الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )

4.4K 280 265
                                    

كانت شادية تقف بالمطبخ، وبجانبها ذلك الراديو الصغير الذي تصدح منه آيات القرآن الكريم بصوتٍ عذب، تقوم بتحضير طعام الغداء وسط أجواء هادئة صامتة أثر عدم وجود لأي أحد بالمنزل عدا مالك النائم بالداخل، لتستمع في ذلك الوقت لطُرقات باب المنزل، حتى تركت ما بيدها لتذهب تقوم بفتحه، حتى وجدت أمامها جنة.

عقدت شادية حاجبيها بتعجُب وهي تراها بملابس المدرسة، لتُحادثها بلغة الإشارة قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" فين يحيى، أنتِ جيتي لوحدك من المدرسة؟".

أغلقت جنة باب المنزل من خلفها، لتقوم بخلع حقيبتها الثقيلة بتثاقل أكبر، حتى وضعتها بجانب باب المنزل لتنظر إلى شادية وهي تُحادثها بلغة الإشارة قائلة بأن يحيى مازال بدوامه لم ينتهي بعد.

أومأت لها شادية برأسها، لتتساءل بلغة الإشارة قائلة:

-" طيب وأمك فين؟".

لوت جنة شفتيها بعدم معرفة وهي ترفع كتفيها، لتعقد شادية حاجبيها بتعجُب حتى أشارت لها جنة بيديها بأنها صعدت للمنزل ولكنها لم تجدها به.

تنهدت شادية بعمق، لتنظر إلى هيئة جنة المُبعثرة وشعرها الفوضوي، كذلك بشرتها المُرهقة، لتُشير لها برأسها وهي تُحادثها بلغة الإشارة قائلة:

-" طيب أدخلي يلا أغسلي وشك وغيري هدوم المدرسة، في بيجامة ليكي جوة هطلعهالك، وبعدين هجيبلك تأكلي".

أومأت لها جنة برأسها، لتذهب من أمامها نحو المرحاض، حتى نظرت شادية في أثرها، لتلوح برأسها وهي تُحدث نفسها قائلة بنبرة مُشككة:

-" يا ترى الهانم راحت فين".

كان هاشم يقف خارج المعرض وهو يُباشر تلك النقلة المُباعة من معرضهم ليُشرف عليها، ليضع يده أمام عينيه يمنع أشعة الشمس من الوصول إليه قليلاً لكي تُتيح له الرؤية، حتى شعر بهاتفه الذي يدق، ليقوم بإخراجه من جيب بنطاله حتى أجاب مُباشرةً أثر عدم قدرته على رؤية من المتصل، ليأتيه صوت والدته تقول بنبرة هادئة:

-" إيه يا حبيبي عامل إيه".

أجاب هاشم بنبرة هادئة يقول:

-" بخير يا أمي، في حاجة ولا إيه؟".

أدركت شادية من نبرته إنشغاله بعمله، لتدور بأعينها في الفراغ حتى تساءلت بنبرة سريعة تقول:

-" لا يا حبيبي مفيش حاجة أنا بس كنت بتطمن عليك، متتأخرش أنت والحج علشان الغدا".

أومأ هاشم برأسه وكأنها تراه، ليقول بعدم تركيز وهو يُتابع النقل:

-" طيب حاضر يا أمي، سلام".

لتُغلق معه بعدما قامت بتوديعه، حتى تنهدت لتنظر للفراغ من أمامها تُحدث نفسها قائلة:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now