الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )

3.9K 264 169
                                    

كان رشاد يجلس بإحدى الأماكن الفارغة بحديقة كُلية الصيدلة، بعدما قام بشراء كوب من القهوة كعادته ليرتشفه بجانب سيجارته، حتى أتت إليه تلك الفتاة التي توقفت أمامه لتقول بنبرة هادئة وهي تبتسم:

-" دكتور رشاد".

إنتبه لها رشاد، ليقوم بإلقاء سيجارته، حتى عاد بنظره إليها يُطالعها بهدوء مُنتظراً حديثها، لتُحمحم هي قائلة بنبرة هادئة:

-" حضرتك عرفت إني هبقى المعيدة لمادة حضرتك مش كدة".

أومأ رشاد برأسه قليلاً ليقول بنبرة هادئة أمتزجت بملله:

-" أيوة .. أسمك سجدة صح؟".

أومأت له سجدة برأسها بعدما توسعت إبتسامتها أثر تذكره لإسمها، ليُشير لها برأسه أن تجلس وهو يقول بنبرة هادئة:

-" طيب أتفضلي أقعدي ".

جلست سجدة بالمقعد المجاور له، لتقوم بإخراج دفترها وقلمها سريعاً، وسط نظرات رشاد لما تفعله ببلاهة، ليتساءل بجدية:

-" أنتِ بتعملي إيه؟".

نظرت سجدة للدفتر، لترفع كتفيها قليلاً وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" علشان حضرتك تقولي هنتعامل إزاي".

مسح رشاد على وجهه بهدوء، ليعود بنظره إليها وهو يتساءل بجدية:

-" دي أول سنة ليكي؟".

أومأت سجدة برأسها على الفور، ليومىء لها رشاد برأسه في المقابل وهو يعود بنظره للفراغ مُحدثاً نفسه أثناء قوله:

-" علشان كدة".

عقدت حاجبيها بعدم فهم، ليتنهد رشاد بملل وهو يعود بنظره إليها قائلاً بعدم إهتمام:

-" هتجيبيلي أسماء الحاضرين كل سكشن، وهبعتلك مجموعة أسئلة وشرح عملي، والتسليمات وكل الحاجات دي هتبعتيلي علطول شيتات بأسماء الطلبة إللي نفذتها".

أومأت له سجدة بتركيز وهي تقوم بالكتابة في دفترها، لترفع رأسها وهي تنتظر منه إستكمال حديثه، ليلوح لها برأسه مُستفسراً، حتى تساءلت هي بنبرة سريعة تقول:

-" بس كدة؟".

أغلق رشاد جفنيه بملل ليعود بنظره إليها وهو يتساءل ببرود:

-" أومال حضرتك عايزة إيه".

شعرت سجدة بالحرج حتى كادت أن تستفسر عن المزيد، ليتنهد رشاد بهدوء حتى قال بجدية:

-" أي حاجة بعد كدة هنتكلم فيها لما الدراسة تبدأ، بلاش تشغلي دماغك من دلوقتي، وبلاش حماس البدايات ياخدك عيشي حياتك اليومين دول قبل ما تتسحلي".

إبتسمت سجدة على تلقائيته معها بالحديث، لتومىء له رأسها بهدوء، حتى حمحمت بحرج لتقول بنبرة يشوبها الخجل:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now