I

245 32 34
                                    

الفـَصـلُ الأول
"سُــمّ"

.....................

يتقدم الحارس إلى غرفة السجن، يمد يديه بقنينة من سُم "الشوكران"، ويقول: إليك ياسيدى، تعلم ما عليك فعله، وباكيًا يُكمل "لم أعرف فى هذا المكان رجلًا أنبل منك"، فيرد سُقراط بحسبما رُوى عن مشهد النهاية الذى جمعه بحارس السجن: وأنا أتمنى لك حظًا سعيدًا، ثم يتجرع السُم..
ومات سقراط وهو يُحارب ليستطيع تغيير مفهوم الحق والعدل عند حُكام اليونان.

......................



العرق يتصبب من جبينها وتبتلع لعابها بصعوبة وبأصابع مرتجفة تمسك بالطبق الذي يحمل فوقه الكوب الذي يكاد يُسكب نصفه من فرط اهتزازه، وقفت أمام الباب بملامح متوترة منتظرة أن يُبلغ الحراس الإمبراطور حتى يُسمح لها بالدخول، وحين بلغها الرد ولجت للداخل تُجاهد حتى تجعل ملامحها ثابته حتى لا يشك الامبراطور بشيء، برجفة يديها وضعت الكوب على الطاولة أمام الإمبراطور

رفع الإمبراطور لُوسْيُوس الكُوب ببطء شديد أو كما أحست هذه الخادمة، ما يفصله عن ملامسة الكُوب لحظات قليلة وهي تراقبه بأعين مهتزة وشفاه مدماه من كثرة قضمها لها، وحين كاد يمس شفتيه انتفضت مسرعه لانتشال الكوب مُبعدة إياه عن شفتيه بهجوميه ليقع وينكسر تحت نظرات الامبراطور المصدومة من صرختها العالية

"لا تشرب جلالتك!"

جحظت عينا الإمبراطور واستقام مُشهرًا سيفه في وجه هذه الخادمة وصرخ

"ما به الكوب!"

فقدت أحرفها لتنطق

"مابه الكوب! من أرسلك أيتها الحقيرة؟!"

وما زال ليس هناك جواب سوا شهقات الخادمة الملقاة على الأرض

"تكلمي لن أعيد كلامي أيتها اللعينه"

انتفض جسدها وعلت شهقاتها متحدثة أخيرًا

"الكوب به سُمًّ جلالتك"

قالت جملتها وسكتت مترددة في الأجابة على السؤال الثاني

"من أرسلك؟! تحدثي وإلا فصلت رأسك عن جسدك"

شهقت تبتلع بغزارة وقالت بصوت مرتجف "لا أعلم أقسم جلالتك لا أعلم"

"كيف! كيف لا تعلمين وأنتِ من وضع السم"

"لقد-.. لقد هددني رجل يرتدي عباءة تغطي ملامحه بابني الصغير وقال لي إن لم أفعل ذلك سأموت ويموت ابني، لكنني لم أستطيع جلالتك أقسم لك لم أستطيع جعلك تشربه، أرجوك أعف عني"

wild Flower | زَهرَةٌ برِّيَّةWhere stories live. Discover now