظها احد..

-

في اليوم التالي استيقظ ايڤان بعد واحدة من اسوء الليالي التي نام بها.. كان يتذكر دارلا في كل لحظة يغمض عينيه فيها ، لبس ملابسه ونزل مسرعًا نحو الاسفل مستقلًا سيارته مُتخطيًا وجبة الفطور تحت انظار الجميع.. يريد الرجوع الى دارلا والاعتذار لها.

وصل اليها حيث كانت الساعة ما تزال السادسة والنصف صباحًا لا أحد بالشارع غيرها تُكنس الاوساخ من امام المطعم بارهاق ، اقترب منها بعد ركنه لسيارته بعيدًا لينطق فجأة جاعلًا اياها تجفل
" صباح الخير دارلا "
" صباح الخير " اجابت دارلا وعيناها على الارض القذرة لتعود تكمل عملها..

لحقها ايڤان للداخل بعدما بدأت باعداد الفطور لعمها وزوجته اللذان على وشك الاستيقاظ ليبدأ بالكلام بتردد
" انا اسف لانني غضبت بالامس.."
" لا بأس ايڤان كنت انا وقحة ايضًا " اجابته دارلا ليصمت ايڤان وكأنه يوافق على كلامها لتضحك دارلا بعدما لاحظت ذلك لتضيف
" مع انك كنت تحاول مساعدتي.. الا أنني رفضت ذلك بقِلَّة أَدَبٍ اعتذر "

" اعتذارك غير مقبول دارلا " ردّ ايڤان عليها بعدما وضع رأسه على الطاولة امامها لتنظر اليه دارلا وتجيبه
" لا ستقبله ايڤان!"
" لن أقبله " مد لسانه لتضحك دارلا على حماقته وتقول
" اذاً؟ ما الذي تريده لإرضائك؟"

The smoker killerWhere stories live. Discover now