الفصل الرابع ( من يملُك الحق )

3.9K 271 144
                                    

بإحدى الشوارع الجانبية، كان يقف مالك مع إحدى الشباب، لينظر للمال من بين يده، حتى عاد بنظره إلى الشاب من أمامه قائلاً بنبرة حانقة:

-" إيه يا عم دة عامود؟ دة ميجيبش حق خروجة في وسط البلد هنا، أطلع بالمية التانية".

نظر له الشاب ليقول بنبرة هادئة يشوبها الترجي:

-" ياعم مالك ما تصبر عليا شوية أنا لسة سايب الشغل وحالتي منيلة".

غمز له مالك بعينه وهو يضحك بسخرية قائلاً بشماتة:

-" علشان عملوا تحليل مُفاجيء؟ ما أنتوا لو تبطلوا الهباب إللي بتشربوه دة كان زمانكم سالكين في الشغلانة".

رفع له الشاب حاجبه بإستنكار ليقول بنبرة حانقة:

-" دة على أساس أنك مدخلتش السيجارة بوقك قبل كدة".

رفع مالك حاجبيه بدهشة مُزيفة، ليُشير إلى مظهر جسده بكلتا يداه وهو يقول بعجرفة:

-" بذمتك واحد زيي جسمه جامد كدة يبقى حطها في بوقه قبل كدة؟ محصلش .. أنا ديلر أه بس ديلر شريف".

حك الشاب جانب ذقنه ليقول بنبرة هادئة:

-" طيب يا عم الرياضي، أصبر عليا يومين وهجيبلك بدل العامود عامودين، بس هات شريط كمان وخليك جدع".

تنهد مالك وهو ينظر للأرض، حتى رفع رأسه لينظر للشاب قائلاً بحكمة:

-" بيقولك رضا الناس مُرضي ".

أومأ له الشاب ببلاهة، ليضع مالك يده على كتفه وهو يقول بنبرة مرحة:

-" بس أنا صحتي على قدي، أحلى مسا عليك".

ليتركه يذهب من أمامه بعد ذلك، لينظر الشاب في أثره بسخط، حتى وجه نظره للشريط الذي بيده، ليومىء رأسه برضا حتى ذهب هو الآخر في طريقه.



كانت أفنان تقف بالصيدلية التي تعمل بها، ومن جانبها ذلك الطبيب يُباشر أعماله معها، حتى ولج إليهم عُمران الذي قال بنبرة هادئة:

-" السلام عليكم ".

نظرت أفنان على الفور عندما تعرفت على صاحب الصوت، ليرد كلاً منهم السلام حتى خرجت من خلف تلك الطاولة وهي تبتسم قائلة بنبرة هادئة:

-" أزيك يا عمو".

إبتسم عُمران ليقول بنبرة لينة:

-" بخير الحمدلله يا حبيبتي، أنتِ إيه أخبارك، أوعي تكوني متعبة دكتور حسن".

ضحك حسن لينظر له وهو يقول بنبرة هادئة:

-" لا تتعبني إيه بس يا حج قول بتنقذني، أومال هسيب الصيدلية لمين لما أتشغل".

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now