wild Flower | زَهرَةٌ برِّيَّة

VII

الفـصـل السّـابـع
"تـهـديـد"

-قصص البحّارة-

كانت ماريا ابنه لتاجر غنيّ لكنه كان يُصر أن يجعلها تتزوج من فتى من النبلاء ليرفعهم لمكانةٍ أعلى لشدة طمعه، لكنها كانت تُحب بحّار فقير ينقل المؤن إلى بعض البلاد الصغيرة، ولم تخبر أباها لأنها تعلم أنه سوف يقف في طريقها،

لكنه شعر بشيء غريب في ابنته لذلك في يومٍ بعث وراءها أحد من الحراس ليرى أين تذهب .. فعلم أنها تقابل البحار فاتفق مع أول مُتقدم لخطبتها أن يتزوجها، لكنها لم تكن تخرج لمقابلة هذا النبيل وكان العُرس يتأخر،

وعندما سأل النبيل التاجر شرح له عن حبها لبحار فقير فاتفق النبيل مع البحار على أن يعطيه مبلغ وفير من المال مقابل ذهابه لبلدةٍ ما لتوصيل البضاعة، لكنه اتفق أيضًا مع طاقم السفينة على قتله، وقُتل البحار أثناء الرحلة وعاد الطاقم يقولون أن العاصفة أغرقته!

ولمفاجئتهم هذا لم يجعل ماريا تنسى حبها وتتزوج، فقد كانت تذهب إلى البحر يوميًا لتغني لفقيدها علّه ضل الطريق، حتى ان حوريات البحر كانوا يرددون غناءها وهم يبكون..

والتاجر قرّر أن لا يؤخر الزواج فهربت ماريا وألقت نفسها في البحر لتلحق بحبيبها لكن الحوريات لم يتركوها لتموت فحوّلوها لحورية بحر، ومازالت حتى الآن تُغني اغنيتها التي لن تُعيد حبيبها لكن من يسمعها يضيع للأبد.

.
.
.
.

حينما استيقظ آريس صباح اليوم شعر أنه يجب أن يتصرف بأقصى سرعة ممكنة، فلا يريد أن تضيع أماليا منه ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، فإن كان يريد دخول عرين الأسد يجب أن يحتاط جيدًا، يُخطط ويدبر أيضًا.

نظر بجانبه حينما دخلت الخادمة لتخبره أن الحمام جاهز فأومأ لها ونظر تجاه النافذة، الجو كئيب والسماء رمادية تدعو للتّدثُّر داخل السرير وعدم الحركة، حتى أن الشمس قررت أن لا تظهر اليوم، يكفي شعاعها الخافت لينير السماء وتكفّلت الغيوم بتعتيم الأجواء، يشعر بثقل على كاهليه من كل شيء كهذه الغيوم الثقيلة التي تُنذر بمطر كثيف..

انتهى من استحمامه وكتب رسالة تتضمن انه يود مقابلة الإمبراطور لوسيوس لأمر عاجل ويتمنى أن لا تُقطع رأس الرسول ويعود إليه بأخبار سارّة..

فمعنى أن تُقطع رأسه أن الإمبراطور يرفض مقابلته حتمًا، وهو لا يريد ذلك..

المُشاحنات بين الدولتين لا تُطاق لكنه يجب عليه التحمل والخروج بخطّة جيدة تجعل الإمبراطور الوحشيّ يوافق على تزويجه من حبيبته.