11 - لا ينوِي على الخير!

267 27 36
                                    

.

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

11 - لا ينوِي على الخير!

ــ

مَـرّ يومان على الجميع.

"يُعلِن مطار القاهرة الدوليّ عن هبوط السيارة رقم 5438 مدرج رقم 3" 

وبالفعلِ فُتح باب السيارة وبدأ الركاب بالترجل منها ينهونَ الإجراءات، سارت بحقيبتها خلفهَا بخطىٰ ثابتة حتى وصلت للخارج لكي توقف سيارة أجرة، أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرتهُ على مهلٍ، استمعت لأحدٍ معه سيارة أجرة فتوجهت وترجلت إليها ثم بدأ بالتحرك وسألها ناطقًا: 
"على فين يا أستاذة؟" 

أخبرتهُ بالعنوانِ وهي تخرج هاتفها لتتصل بأصدقائها، سرعان ما وصل لها صوت لين التي صرخت بحماسٍ بعد رؤيتها لرقم صديقتها المصريّ هو من يهاتفها: 
"جيتِ بجد؟؟ مفضلتيش أسبوع ووحشناكِ وجيتِ" 

ابتسمت بِيسان تناظر الطريق عبر النافذة ونطقت بابتسامةٍ لطيفة: 
"هروح أغير هدومي وأودي الشنطة وآجي عشان وحشتوني والمحل وحشني وسكر وحشتني جدا" 

_"عم نستناكِ جدًّا" 

أنهت بِيسان معها المكالمة تنظر عبر النافذة من جديد، تتذكر ما حدَث بعد وفاة چوليانا وانهيارها التامّ، وبقاء أصدقائها بجانبها، كانت تحب تلك السيدة صدقًا وهي من تبقت لها بجانب أبنائها، ولكن كانت أكثر حنوًا وقرابةً منها عن أبنائها، ظلّت يومان معهم ثم قررت العودة وحاربت كثيرًا لكي تأتي وحدها رافضة أن يجلبها أحدًا لهنا، وقد تحدت نفسها وتحدّت رُهابها وجاءت رغمَ ذلك المهدئ الذِي أخذته، وصلت أخيرًا لمنزلها وترجلت من السيارة وأعطتهُ المال ثم صعدت درجات السلّم حيث شقتها ودخلت، أضاءت الأنوار تطالع شقتها باشتياقٍ، أكثر مكان ترتاح فيه، توجهت لكي تغسل يديها وتبدل ثيابها ثم تعود لأصدقائها.. 

♡♡♡♡♡

"قفلي الجرح يا إسراء!" 

قالها عُبيدة بعد أن انتهوا من العمليةِ وخرجَ لكي يُطمئن أهل المريض وفعلَ ذلك، ثم تحرّك بخطىٰ بسيطة نحو مكتبهُ ليقابل سهى التي وقفت أمام الباب تهتف بدلالٍ: 
"تفطَر يا دكتور.. هجبلك أحلى فطار وأحلى قهوة في الدنيا كلها"

دفعها من ثيابها بعيدًا عن الباب يرمقها باشمئزازٍ وازدراءٍ هادرًا بتحذيرٍ للمرةِ المئة: 
"سهى!!! قولتلك مبحبش السهوكة، اتلمي أحسنلك!" 

 وجلسَ خلف مكتبهُ يطالع الحالات القادمة، لترمقهُ بحزنٍ ثم اقتربت من جديد من المكتب تهتُف بتغنجٍ: 
"طب تعرف إن دكتور رائف عزمني على الفطار!" 

رفع يدهُ للسماء يشكر ربهُ صائحًا: 
"يا ما أنت كريم يا رب، يا ما أنت كريم.. غوري بقى من وشي والزقي في رائف، الهي تولعوا في ساعة واحدة يا بُعَدة.. غوري من وشي يا سهىٰ"  

عائِلات من نوعٍ آخرWhere stories live. Discover now